*وحدة المغرب وسيادته: حقيقة راسخة أمام أوهام الخصوم*
*وحدة المغرب وسيادته: حقيقة راسخة أمام أوهام الخصوم*
*فيصل مرجاني*
بات من الضروري تسليط الضوء على التصريحات المريبة التي أدلى بها عزيز غالي عبر منابر الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي.
لقد تجاوز هذا الشخص حدود النقد المشروع ليطعن في السيادة الوطنية على أقاليمنا الجنوبية، ويشكك في مبادرة الحكم الذاتي التي تُعتبر من طرف المجتمع الدولي والمغاربة كافة حلاً واقعياً وعملياً للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
هذا التصريح المُفتعل لم يأتِ بمعزل عن سياق سياسي واضح، بل تزامن مع اعتقال السلطات الجزائرية للمفكر والمناضل بوعلام صنصال، الذي جاهر بالحقيقة وأكد، بعمق فكري ووضوح منهجي، أن الصحراء مغربية وأن النزاع هو مجرد مؤامرة مفتعلة. صنصال، المعروف بصرامة مواقفه الفكرية، تعرض للاعتقال التعسفي فقط لأنه قال كلمة حق تتعارض مع أجندات النظام الجزائري.
إن خروج عزيز غالي في هذه الظرفية، بتصريحات تهدف إلى تقويض الوحدة الوطنية، ليس سوى محاولة بائسة لتكرار سيناريو اعتقال صنصال في المغرب.
من الواضح أن غالي، بأجنداته المشبوهة، يسعى هو ومن يحركه إلى وضع المغرب في نفس الموقف الذي تعيشه الجزائر، من خلال دفع السلطات المغربية إلى اعتقاله ليتمكنوا من الترويج لفكرة زائفة حول تقييد الحريات والحقوق في المغرب.
إن هذه المحاولة الساذجة تعكس افتقاراً للقراءة السياسية السليمة، وتُظهر أن عزيز غالي ليس سوى أداة تُنفذ أوامر جهات خارجية تكنّ العداء للمملكة. هذه الجهات تسعى، بكل الوسائل، إلى تشويه صورة المغرب وتوريطه في صراعات لا تخدم إلا مصالح خصومه الإقليميين.
لكن المغرب، بحكمته السياسية وبقيادته الرشيدة، يرفض الانجرار إلى هذا السيناريو المفخخ، ويمضي بثبات في نهجه السيادي المستقل والواعي.
إن المغرب دولة ذات سيادة ومؤسسات راسخة، وسياساته ليست نتاج ردود أفعال، بل هي استراتيجيات مدروسة تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، لا تقبل المساومة على وحدتها الترابية، ولا تسمح لأي كان بالمساس بثوابتها ومقدساتها.
وكما جاء في خطاب جلالة الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء:
“هناك من يستغل قضية الصحراء ليغطي على مشاكله الداخلية الكثيرة.”
هذا الاقتباس يكشف بجلاء أن مناورات أعداء الوطن ليست سوى محاولات يائسة للتغطية على أزماتهم العميقة.
إن المغرب، بثقة وإصرار، يواصل حصد الاعترافات الدولية بسيادته على صحرائه، ويُثبت يوماً بعد يوم أنه نموذج في الالتزام بالقضايا العادلة والمشروعة.
نؤكد بكل حزم أن محاولات عزيز غالي وأسياده لن تُفلح في جرّ المغرب إلى مواقف مفتعلة.
المغرب يميز جيداً بين الدفاع عن سيادته واحترام حقوق مواطنيه، ولن يقع في فخاخ المقارنات الزائفة مع أنظمة تعيش أزمات سياسية واجتماعية مزمنة.
المغرب ملكاً وشعباً، سيظل حصناً منيعاً ضد كل المؤامرات، وعقيدة الوطن الراسخة لن تُزعزعها مؤامرات الأعداء ولا ألاعيب المتآمرين.
*فيصل مرجاني*