أسطورة أم أسطوانة : البام والبيجدي في صراع لرئاسة الحكومة…فين الأحزاب الأخرى؟
مع قرب الانتخابات التشريعية أصبح المتتبع للشأن الانتخابي، يلاحظ بروز أفكار عبارة عن ترويج لقوة حزبين فقط في المشهد السياسي المغربي وهما، حزب العدالة والتنمية الذي يتولى الحكومة، وحزب الاصالة والمعاصرة الطامح للحكومة المقبلة.
مصادر متحدثة لـ” سياسي”، قالت ان ما يروج هو أمر خطير سوف يقتل العمل السياسي النبيل، وسيجعل المغاربة أمام قطبية ليست بديمقراطية وليست نتيجة صناديق الاقتراع لعدة أسباب.
أولها، ان صناديق الاقتراع هي الحكم، رغم ان حزب العدالة والتنمية فاز في الانتخابات السابقة، لكنه ما زال قويا بحكم التنظيم وقوة مرشحين والتزام الحزب بالعمل الدائم وليس بكائن انتخابي او دكان يفتح مع كل عملية انتخابية، كما تفعل بعض الاحزاب.
تانيا، القول بوجود قطبية سياسية، يقتل الاحزاب الاخرى خصوصا الديمقراطية والتي لها تواجد تاريخي مثل حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والتجمع الوطني للاحرار التقدم والاشتراكية…
ثالثا، القول بقوة الاصالة والمعاصرة، ورغبته بكل الوسائل باحتلال الرتبة الاولى في الانتخابات، يعد مغامرة، قد ترجع الأمور الى ما وراء دستور 2011، والذي جاء بعد عملية مخاض سياسي دولي واقليمي.
رابعا: قوة البام، ليست بمشروعه السياسي والفكري، وانما بقوة من يقف من وراءه وأمامه، ووجود أعيان وكائنات أصبح المغرب لا يطيق عملها السياسي خصوصا في البرلمان باعتبارها مقرونة بلمفات فساد.
خامسا: المغرب متعدد سياسيا، وبتعدد الاحزاب، تبقى البلقنة حاضرة لتشكيل حكومة خلطي سياسي من اليمين والوسط واليسار، فالمغرب لا يحتاج لحكومة سياسية، بقدم ما يحتاج في المستقل لحكومة قادرة على بلورة استراتيجيات الملك في الاقتصاد والتنمية، وليس حكومة الغوغائية والضجيج الفارغ.