دعوة لانتفاضة النساء بمدينة مكناس تحت شعار: “ضد الميزوجينية السياسية”
المريزق المصطفى، أستاذ باحث بجامعة مولاي اسماعيل، مكناس- المغرب-
تاريخيا ووجدانيا، كنا و لازلنا نبحث عن إعادة الصلة بالأرض/بالواقع حتى نطرد البؤس و الحرمان من أجل تحقيق الكرامة. وربما كانت و لا زالت هذه الصلة ضرورية لاستبعاد النظرية المفرطة بالبساطة و المعرضة للجدل بشكل واسع. نعم، الكل يعلم اليوم أن الديمقراطيات في الدول الصناعية العريقة تعلن المساواة بين الناس، في العمل و في الحياة السياسية. لكن في الواقع، اللامساواة في المداخيل و في طرائق العيش هي كبيرة و واسعة جدا وخاصة بين النساء و الرجال. و العديد من الكتاب العالميين الكبار اختاروا و فضلوا الحديث عن قضايا المجتمع الكبرى ( مثل المساواة و العدل و الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان..) من خلال أوضاع النساء و مكانتهن داخل المجتمعات، و على رأس هؤلاء و من دون منازع الكاتب و المفكر و الفيلسوف الموسوعي الفرنسي ديني ديدرو، صاحب “أفكار فلسفية”، و الذي تعرض للإدانة من طرف البرلمان و للسجن و إحراق و تمزيق كتبه في الساحات العامة نظرا لتعارضها آنذاك مع الدين و الأخلاق الحميدة.
و رغم ما خطته من دونية جمهورية أفلاطون على صفحاتها في حق المرأة في القرن الرابع قبل الميلاد حين اعتبرت نساء مجتمع أثينا ملكاً لرجالهم يورثن كما تورث البيوت والعبيد والماشية. حيث كان وجودهن يعتبر عدماً وبلا معنى إلا لخدمة غرضين تحيى النسوة وتموت لأجلهن ألا وهما: الأمومة و الخدمة العامة لرعاية الرجل والعائلة في المنزل وتعلم فنون الطبخ و تنظيف البيت؛ كرمت العديد من المجتمعات نساءها بدرجات متفاوتة، متحدية التفاوت الاجتماعي الذي يعتبر اليوم من الموضوعات الأساسية في الدراسات الاجتماعية، التي تطرح مقاربات عديدة و مختلفة لتفسير الهيمنة الذكورية على النساء في الميادين الاقتصادية و السياسية و الثقافية و الأسرية.
كما يسجل تاريخ الأدب العالمي أن غابرييل غارسيا ماركيز صاحب عظمة ” مائة عام من العزلة” و رائعة “الحب في زمن الكوليرا”، هو الآخر أعلن انحيازه الكامل لفئة النساء المهمشات ضد المجتمع الذكوري، بكل ما يحويه هذا الانحياز من سخرية لاذعة وكوميديا سوداء، متحدثا عنهن ليس بصفتهن وعاء لتفريغ الرغبات فقط و إنما كقيمة إنسانية حقيقية.
و على نفس النهج، سار محمد شكري يحكي عن معاناة و قساوة حياة الأمهات و النساء عموما، كما يبرز ذلك في روايته “الخبز الحافي” حين يقول: “أن النساء يبكين أكثر من الرجال. يبكين و يكففن عن البكاء مثل الأطفال. أحيانا يحزن حين يفكر المرأ أنهن سيفرحن و يفرحن حين يفكر المرء أنهن سيحزن”.
و بعيدا عن ما تناوله الراحل شكري من “محرمات” و “محظورات”، تبقى رواية “الخبز الحافي” وثيقة اجتماعية (بلغة الصحفي عبد اللطيف بن يحيى) و تاريخية، تتيح لنا قراءة الماضي الأربعيني و تمكننا من مفاتيح حاضرنا. و غير بعيد عن منزلة “الخبز الحافي”، نعثر في “زمن الأخطاء” عن حضور قوي كذلك للمرأة/للنساء كنماذج و صور ثقافية يمكن أن نقرأ فيها و عبرها صورة المجتمع بكل ما يموج فيه من أعطاب نفسية و اختلالات اجتماعية (بلغة الباحث محمد الغرافي).
المفكر و الروائي المصري يوسف زيدان، هو الآخر عبر بشكل واضح و نظيف عن موقفه المجسد في أعماله الأدبية الرائعة ” النبطي”، “عزازيل” و خاصة روايته “ظل الأفعى” التي تعتبر حسب العديد من النقاد تكريما للمرأة ولمكانتها المقدسة في التاريخ و إدانة صارخة لمكانتها المدنسة في الحاضر، و صرخة مدوية في وجه البنية والعقلية الذكورية الاحتقارية للمرأة.
و نختم هذه البانوراما المناصرة لقضية المرأة (المختزلة جدا جدا..) بالحديث عن مواقف الكاتب و الدبلوماسي المغربي بسانتياغو/ تشيلي، عبد القادر الشاوي، و ما حكاه عن المرأة منذ رواية “الساحة الشرفية” إلى آخر نص أدبي كتبه يوم 6 مارس الماضي، و إختار له عنوان: ” أخي العزيز ماركس، كارل ماركس”، حيث كتب فيه ما يلي: ” لم أكن أعلم في قرارة ماركسيتي، هذه التي أمَاتَت قلبي الفتي منذ الشباب على بلاغة المحبين، شيئين عظيمين من أشيائك العظام هما: الحب والشيوعية… حتَّى وقعتُ، ومن الحيرة الدوغمائية التي تداهم الأشياع وهم حيارى طَرِبْتُ، على شذرات منك خِلْتُها شعرا وهي البوح الكبير… الذي ما أَحْسَبُ (جيني فون وستفالن) إلا وَمِنْهُ قد طارت عَجَبا، بعد أن أسْكرَ قلبها فرحا، وجعلها كالريشة العاطفية من الحب تتراقص طائشة وأنتَ تقول لها: «خذي يا حبيبتي هذه الأغنيات/ التي ليس فيها إلا الألحان/ خذي هذا الحب الذي ينحني متلهفا بين يديك « )”.
و حيث انه لا يمكن حصر كل الإنتاجات الفكرية و الثقافية و الدراسات الميدانية و الأدلة التي رافقت معانات و شقاء المرأة و مسارات تحولها و تطورها من خلال سلسلة طويلة من النظريات التي حاولت تفسير التفاوت و التحيز الجنسي و العلاقات البطريكية و الرأسمالية و العنصرية من جهة، و الانتصارات و الانجازات الإنسانية و الحقوقية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية التي حققتها (المرأة) من جهة أخرى؛ تجدر الإشارة إلا أن النساء المغربيات لهن كذلك تاريخا حافلا بالنضال من أجل الديمقراطية من خلال مساهماتهن في تطور المجتمع المغربي.
و قد يتساءل القارئء عن علاقة العنوان بالموضوع و مدى الربط بين مناصرة قضية المرأة من لدن كبار المفكرين و الكتاب و المثقفين و السياسيين، و بين النضال النسائي المغربي و مكانته في الحراك المجتمعي وطنيا و محليا.
و الجواب عن هذا السؤال ليس سهلا، لأن نضال النساء المغربيات من أجل المساواة و الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان لم يكن في يوم ما من الأيام معزولا عن النضال السياسي الديمقراطي العام رغم خصوصية قضية المرأة.
و إذا كان لزاما توفير شروط الربط و لو في مستواها الأدنى، فلأن أي حديث عن معانات المرأة لا يمكن فهمه من خارج العوامل المنفصلة التي تسهم في خلق التفاوت بين الرجال و النساء (مثل التحيز و التفرقة بين الجنسين في المدرة و في الشغل و في الأعلام و في التشريعات و القوانين و الأجر و الحقوق و المساواة أمام القانون)، و بالتالي على كل المناصرين لقضية النساء أن يناضلوا بكل الوسائل و الأدوات من أجل فرض الإصلاحات اللازمة للنهوض بأوضاعهن.
إن ما عانته المرأة من قمع تاريخي ، جعل منتصف القرن الماضي حافلا بالنضال ضد ليس المطالب الإصلاحية الجزئية فقط، بل ضد الهيمنة النظامية التي تستمد قوتها من البطريكية كظاهرة شاملة يرجع تاريخها إلى المجتمعات و الثقافات القديمة.
و مع التطور العلمي و التكنولوجي و الإعلامي، ساد الاعتقاد أن التنامي المتسارع للقوى المنتجة لابد أن يؤدي إلى نضال طبقي حاد و مستمر، لكن حصل ذلك بنسب متفاوتة و في خصوصيات تاريخية محددة، معقدة الفهم أحيانا و غامضة في أحيان أخرى.
و مهما يكن، علينا أن نفرق بين عالم عاش كل أنواع الثورات، و عالم لازالت وضعية النساء فيه يحكمها الخضوع و الخنوع لعلاقات اجتماعية تابعة لمن يعيلها.
النساء إذن في واقعنا نحن، مقصيات من الحياة الاجتماعية و من دائرة النفوذ السياسي و الاقتصادي. فهن يعتمدن بالدرجة الأولى على من يوفر لهن الحماية و المعيشة من الناحية المادية المالية. و تشير كل المؤشرات أن المرأة المغربية تنتمي للطبقة الأكثر انحطاطا في المجتمع، و الأكثر تعرضا للقمع و العنف و الإهانة و الإساءة و الانحطاط، بالإضافة كذلك إلى ما يصيبها من أدى جراء المعايير الاجتماعية و الثقافية التي ترغمها على الخضوع و الانبطاح.
و عليه، فإن الواقع الحالي بات يرغم على النساء ظروف عيش غير إنسانية، يخضعهن للتبعية المطلقة لكل أنواع المؤسسات و لكل أنواع الاستغلال الوحشي.
طبعا، ما تعيشه “المكناسيات” ربما لا يختلف عن باقي نساء الوطن، لكن انتماؤنا لهذه المدينة اليوم بات يحتم علينا أن نساهم في قول الحقيقة و ليس المشاركة في الجريمة.
فرغم أن المدينة كانت عاصمة للمغرب أيام السلطان مولاي إسماعيل ( 1672- 1727)، و رغم موقعها الجغرافي و تنوعها الاقتصادي و التجاري و الثقافي و تميزها المناخي، و رغم كونها من أقدم المدن المغربية و لعصور طويلة شاركت في المد الثقافي، العمراني و الاقتصادي للمغرب، و لها ارث عمراني يرجع عهده إلى المرابطين و الموحدين و المرينيين، فواقع الهشاشة العريضة هو عنوان ساكنتها و خاصة وضعية النساء.
إن مدينة مكناس تعتبر من بين المدن الأولى التي تم تزويدها بمخطط توجيهي للتهيئة العمرانية، و بتصاميم التهيئة كوثائق أساسية من أجل التحكم في التطور الحضري، إلا أن ما أنتجته السياسة العمرانية المتوحشة بالمدينة ضرب عرض الحائط حجر الزاوية في التخطيط العمراني. و من بين إحدى نتائج جرائم هذا التخطيط ، صناعة حي عشوائي اسمه ” حي سيدي بوزكري” الذي يعتبر اليوم عاصمة الريع المكناسي. و هو الحي الذي تقطنه نسبة هائلة من النساء المشردات و الفقيرات و المعوزات، يعشن تحت رحمة الشناقة و السماسرة. و المفارقة أن عاصمة الريع المكناسي، بجواره توجد ما يسمى بالمنطقة الصناعية سيدي بوزكري.
و نساء سيدي بوزكري، تعانقهم نساء أحياء أخرى معزولة عن السياسة الحضرية العامة كأحياء “برج مولاي عم”ر و “عين الشبيك” و “”سيدي بابا و اللائحة طويلة.
هؤلاء النساء هم أشرف من ممولي بورصة البيع و الشراء، و هن اليوم في حاجة إلى دعم انتفاضتهم الشعبية نظرا لما يلاحقهن من إهانة و من تمييز و حكرة. أما نساء “حي عين الشبيك” المحاذي للسكة الحديدية و المفتوح على حي البساتين، فيعشن هشاشة اجتماعية كبيرة و استبعاد تعليمي و ثقافي و اجتماعي و فقر و بطالة و انعدام الأمن و ضعف البنيات التحتية من طرق و إنارة عمومية و شبكة الصرف الصحي، و كل نساء هذا الحي من دون دخل، و هن عرضة للابتزاز من طرف شناقة كل المواسم الانتخابية.
و مما يزيد من تعب و محن نساء الأحياء الفقيرة بمدينة مكناس، هو طفولتها المشردة في الشوارع و أبناءها العاطلين عن العمل رغم تقدمهم في السن. ظاهرة نساء يبعن “الديطاي” منتشرة بكثرة في جميع هذه الأحياء الفقيرة، وهو أكبر دليل على واقع المرأة المزري.
نساء مكناس جواري و عبيد لشبكات الاتجار في الانتخابات، رهينة في أيدي كل من له مسؤولية في مؤسسة من المؤسسات التي تقدم الخدمات التعليمية و الماء و الكهرباء و الإنعاش الوطني و خاصة الخدمات الصحية و ما أدراكما الخدمات الصحية التي تحولت إلى سلعة في أسواق للنخاسة، يباع و يشترى فيها المرضى الذين لا قوة لهم مقابل صوت انتخابي.
لقد صارت وقائع و أحداث نساء الأحياء الفقيرة موضوعا روائيا بامتياز، وبؤرة للمعانات و عذاب العصابات و اللوبيات التي تتجر في المخدرات و الجنس و القمار، و تخضع (العصابات و اللوبيات) أمهات و عازبات و طالبات لابتزاز دائم و مستمر.. و هي مادة دسمة قد يكتب عنها غابرييل غارسيا ماركيز أو شكري من قبرهما يوما ما.
إن النساء هن الضحية الأولى لسياسة التعمير الفاسدة التي أنشأت مستوطنات عشوائية لأغراض انتخابوية من دون مناطق خضراء للأطفال و للعجزة و المتقاعدين. لقد تم السطو على الملك العام و على فضاءات كانت متنفسا للمدينة و لمواقعها الإستراتيجية، و لنا أن تأمل كم من سنة و الوضع على حاله. و كم من مجلس تعاقب على التسيير و النتيجة تزداد كارثية.
نساء مدينة مكناس في حاجة لانتفاضة شعبية لم يكتب عن أسبابها أي أديب لا من أوروبا و لا من أمريكا اللاتينية و لا من مصر و لا من المغرب. نساء مدينة مكناس يستغثن و ينتظرن الإنصاف قبل الانتخابات القادمة لكي لا يتحولن من جديد إلى سلعة انتخابية تباع و تشترى أمام أنظار الخاص و العام، خاصة ليلة الاقتراع.
إن شهرزاد مكناس لا تبتكر الحكايات، إنها بطلة رواية واقعية تستحق القراءة و الدراسة في المدارس و المعاهد و الجامعات. إنها وصمة عار على جبين كل السماسرة و الشناقة و الفراقشية و النصابة و القوادة و الخساسة و القمايرية، و تنتظر من يكتب عنها روايات و قصص و أشعار للتعريف بشرعية قضيتها.
لقد آن الأوان أن تطالب شهرزاد مكناس بإطاحة صومعة شهراير المكناسي المتسلط. شهرزاد اليوم باتت تملك كلمتها من دون إغراء، تريد أن تساعد “البرجويات / نساء برج مولاي عمر” للوصول إلى سدة التسيير البلدي و الحضري. شهرزاد اليوم تريد أن تنصب نساء “سيدي عمر” و “ويسلان” و “الإسماعيلية” و “الزيتون” و “تولال” على رأس المصالح الجماعية. شهرزاد مكناس تريد أن تحرر نساء “حمرية” من قبضة الميوعة و التعفن و التبعية، و تريد لكل نساء مكناس الأمن و السلم و التقدم و التطور و النماء.
وبينما تستعد الأحزاب السياسية لمسلسل جديد من الاستحقاقات، تشعر شهرزاد مكنس بالوجع في بطنها و بلهيب الحرارة في رأسها خوفا من عودة الشناقة لكل الأحياء و مداخيل المدينة، و خوفا من “البواندية” الذين ألفوا التبول على أصوات الناخبين حين تنتهي صلاحيتهم.
نساء مكناس في حاجة الى انتفاضة تحسيسية و إلى و عي اجتماعي يطرد الفاسدين من ساحة الاستحقاقات المقبلة.. نساء مكناس هن مستقبل المدينة. و لم لا، لقد قال لوي أراكون ذات يوم كلمة عظيمة في حق المرأة حين قال: ” المرأة هي مستقبل الرجل”.
لقد أصبحت السياسة في مدينة مكناس أداة للغناء الفاحش و الحفاظ على المصالح و الاختفاء و راء المناصب و التهرب من الواجبات الوطنية. نعم قد يكون نفس الوضع هنا و هناك.. لكن هذا لن يثنينا عن مقاومة ما نعيشه نحن و أبناؤنا بهذه المدينة الرائعة و المعطاءة. و السياسة التي نريد، هي أن تتحول نساء المدينة إلى فاعلات سياسيات تلعبن أدوارا حيوية فيها، جنبا إلى جنب الرجال من اجل تحقيق مشروع اجتماعي معين.
إن مصلحة المدينة اليوم تقتضي تجاوز الاختلالات الناتجة عن الانفلات في التحكم في التوسع المجالي بسبب المضاربات العقارية و الترامي على الملك العام و التشجيع على السكن العشوائي مقابل أصوات انتخابية. و هو ما أنتج في مرحلة ما أحزمة البؤس و أحياء صفيح و دور القصدير ، مثل “دوار اجبالة” و “مازيلا” و “تاورة العويجة”. و المتضرر رقم واحد من هذه الوضعية هم النساء و الأطفال في أعلب الأحياء الكبرى للمدينة : ك”حي تولال” غرب المدينة، و “حي ويسلان” بالمدخل الشرقي و “كريان السعدية” في الوجه الشمالي لمكناس، و “حي مازيلا” و حي قدماء المحاربين و “حي جيني” و “حي بوكرعة”، من دون أن ننسى نساء دواوير” حي سيدي بابا”، ك “ديور جداد” و “دوار شميط” و “الدوار”.
و لعل هذا يدل على أن النساء يعشن في ظل واقع الحرمان المادي و المعنوي و الهشاشة و الحكرة و الاقصاء و الفقر و البطالة و المرض و غياب النظافة و الانارة العمومية و مؤسسات القرب ، حيث يتم استبعادهن من السياسة التي تدور رحاها في دوائر مغلقة بين ” النخب المتسلطة” و المسلطة على المدينة و أهلها؛ هؤلاء الفاسدون الذين لا مصلحة لهم في المدينة و لا في الديمقراطية و لا في الوطن. لأن طبيعتهم المتعفنة لا تسمح لهم بتجديد نفسهم أو منح الثقة لغيرهم.
إن انتفاضة “المكناسيات” اليوم تحت شعار ” ضد الميزوجينية السياسية” ( الميزوجينية = كره النساء)، باتت ضرورة تاريحية من شأنها تسريع و ثيرة التغيير و لجم الفاسدين و الحد من “الشناقة” و “لقطاطعية” و التضييق على منظمي الغنائم و سماسرة الانتخابات المعروفين في المدينة لدى الخاص و العام.
و أخيرا، مكناس اليوم في حاجة لرجالها و شبابها و أطرها و نخبها و رجال أعمالها و تجارها و صناعها و مدراء خدماتها و موظفيها و حرفييها و فلاحيها و طلابها و تلامذتها و معطليها و فنانيها و رياضيها، في طليعتهم نساء المدينة، من أجل بناء مكناس الجديد، مكناس بنون النسوة.