المشاركة السياسية من أجل خلق وعي سياسي و خلق تراكمات لليسار الجديد
تدوينة رأي : يونس كرم (عضو المجلس الوطني) – المشاركة السياسية من أجل خلق وعي سياسي و خلق تراكمات لليسار الجديد
بعض من رفاقنا من دعاة مقاطعة الانتخابات يستهبلون بما يقدمونه من دوافع و انتظارات من المقاطعة رقم ألف، فيرد عليهم البعض من رفاقنا اصحاب المشاركة فيستهبلون فوق استهبال الاولين بردود سريالية عن انتظاراتهم من المشاركة . للأسف يروج الجانبان لأساطير و اوهام حد الهلوسة لبناء موقفهما من الانتخابات. في نهاية الامر لكل منهما سلعة يريد ان يسوقها دون ان يفسر لنا كيف و متى سيصل لأهدافه و لماذا سيحقق هذه المرة ما عجزه عنه لمرات و قد سلك نفس المسلك.
لا اوهام لدي شخصيا عن المشاركة، لا رهان لدي على ان الصراع بين من سيتمكن من تطبيق برنامجه اللبرالي او المعادي لليبرالية، المحافظ او التقدمي، اليمين او اليسار، الخط الثالث او الرابع او العاشر.. فبين مطرقة المؤسسات و الشركاء الدوليين و سندان المؤسسات و السياسات الخارجة عن سلطة الانتخاب، يبقى حيّز الوهم ضئيلا.
لا اوهام لدي ايضا حول المقاطعة و لا في جدواها و أهدافها، في غياب تنظيمات قوية ذات امتداد جماهيري وازن، في غياب سياق ملائم، و في ظل تكتيك خلاصته الانتظار و الأماني و الشعارات، و في انعدام تراكم النجاحات الملموسة فلا يمكن ان ننتظر شيئا من المقاطعة غير عقم المرات السابقة.
اعتقد ان معادلة كهذه تستوجب ان يبنى الاختيار وفق منطق اقل الأوهام و الأضرار، مثلا قد تكون المشاركة من اجل خلق وعي سياسي و فتح قنوات جديدة للتواصل مع المواطن، محاولة الخروج من دائرة النسيان و الهامش و خلق تراكمات و تكريس وجوه من الممكن ان نبني عليها شيئا ما مستقبلا.
يونس كرم عضو المجلس الوطنيلحركة أنفاس الديمقراطية