دفاعا عن الحب في مجتمعنا..
عبد الكريم اوبجا
قد يختلف الفلاسفة و المفكرون في تحديد معنى دقيق للحب، و الحق يقال على لسان الدكتور صادق جلال العظم في كتابه “في الحب و الحب العذري” أن من يعرف الحب بالتجربة هو في غنى عن كل التعريفات الفلسفية و التحديدات النظرية، أما من حرم من هذه النعمة فلن تجديه النظريات المجردة نفعا.
و لا مجال للبحث عن الأسباب النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية التي تفسر عشق فلان لفلانة أو العكس، فمهما قدمنا من تفسيرات سنجد أنفسنا عاجزين في نهاية الأمر و سنضطر لتقبل حالة العشق هاته بدون أي تعليل.
و لا نريد هنا تأكيد القول الشائع أن “الحب أعمى” لأنه قد يرد علينا العاشق بالقول أن “الحب مبصر و لكنه يرى بعينيه ما لا تراه أعين الغرباء”.
و قد يدعي البعض أن الحب لا وجود شرعي له في تراثنا و ثقافتنا العربية و الأمازيغية و الإسلامية و أنه لا يجب علينا تقليد الغرب في تعظيمه للحب، و نرد عليهم أنه إذا كانت المثل العليا للإسلام و باقي الديانات تدعو إلى العدل و السلم و التسامح فالحب يتضمن هذه القيم كلها.
كما أن الحب قيمة إنسانية عليا موجودة في تراث و ثقافات جميع الأمم و الأقوام و الملل، و طبعا لا يخرج التراث العربي و الإسلامي و الأمازيغي عن ذلك. فماذا سنقول عن قيس و ليلى و عنتر و عبلة و إسلي و تسليت، و عن رباعيات الخيام و شعر طرفة بن العبد و حسان بن ثابت و بيزماون…الخ
ألم يقل عمر الخيام في رباعياته:
“أولى بهذا القلب أن يخفق..
و في ضرام الحب أن يحرق..
ما أضيع اليوم الذي مر بي..
من غير أن أهوى و أن أعشق”
فإذا كان الإسلام لم يذكر “عيد الحب” بالإسم، فإنه أيضا لم يدعونا للكراهية بل إلى المحبة و التسامح و التآخي.
و في كل الأديان هنالك بعض الخطابات المتطرفة التي تدعو إلى الكراهية و تبحث لها عن تبريرات في النصوص. فلنكن حذرين و لنستعمل عقولنا في تمييز الخطاب المتطرف عن المتسامح.
الحب لا دين له !!! عاش الحب .. عاشت الإنسانية