ياله….. ” أمل ” واصلي اللعب
سناء شقيقي
لا أحد يمكنه أن يجادل في حق السيدة المدعوة “امل ” في التنازل عن حقها المدني في قضية بوعشرين.
وهذا على كل حال لن يؤثر علي مسار القضية قيد أنملة لأن النيابة العامة تملك صلاحية تحريك المتابعة عندما تتوفر على ما تعتبره كافيا من القرائن والدلال، بل من حق المحكمة استدعاء السيدة ” أمل ” للاستماع إليها مادامت قد أدلت بأقوالها لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي كلفها الوكيل العام للملك بالتحقيق في القضية التي يتهم فيها مدير صحيفة أخبار اليوم وموقع اليوم 24 بتهم ثقيلة لا علاقة لها بالنشر.
ويمكن للسيدة أمل أن تدفع بكون ما جري بينها وبين المتهم على الكنبة إياها تم برضاها، فهذا يمكن للمرء أن يضعه في خانة الحرية الشخصية. ولكن على مضض، لأن انغماس امرأة متزوجة في علاقة موازية يصعب قبوله حتى في المجتمعات الغربية المتحررة فما بالك بالمجتمع المغربي الذي ينظر إلى علاقة الزواج بقدسية وينعت من تخرقها من النساء بأبشع النعوت.
يمكن لها أيضا أن تضحي بنفسها وبجسدها وبكل شيء آخر من أجل عيون الهيئة التي تنتمي إليها، وإن كانت أضرار هذا النوع من التضحية اكبر بكثبر من منافعه لو كان قادة تلك الهيئة يعلمون، ولكن يبدو أن الحسابات السياسية الصغيرة تغشى أبصارهم.
لكن ما لا يمكن للمرء أن يقبله هو اللعب علي الحبال الذي ما فتئت المدعوة” م ه” تمارسه منذ أن انكشف ما كان يحدث في ذلك المكتب إياه من عنف جنسي بغيض في حق مغربيات بسيطات ذنبهن الوحيد أن السعي وراء لقمة العيش رمى بهن بين مخالب شخص لم يحترم ادميتهن.
فهي مرة مصرحة ومرة مطالبة بالحق المدني، ومرة تنتقل الى لعب دور معاكس تماما لكل هذا في مسرحية رديئة يريد كاتبها أو كتابها عبثا معاكسة الوقائع المسنودة بالأشرطة الي تقول الفرقة الوطنية للشرطة القضائية انها حجزتها لدي المتهم، ولا اعرف لحد الان أحدا شكك في جدية ومهنية هذا الجهاز الأمني.
ولا يمكن ل ” أمل” أيضا أن تلعب دورا رديئا آخر يتجلى في محاولتها، عبثا كذلك، التأثير علي المشتكيات والمصرحات الأخريات ودفعهم الي التنازل عن حقوقهن والتخلي عن المطالبة برد الاعتبار لإنسانيتهن الي تعرضت للتنكيل بدون وجه حق.
وليس من حق ” أمل” أن تحاول إخراج قضية المتهم بوعشرين من مسارها الجنائي الصرف وتحويلها الى قضية دعوية من خلال إقحام عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق للحزب الذي تنتمي إليه.
فهذا يدخل في باب محاولة تضليل العدالة ان كانت لا تعلم.
قضية بوعشرين أكبر من حالة ” أمل- الصحافية ومسؤولة علاقات عامة ” ، فهي قضية المرأة التي مزقت شرنقة الصمت التي خنقت العديد منهن وكممت أفواههن حتي لا يصرخن أمام الملأ ويفضحن ما يتعرضن له من تحرش واغتصاب وكل أنواع الاعتداء الأخرى..
المشتكيات في قضية بوعشرين يدركن جيدا أنهن لا يمثلن أنفسهن فقط بل هن يجسدن طليعة المرأة المغربية الجديدة التي رفعت “لا”كبيرة في وجه التحرش والاغتصاب والاستغلال .
وهن حريصات ومصصممات علي انتزاع حقوقهن واسترجاع كرامتهن من خلال جعل من استغلهن واعتدى عليهن ظلما عبرة لمن لا يعتبر.
أما السيدة ” أمل ” فأحسن ما يمكن أن تقوم به الآن هو أن تجلس لمرة واحدة مع ما تبقي لها من كرامتها كإمرأة وتنصت لها لعلها تجد سبيلا لمحو خضوعها لإرادة من حول مكتبه الى ” وكالة للرق” ، أما مواصلة اللعب على الحبال فلن ينفعها في شيء بل سيزيد فقط من الدوخة الشديدة التي تطوح بها في كل اتجاه مثل ريشة في الريح طائشة.