سياسي : السعيدية
لا يختلف عاقلان على أن الأمن هو ضمان استقرار الأمة ولا يختلف اثنان على أن الأمن من الأسس الضرورية لاستمرار تطور البلاد والعباد،ومما لا شك فيه أن نقاط المراقبة والتفتيش عند مداخل المدن تعطي للمواطنين الإحساس بالأمان وخصوصا الظروف الراهنة تقتضي العين التي لا تنام عن كثرة الإجرام وحتى الإرهاب,
غير أن استعمال الشطط والتعسف ولغة القمع خصوصا من طرف بعض رجال الامن تعرقل كسب ثقة المواطنين في أمن محيطهم ..مصادر “سياسي ” قال إن ما وقع ليلة الأحد بمدخل مدينة السعيدية على الساعة التاسعة والنصف عند نقطة المراقبة والتفتيش حيث أوقف شرطيان سيارة طاكسي كبير بداخله مسافرين وطلبا منهم بطائق التعريف ولم يكن مع ثلاثة أوراقهم وهم من ساكنة السعيدية ،تقدم مواطن ليستفسر عن ما هو السبب بقناعة انه من مواطني مدينة السعيدية واحد رجالاتها وخصوصا أن عدد من السيارات تمر ولا من يوقفها أو يساءل ركابها وليكون الجواب ” انزل حتى تجي اسطافيط ” دون أن يكلفا أنفسهما السلطة التقديرية التي يسمح بها القانون أو العناء للتعرف على الرجل أو طلب رقم بطاقته أو عمله أو أي شيء من هذا القبيل وليكمل مساره بالمقر الإقليمي للأمن,…
وكانت فرصة سانحة للرجل للتعرف عن مثل هذه التصرفات المشينة وللوقوف الميداني عندها مع معاينة في تجربة خاصة عن مكامن الخلل في مثل هذه الوقائع الاجتماعية التي لا محالة سمع عنها كثيرا و التي يقوم بها بعض رجال الشرطة وليس تعميما كهؤلاء الشرطيان على مستوى المدينة,
وتجدر الإشارة أن المدينة لها 5 مداخل بدون نقاط التفتيش والمراقبة الأمر الذي يسهل لمن خولت له نفسه ارتكاب سرقات أو ما شابه ذلك بعيدا عن أعين أمننا وهذا ما حصل و يحصل في غالب الأحيان,
وجدير بالذكر أن مثل هؤلاء الشرطيان لا يعكسان المستوى الراقي لرؤسائهم وبعض زملائهم ،إذ لابد من إعادة النظر في تكوينهم مع وجوب تكوين مستمر لهم خصوصا في العملية التواصلية والحوارية مع المواطنين لأنهم لا محالة لا يرقيان إلى مستوى تقريب الإدارة من المواطنين والحرص على أمنهم وأمن ممتلكاتهم بل بات ذلك الأسلوب القمعي التعسفي مع استغلال النفوذ في خبر كان،
مثل هاته التصرفات دون المستوى لا تنفع الأطراف المكونة لهذا المجتمع الطموح إلى سكينة واطمئنان وثقة حتى يشق المواطنون و رجال الأمن معا طريق بناء وطن للجميع تسوده المساواة والعدل والمواطنة الكاملة .
السعيدية تستوجب استقطاب أجسام أمنية في مستوى التطلعات الاقتصادية والسياحية،مستوى تعامل هؤلاء الشرطيان يقتضي أكثر من وقفة تأمل وربما دراسة حتى ترقى السعيدية إلى مستوى المدن المتحضرة,