نبيل بنعبد الله: لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله…عار عليك اذا فعلت عظيم…وأنت سكران والفؤاد بعيد عنك
بعد بلاغ الديوان الملكي الذي انتقذ فيه تصريحات الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية وزير السكنى وسياسة المدينة محمد نبيل بنعبد الله، توالت الردود والتعليقات، التي عبرت عن شجبها لما قاله زعيم بقايا حزب شيوعي تناترته الأفكار والمرجعيات وانصهر في حضن اسلاميو العدالة والتنمية بعد زواج لم يدم طويلا، بل أثتثه كراسي حكومية، كان لحزب التقدم والاشتراكية البراغماتية التي استعملها للبقاء في الحكومة بأي ثمن.
اليوم، يظهر، ان نبيل بنبعد الله، لم يفهم خطاب الملك في عيد العرش، ودعوته السياسيين الى الترفع عن استعمال المؤسسة الملكية في صراعات انتخابوية ضيقة، وهو ما انتبه اليه البعض، لكن نبيل بنبعد الله، الوزير المحب لنفسه، والطامح لأن يبقى وزيرا وزعيما لحزب من ورق، يؤمن ببقايا الماركسية، وهو بعيد عنها كل البعد، كما دافع عن ذلك الراحل علي يعته و عزيز بلال وسعيد السعدي ونزهة الصقلي واسماعيل العلوي و اخرين..
فبعد بلاغ الديوان الملكي، الذي وضع النقط على الحروف، واكد ان بنبعد الله مارس انزلاقات لا يمكن القبول بها، خصوصا وانه اقحم المؤسسة الملكية، ومعها مستشار الملك محمد السادس فؤاد عالي الهمة، وهو يعرف ان عالي الهمة غادر المجال السياسي وقدم استقالته من الاصالة والمعاصرة، بعدما عينه الملك مستشارا له، لينتهي الكلام والجدل، عن شخصية فؤاد عالي الهمة، رجل مارس التدبير الاداري في وزارة الداخلية تم ترشح لانتخابات ودخل للبرلمان، وأسس حزبا، لكنه غار السياسية، ليتفرغ لخذمة الوطن من زاوية اخرى داخل البلاط الملكي، ومن تمة انتهى الجدل، لكن يبدو ان بنعبد الله، استهوته كلمة ” التحكم” الذي اصبحت كلمة رنانة ومبتدلة لدى الزعماء السياسين اليوم، وتتقادفها الألسن في كل اتجاه بدون ” تحكم” السياسين في اقوالهم وتصريحاتهم التي تضر الوطن والمؤسسات والاشخاص….لعملية انتخابية عابرة في اطار مسلسل ديمقراطي اختاره المغرب، من خلال التنافس الانتخابي النزيه والديمقراطي، بعيدا عن المؤسسة الملكية اللتي ليست طرفا سياسيا، بل الملك ملك جميع المغارية مصوتين ومقاطعين..
فنبيل بنعبد الله، يتذكر قول الشاعر“لا تنهى عن خلق وتاتي مثله…عار عليك اذا فعلت عظيم..” فهو يعرف ان حزبه في الهاوية، ومستعد لاستقطاب والتحالف مع “تجار الدين والمخدرات” ومنحهم التزكيات من اجل الحصول على المقاعد،باسم حزب التقدم والاشتراكية الذي انقرض ويريد اليوم تزييف الحقيقة بالاحتماء بالاعيان والطبقة البرورجوازية و تغليظ الرؤية السياسية..”
نبيل نبعبد الله ماركسي ” الماركة” يتذكر ايضا قول كارل ماركس” اي فئة تطمح الى الهيمنة يجب عليها أولا التمكن من السلطة السياسية لثمثل بدروها مصالحها الخاصة، كانها المصلحة العامة…”.
وهذا حال بنعبد الله، الذي غامر بنفسه، ومارس “مراهقة” سياسية” بعد خطاب الملك محمد السادس الداعي الى تجنب اقحام كل ما من شأنه ان يؤثر على العملية السياسية والانتخابية، خصوصا اقحام اسم الملك، او مستشاري الملك في اللعبة السياسية من اجل الحصول على مقاعد واصوات انتخابوية.
فاليوم المغاربة، يعرفون ان الصراع السياسي والانتخابي خصوصا بعض المرشحين ومنهم مرشحي “الكتاب” سيستعملون ” الاموال والأوهام” وهم لا يعرفون حتى أبجديات الفكر الماركسي واليساري ، فعلاقة التقدم والاشتراكية باليسار الحاضر والتقدمية أصبحت علاقة بعيدة كل البعد، وماهي الى مظاهر لبعض اتتاع الحزب.
نبيل بنبعد الله، العاشق لكرسي الوزارة، والطامع في الاستوزار، ترك ” المعقول” الذي يرفعه كشعار لحزبه، وهو لا يعقل كلامه ولا يزن محتواه، فأن يهاجم ويقحم اسم مستشار الملك، وعدم قدرته مجابهة الاصالة والمعاصرة كحزب مثل باقي الاحزاب، يدل على عدم قدرة بنعبد الله على الدفاع عن نفسه، وعن تحالفه مع العدالة والتنمية، ويريد كذلك ممارسة المعارضة والانتقاد نيابة عن بن كيران الذي بلع لسانه بعد خطاب الملك الواضح، وكأنه “كاري حنكو”..
نبيل بنعبد الله، كما جاء في بلاغ الديوان الملكي”، ليس إلا وسيلة للتضليل السياسي، في فترة انتخابية تقتضي الإحجام عن إطلاق تصريحات لا أساس لها من الصحة، واستعمال مفاهيم تسيء لسمعة الوطن، وتمس بحرمة ومصداقية المؤسسات، في محاولة لكسب أصوات وتعاطف الناخبين…” كما أنها تتنافى مع مقتضيات الدستور والقوانين، التي تؤطر العلاقة بين المؤسسة الملكية، وجميع المؤسسات والهيآت الوطنية، بما فيها الأحزاب السياسية..”.
نبيل بنعبد الله، انزلق في الجرف، ووسط الأوحال، ويظهر ان بحواره مع اسبوعية “الايام” كان فاقدا لوعي، و”سكر سكرات” نبيذ احمرا ممزوجا برائعة ” العود” القادمة من بيت رفيقه بنكيران.
فالصراع السياسي، واختلاف مرجعيات الاحزاب، والتنافس الانتخابي، يبقى صراعا مقبولا بين الأحزاب السياسية، في محاولة منها اقناع الناخب بالتصويت عليها من خلال برامجها، وهو ما يتطلب النزول الى المواطنين واقناعهم بجدوى مشاركة حزبه في الانتخابات، وتقديم البدائل في السياسات العمومية من تعليم وصحة وتشغيل…وليس باللعب على الأوثار والهروب الى الأمام واستعمال “مقدسات” ورموز الوطن، وشخصيات لها أدوار يحددها الدستور…لكن يبدو ان الرفيق بنعبد الله لم يعد ذلك المناضل “الثوري” وهو يعرف انه لو نزل الى الترشح لانتخابات في اي دائرة سيتلقى هزيمة، كما وقع في واقعة مدينة تمارة الصخيرات المشهود له بأنه قام بحملته سكرانا عن واقعه..”؟