جزائر المقابر والملاهي الليلية؟!
سعد بوعقبة
ولد عباس استقبل بعض السفراء المعتمدين في الجزائر.. ربما فعل ذلك لفك الحصار عن جبهة التحرير دوليا! وربما أيضا لفك الحصار ديبلوماسيا عن الجزائر! لكن الغريب
في الأمر أن ولد عباس استقبل هؤلاء السفراء المهمين لشرح سياسة الحزب الحاكم والدولة المحكومة به للأجانب. وكان على يمين ولد عباس في هذا الاستقبال مسيّر أو مالك ملهى ليلي في رياض الفتح! ولا تسألوني عن السر في استقبال السفراء من طرف “باطرو” الأفلان الجديد، كما يسمي نفسه، بحضور “باطرو” ملهى ليلي في رياض الفتح؟! الأمر هنا يتجاوز “الشكارة” في الممارسة السياسية والديبلوماسية للأفلان الجديدة، إلى أهمية تحسين سمعة الحزب الحاكم في مجال توغله في الطبقات الشعبية الراقصة في الملاهي؟!
الطريف في الأمر أن ولد عباس “الدكتور” لم يستعن بدكاترة الجامعات في العلوم السياسية والدكاترة في الدبلوماسية، والذين تعج بهم الجبهة، واستعان بمسيّر ملهى ليلي ليعطي به الوجه الحقيقي لجزائر “الكباريهات” السياسية وليس جزائر الجامعات؟!
أليس سلال على حق حين قال إنه يفضل أن ترمى جثته في البحر حين يموت على أن يدفن في مقابر الجزائر البائسة! وأزيد أنا من عندي على ما قال سلال.. أنه يجب حرق جثمانه ورمي التراب في البحر على الطريقة الهندوسية في الدفن؟!
وفي سياق التجاوب الإعلامي مع توجيهات الوزير الأول، بثت قناة خاصة شريطا طريفا يصور تشييد البولنديين لمقبرة “وطنية” للكلاب والقطط تدفن فيها هذه الحيوانات العزيزة على أصحابها، وقد زينت هذه المقبرة بالزهور والرخام إلى درجة أنها بدت جنة تشبه الجنة التي وعد بها الشيخ شمس الدين الأوانس العوانس اللائي سيطرن على عنوستهن ولم ينحرفن!
بلدنا أصبح فعلا بلد الملاهي الديبلوماسية والسياسية! وبلد المقابر على مستوى الحكومة! حتى مقري، زعيم حمس، اهتز لكارثة البرلمان الذي وافق على مشروع الحكومة القاضي برفع أسعار القهوة والإبقاء على أسعار الجعة رخيصة! ولم يقل لنا مقري ماذا يفعل نواب حزبه في هذا البرلمان الذي يرخص “البيرا” ويغلي القهوة، تماما مثلما تقوم الدولة بترخيص الشعب وإغلاء السلع والخدمات! إن كانت هناك سلع وخدمات في هذه البلاد