أكد الحارس محمد أمين البورقادي، أن أولمبيك خريبكة، يتمتع بكامل المواصفات لضمان مشاركة قارية، بفضل النتائج الجيدة، والمسار المحترم في البطولة الاحترافية، عكس المغرب الفاسي الذي يعيش للموسم الثاني على التوالي معاناة حقيقية في أسفل الترتيب، كما تحدث في حواره عن المسار الصعب لوداد فاس، وأيضا المناداة عليه من طرف الناخب الوطني بادو الزاكي، ومن قبله امحمد فاخر، وأشاد بحراس المرمى في المغرب، حيث وصفهم بالمتألقين، والمساهمين في تألق أنديتهم، وليس العكس.
بداية، يصفك المهتمون أنك قدم سعد على أولمبيك خريبكة؟:
في الحقيقة وجدت ضالتي، ومستواي المعهود بمجرد التحاقي مستهل هذا الموسم، بأولمبيك خريبكة، بدليل الانسجام الكبير الحاصل بيني وبين كل مكونات الفريق الفوسفاطي، والثقة العالية التي أمنحها للاعبين خاصة المدافعون الذين يقدمون الإضافة في كل المواعيد الكروية، لأن الانتصارات، والنتائج الجيدة، تحتسب للطاقم التقني والبشري والإداري الذي يسخر كل الظروف للسير قدما نحو تحقيق مسار طيب في البطولة الوطنية الاحترافية، وأنا جزء لا يتجزأ من المجموعة التي تبحث عن إسعاد الجمهور، ونسيان معاناة المواسم الثلاثة الماضية، وهو ما تحقق عناصر “لوصيكا” بقيادة المدرب التونسي أحمد العجلاني، في انتظار المزيد خلال ما تبقى من مشوار النسخة الحالية.
أين تكمن قوة أولمبيك خريبكة هذا الموسم؟:
لا أحد ينكر أن قوة أولمبيك خريبكة هذا الموسم، تمكن في خط دفاعه الذي يعد أحسن دفاع، لكن هذا لا يعني أن هناك تقصيرا من بقية الخطوط، لأن هناك انسجام وتجانس كبيرين بين كل الخطوط، وأيضا بين اللاعبين، وتأتى ذلك بفضل العلاقات المتينة بين العناصر سواء خريجة مدرسة “لوصيكا”، أو الوافدة من مختلف الأندية الوطنية، أو حتى من بعض الدول الإفريقية، بدليل أن هذا الانسجام تقوى داخل أرضية الملعب، بوجود طاقم تقني بمواصفات عالية، يتميز بالجدية في العمل، والتفاني في العمل، والانضباط الذي أعاده المدرب التونسي أحمد العجلاني، ثم الطاقم الإداري الذي يضع رهن إشارة المجموعة كل متطلباتها، علاوة على الدعم الذي نتلقاه من طرف الجمهور، وبالتالي ليست هناك مشاكل أو معاناة داخل الفريق الفوسفاطي.
هل لأولمبيك خريبكة فضل كبير في عودتك إلى التوهج؟:
بالفعل لا يمكنني حتى الآن أن أنسى فضل كل فعاليات أولمبيك خريبكة، لقد احتضنني الجميع بصدر رحب، وأعادني إلى توهج المواسم السابقة، خاصة تلك التي أمضيتها مع الرجاء البيضاوي، والمنتخب المغربي للشباب، ووداد فاس قبل مرحلة معاناة المواسم الماضية، ومن هنا لا بد من توجيه الشكر للجمهور الخريبكي، والطاقم الإداري، والتقني، والبشري، وهي الفعاليات التي جعلتني أحس بارتياح بعد معاناة دامت خمسة مواسم رياضية، فتقوى طموحي وأصبحت أعيش استقرارا نفسيا، مكنني من الوصول إلى المنتخب الوطني للمحليين، بإلحاح كبير من امحمد فاخر، وأيضا من طرف بادو الزاكي مع الكبار، وهي عوامل إيجابية في مساري الكروي التي شكلت بالنسبة لي تحفيزا على بذل مزيد من الجهد والعطاء، لأنني أعتبرها تكليفا أكثر من تشريف.
هل ستعانون من مغادرة خريبكة للاستقبال ببني ملال؟:
من الأفضل لكل فريق أن يلعب أمام دفئ ومساندة ودعم جمهوره، وعلى أرضية ملعبه، لأن اللعب على أرضية عشب ملعب آخر سيتطلب الاستئناس، والتأقلم، ويتطلب وقتا طويلا، بدليل أن أولمبيك خريبكة سيستقبل مواعيده المتبقية من مسار البطولة الوطنية الاحترافية الحالية، على الأرضية الاصطناعية للملعب الشرفي ببني ملال، وهي الغريبة نسبيا عن اللاعبين، وتتطلب بعض الوقت لتطويع الأقدام عليها، كما يجب أن تجرى الحصص التدريبية طيلة الأسبوع عليها، عند استضافة الخصوم، لكن الإجراء الذي اتخذته الجامعة أعتقد أنه سيصب في مصلحة الأندية السبعة التي ستستفيد من إعادة تثبيت العشب الطبيعي، لكن رغم ذلك سنعمل على الحفاظ على مكانتنا ضمن أندية الصدارة، لنظفر بمرتبة متقدمة في سبورة الترتيب العام.
إذن ستبحثون عن مراتب متقدمة وليس المنافسة على اللقب؟:
لقد سطر المكتب المسير مع الطاقم التقني في بداية الموسم الجاري، هدف الحفاظ على مكانة أولمبيك خريبكة ضمن الفرق غير المهددة بالنزول، لكن مع استمرار مباريات البطولة الوطنية الاحترافية، تمكنا من تحقيق نتائج مهمة بالرغم من تضييعنا لنغط عديدة وغالية بملعب مركب الفوسفاط بخريبكة، لكن اليوم تقوى طموحنا، خصوصا بعد مضي 23 دورة، بدليل أننا تمكنا من بلوغ 38 نقطة، خولت لنا احتلال المرتبة الثانية، أي الوصافة خلف الوداد البيضاوي، وأصبح هدفنا هو احتلال إحدى المراتب المتقدمة التي تسمح لنا بالمشاركة في الإقصائيات الإفريقية، وهو طموح مشروع بالنظر للنتائج المسجلة، وأيضا المردودية والطريقة التي ندير بها المباريات، خاصة بعد تحقيق نتائج جد مهمة خارج القواعد، وكانت أمام شباب الريف الحسيمي، وشباب أطلس خنيفرة، والكوكب المراكشي، والجيش الملكي، في انتظار المزيد.
كيف تنظر لأزمة الكرة في العاصمة العلمية فاس؟:
للأسف لم يستوعب المغرب الفاسي الدرس من معاناة الموسم الماضي، حيث نجا بأعجوبة من النزول إلى الدوري الثاني، أي أنه انتظر الفوز من ضربة جزاء على شباب الريف الحسيمي، أحرزها البرازيلي دوس سانطوس، ليضمن البقاء بشق الأنفس، بدليل الانطلاقة الكارثية، وضعف الإعداد النفسي والبدني، وعدم التزود بقطع غيار بشرية وازنة وفي المستوى المطلوب، والالتحاق المتأخر للمدرب الفرنسي دانييل ديماس، ثم تغييره مع بداية الإياب برشيد الطاوسي، دون إغفال المشاكل المالية التي وجدت حديثا طريقها للحل، خاصة بعد منح الرئاسة لرشيد والي العلمي، وفي الحقيقة سيتعذب “الماص” للحفاظ على مكانته في قسم الكبار، وبالتالي يجب على الجميع تضافر الجهود، والبحث عن أنجع السبل للسير قدما نحو تحقيق نتائج طيبة فيما تبقى من الموسم الحالي.
وماذا عن مسار وداد فاس هذا الموسم؟:
بحكم تجربتي التي راكمتها بوداد فاس في السنوات الماضية، أي منذ عودتي من الرجاء البيضاوي، فمشاكل ومعاناة وداد فاس، كلها ترجع للأمور المالية، أي في غياب الدعم الكافي والقار من فعاليات العاصمة العلمية، والتأخر في دعم ومساندة اللاعبين الذين يبذلون كل ما في وسعهم للخروج بالفريق من ضيق النتائج السلبية المحققة هذا الموسم في الدرجة الثانية، كما أن هذا العائق وقف حجرة عثرة في وجه المسؤولين فيما يخص التعاقد مع عناصر مجربة ووازنة بإمكانها أن تعيد “الواف” إلى مكانته الطبيعية بالبطولة الوطنية الاحترافية، وعن تغيير الرئيس عبد الرزاق السبتي فلا أحد ينكر أو يتجاهل الجهود الجبارة التي بدلها طيلة الأعوام الماضية، ويشكر على الخدمات التي قدمها، لكن فوق طاقته لا يلام، وبالتالي فالمشكل القائم ليس رحيل رئيس وحلول آخر، خاصة في الظرفية الحالية، التي تتطلب التفاف الجميع للرسو بالمجموعة في بر الأمان.
هل البطولة الوطنية تعاني من أزمة حراس المرمى؟:
بالتأكيد لا، فالبطولة الوطنية الاحترافية، تتوفر على العديد من الأسماء الوازنة، والتي تتحسس طريقها نحو تحقيق أفضل المسارات، ومن تم الالتحاق بالمنتخبات الوطنية بكل أطيافها، كعلي المحمدي من الكوكب المراكشي، ومحمد عقيد من الوداد البيضاوي، ومحمد أمين البورقادي من أولمبيك خريبكة، وحمزة حيمودي، من أولمبيك آسفي، ومحمد بوجاد من الرجاء البيضاوي، وغيرهم كثير، بدليل أنهم يضاعفون الحصص التدريبية، ويستفيدون من خبرات مدربي الحراس، ويحضرون بشكل مستمر مع أنديتهم، حيث يبعثون الدفء والطمأنينة للمدافعين، كما أقوم به في الوقت الراهن بالفريق الفوسفاطي، وبالتالي فكل من يتحدث عن أزمة حاملي القفازات المغاربة، فإنه مخطئ، ويبحث عن إجهاض مجهودات الجيل الحالي في الصميم، كما أن كل من ينادي بعودة حراس المرمى الأجانب، بعد غياب خمسة عشر سنة، فيراد به باطل، مادامت الساحة الكروية المغربية تنعم بالأجدر والأفيد والأصلح للفرق وأيضا المنتخبات الوطنية.
هل كنت واثقا من مجاورة المنتخب المغربي للكبار؟:
لا أخفيك، أنني كنت أنتظر فرصة الالتحاق بالمنتخب المغربي الأول، نظرا للخط التصاعدي الذي أرسمه رفقة أولمبيك خريبكة، حيث ساهمت في قيادة المجموعة للظفر بأحسن خط دفاع بعد مضي 23 دورة من البطولة الوطنية الاحترافية، وفي الشباك 12 هدفا، كما أعد الحارس الوحيد هذا الموسم في الدوري المغربي، الذي خاض كل المواعيد الرسمية مع فريقه، ولم أغب حتى عن مواجهتي الجيش الملكي في كأس العرش، بدليل أنني كنت دائما أتلقى الدعم والمساندة من طرف مدرب حراس مرمى المنتخب المغربي، والدولي السابق خالد فوهامي، لأنه كان يتعقب خطواتي إلى جانب حراس آخرين.
هل الزاكي خلق التنافسية في البطولة الاحترافية؟:
أكيد، لأن قوة بادو الزاكي تتجلى في منح الفرصة لكل الأسماء التي تبرز في مختلف الدوريات الكروية، خاصة في المغرب، مما يخلق التنافسية بين اللاعبين، وحراس المرمى بالخصوص، بحثا عن التألق، وفرض الذات، ومضاعفة الحصص التدريبية، أملا في مجاورة “أسود الأطلس”، الأمر الذي يخدم مصالح الأندية الوطنية، ويرفع من مستوى البطولة الوطنية الاحترافية، التي تجود بعناصر بمقدورها أن تتحمل المسؤولية رفقة المنتخب المغربي لإعادة أمجاده الغابرة، والدفاع بقوة عن مصالحه وأهدافه قاريا وعربيا وعالميا، وفي تعدد الأسماء ربح كبير للمنتخب الوطني، وتنافسية بين الحراس، ليبقى البساط الأخضر هو صاحب الحسم بين الجميع، وهذا لا يعني أن القائمة ستستقر على هذه الأسماء، لأن عناصر أخرى تنتظر دورها، كلما برزت مستقبلا.
كيف تنظر لودية “الأوروغواي” بأكادير؟:
تعد ودية الأوروغواي، بمثابة بروفة إعدادية مهمة لعودة الدفء والحيوية للمنتخب المغربي الذي خاض من قبل مواعيد ودية في المستوى، وحقق فيها نتائج محترمة، كما أنها ستضع مجموعة من الأسماء تحت مجهر الطاقم التقني، وإن كانت الثوابت معروفة نظرا لمشاركاتها المتعددة، كما أن المواجهة ستزيل الغمة من على قلوب المغاربة الذين حرموا من نهائيات “كان” غينيا الاستوائية، وبالتالي الالتفاف حول منتخبهم المقبل على تصفيات حارقة لبلوغ مونديال روسيا عام 2018، وبالتالي تحقيق التأهل الذي غاب عن الكرة الوطنية منذ نهائيات كأس العالم التي أقيمت بفرنسا صيف 1998، بقيادة المدرب الفرنسي هنري ميشال، وجيل مصطفى حجي، ونور الدين النيبت، وصلاح الدين بصير، والحارسين إدريس بنزكري، وخالد فوهامي، وغيرهم.