مصطفى الشطاطبي والمرحومة حبيبة الزاهي أيقونة العمل النقابي بالمغرب: أين نحن من 10 مليون سائح؟

سياسي: رضا الاحمدي

 

يواصل موقع” سياسي،كوم” نشر لحظات من العمل النقابي والسياسي والحقوقي لشخصيات بصمت وقائع من المشهد العام المغربي.

 

نتوقف في حلقة اليوم٫ رصد واقع السياحة بالمغرب من خلال دور الفاعل النقابي في تآهيل القطاع والدفاع عن الشغيلة أمام التحديات المطروحة بين الدولة والفاعلين الاقتصاديين والمنعشين السياحيين والطبقة العاملة.

 

الصورة تجمع الزعيم النقابي مصطفى الشطاطبي  والمرحومة حبيبة الزاهي قيادية نقابية٫ يطالبان المؤتمرين في المؤتمر التآسيسي للنقابة الوطنية لعمال الفنادق المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالتصويت على أعضاء اللجنة الادارية المنعقد يومي 29/30  يونيو 2002بالمدرسة العليا للاساتذة بدوار العسكر مراكش.

تحت شعار “ربح رهان 10 مليون سائح سيدعم –شراكة اجتماعية حقيقية بين العمال وارباب العمل لتحسين الاوضاع المادية والاجتماعية لشغيلة القطاع الفندقي -.

 

أشرف على التحضير للمؤتمر مصطفى الشطاطبي والمرحومة حبيبة الزاهي بتسيق مع نوبير الاموي الكاتب العام ل”ك دش”٫ وعبدالقادر الزاير المسؤول عن الدائرة التنظيمية٫ حيث تطلبت عملية التحضير وضع خطة تنظيمية بالاستعانة بلجنة تضم مسؤولين نقابين بالقطاع الفندقي يتقدمهم عبد الله الكبوري٫ حسن قرقاب٫ ايت بلخير محمد٫ مودود محمد٫ فتحاوي سعيدة٫ الحاج بعيز٫ وغيرهم….ساهموا في اعادة هيكلة القطاع الفندقي نقابيا وفي ضبط اعضاء فروعه وعدد منادب عماله٫ مما سهل عملية تشكيل لجنة تحضيرية بثمتيلية عضو او عضوين عن كل وحدة فندقية التي بلغ عددها 69 وحدة منتشرة على المستوى الوطني آغلبها بالجنوب٫ مراكش٫ ورزازات٫ زاكورة٫ تنغير٫ اكادير٫ تارودانت٫ العيون٫ محاميد غزلان٫ الدار البيضاء٫ خريبكة٫ بني ملال٫ القنيطرة٫ فاس٫ شاوش٫ خنيفرة…..

 

التحضير للمؤتمر تطلب سنة تقريبا٫ فبالاضافة الى الجانب التنظيمي تم صياغة مشاريع المقررات٫ القانون الاساسي٫ والملف المطلبسن التقرير التوجيهي…

كما حددت معايير انتخاب المؤتمرين٫ و تم حصر عددهم في 340 مؤتمر ومؤتمرة.

 

هذا العدد الهائل من المؤتمرين دفع المشرفين على المؤتمر وباقتراح من الزعيم الشطاطبي مصطفى٫ تم الاستعانة باطر نقابية من قطاعات مختلفة في اللجنة التنظيمية كالعلمي بوشعيب والتازي محمد وحنان كارح من الرباط وكيلو احمد وقدوض علال والمرحوم مولاي الشريف العلو٫ والرحومة زبيدة اكرم  وسعيدة سطيلة من مراكش٫

 

ان انعقاد المؤتمر لم يخلو من مشاكل٫ فعشية استقبال المؤتمرين والمؤتمرات وصلت انباء صادمة عن حادثة سير مؤلمة لاربعة مؤتمرين قادمين من العيون٫ بابن جرير٫ ذهب ضحيتها المرحوم الناطحي زايد٫ اما باقي الافراد اصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا على اترها الى مستشفى بمراكش.

 

شكلت هذه الفاجعة صدمة قوية عن الحاضرين في المؤتمر٫ كما أرخت الصراعات الحزبية بين الاخوة الاتحاديين بضلالها على المؤتمر ا٫ حيث تدخلت ايادي خفية لحرمان المؤتمرين من المبيت بداخلية ثانوية ابن تيمية٫ بدوار العسكر المحادية لمكان انعقاد المؤتمر٫ كان وقتها وزير التربية الوطنية عبد الله ساعف الذي تدخل وحل المشكل بطلب من محمد نوبير الاموي.

لاشارة فان الاتحاد المحلي ل” كدش” بمراكش٫ كان كاتبه العام المهدي الدرقاوي عضو الفريق الكونفدرالي بمجلس المستشارين وامين ماله محمد ابو الفكر.

 

انطلقت اشغال المؤتمر في ظرفية دقيقة كان القطاع السياحي يعاني من عدة مشاكل٫ ممما دفع المسؤلين الحكوميين الى وضع برنامج وطني لتنمية السياحة بالمغرب٬ حيث وقفت لجنة التقرير العام على العديد من مساوءه وعيوبه والمثمثلة في تهميش العنصر البشري٫ وعدم اشراكه وادماجه في عملية التنمية القطاعية٫ وهذا من بين الاسماء التي افشلت المخطط الوطني المبين على جلب 10 مليون سائح سنويا وتآهيل المنتوج السياحي المغربي لمواجهة المنافسة الدولية.

 

 

لقد اعطت الدولة انذاك للمكتب الوطني المغربي للسياحة وقامت باعادة هيكلته وصرفت عليه اموال طائلة ونفس الشيئ بالنسية للنقل الجوي والبري وحتى البحري  انفقت عليهم اموال كثيرة ومع ذلك ظلت مشكلة العنصر البشري الذي يشكل العمود الفقري العائق الاساسي امام التنمية السياحية بفعل تجاهل القائمين على شؤون القطاع اوضاعه المادية والاجتماعية مما تسبب في تنامي نزاعات الشغل والتي ادت الى عدم استقرار القطاع وهو خطآ جسيم تم تنبيه المسؤلين اليه في حينه٫ وعلى رآسهم وزير السياحة عادل الدويري.

 

لقد شكلت الاوضاع المادية والاجتماعية لشغيلة القطاع الفندقي وضعف اجورهم وهزالة تعويضاته انعدام الحوافز  و غياب برامج للتكوين والتكوين المستمر لتآهيل العنصر البشري اهم العناصر الاساسية التي تداولتها لجنة الملف المطلبي.

الصورة تعكس نجاح المؤتمر وهو انجاز الكبير مع عدد المؤتمرين حيث صادق المؤتمر بالاغلبية على اعضاء اللجنة الادارية التي بلغ عددها 47 عضو٫ بالرغم من بعض الاحتجاجات التي تزعمها الحاج بعيز من القنيطرة٫  الذي سيصبح عضوا بالمكتب الوطني الذي ضم 15 عضو كاتبه العام عبد الله الكبوري وامين ماله ايت بلخير محمد.

ومباشرة بعض المؤتمر تعرض المسؤولون النقابيون لعدة مضايقات ادت الى توقيف بعضهم وطرد اخرين خاصة بفندق وليلي بمكناس٫ وفندق اطلس اماديل٫

وبعد مرور سنوات على انعقاد المؤتمر التآسيسي تم طرد 60 عضو نقابي من فندق كرم بورزازات يتقدمهم نائب الكاتب العام حسب كركاب وزوجته٫ كما تم ف سنة 2009٫ اغلاق فنيق بلير بورزازات وشرد العديد من العمال.

لقد ظلت النقابة الوطنية لعمال الفنادق منذ تآسيسها الى اليوم تقاوم الاعاصير بسبب الحصار وطرد مسؤوليها وامام قلة الامكانيات ظلت تؤجل انعقاد مؤتمرها الوطني الاول بالرغم من مرور خمسة عشر سنة على تآسيسها٫ فما احوج اليوم بالبارحة الى امثال الزعيم النقابي مصطفى الشطاطبي والمرحومة حبية الزاهي ايقونة العمل النقابي بالمغرب.