بوعشرين مستمر في الدفاع عن “غزواته الجنسية”….10 ردود على مرافعته
رضا الأحمدي
نشرت صحيفة “أخبار اليوم” وموقع “اليوم 24” ما سمياه “مرافعة” مديرهما توفيق بوعشرين، المتهم بالاتجار بالبشر والاستعباد والاستغلال الجنسي والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب وغيرها. ويستدعي ما نشره المنبران عدة ملاحظات، نوردها أهمها هنا:
1؛ هذا النص الطويل الذي يتحدث فيه المتهم بضمير الأنا، يحاول عبثا جر ملف من ساحة المحكمة إلى ميدان الرأي العام، ظنا أن هذا الأخير يمكن التأثير فيه وكسبه على حساب الضحايا، معتمدا على كون المجتمع المغربي محافظ ويميل في كل القضايا التي تفوح منها رائحة الجنس إلى إدانة المرأة في كل الحالات.
ولكن وكما قال المتهم في إحدى فقرات “مرافعته” الخارجة عن النص، فـ”عقول المغاربة ليست أكياسا يمكن ان نملأها بأي كلام وأي أحكام”، والرأي العام المغربي اكتشف أن المتهم كان يضع فقط قناعا لامعا يخفي وجهه الحقيقي البشع والشاذ، والذي ظهر في الفيديوهات التي عرضت أمام المحكمة وأمام عينيه، وفي الحكايات المظلمة للضحايا.
2: يقول المتهم إن ملفه دخل إلى قاعة المحكمة من “باب سياسي”، وهذا طبعا كلام لا أساس له من الصحة، فالنيابة العامة شددت على توضيح أنها لا تتابعه بسبب ما نشر في صحيفته بل بما اقترف من اعتداءات جنسية في مكتبه. وملفه دخل إلى ساحة القضاء من باب قانوني صرف وسيخرج منها من باب قانوني أيضا، وليس له أي طابع سياسي كما يدعي المتهم.
3: نعم، وكما يقول إن المشتكيات ضحايا حقيقيات، وليس لأنهن “اخترن الخضوع والإذعان” لأي جهة، بل لأنهم كن مرغمات على الخضوع له تحت التهديد، ليعبث بهن وبأجسادهن في ممارسات شاذة، ويفتض شرفهن، ويشتت أسرهن. فالمتهم لم يراع حتى مستخدمته الحامل في شهورها الأخير، ولا أقام أي اعتبار لزميل له، واستباح عرضه واعتدى على زوجته بشكل مرضي، من خلف ظهره.
4؛ مازال المتهم يدعي أن الفيديوهات الـ50، التي تقول الشرطة القضائية أنها ضبطتها في مكتبه، “مفبركة”، ولكنه لم يبادر في أي لحظة إلى دعوة دفاعه إلى طلب إجراء خبرة عليها في مختبر دولي حتى يتأكد الجميع هل هي “مفبركة” حقا أم أنه كانت وسيلته لابتزاز الضحايا وجعلهن يخضعن لنزواته الشاذة؟.
فإن كانت مفبركة سيحرج المحكمة والنيابة العامة ولن يبقى هناك دليل ضده وسيخرج منتصرا من هذه القضية، ولكن أن ثبت صحتها، فما عليه إذاك إلا أن يقبل كـ”رجل” حقيقي بالعواقب القانونية لما اقترفه. ولكنه لم يفعل ولن يفعل لأنه يدرك جيدا أنها حقيقية.
5؛ عاد المتهم إلى محاولة التخفي وراء “المؤامرة الخليجية” وقال إن السعودية كانت تنوي تقديم شكاية ضده، إلا أن ما سماه “جهات” أخرى طلبت منها عدم فعل ذلك وترك الأمر “لجهات في السلطة ستربيه وتعاقبه”. وهذا عذر واه جدا ومحاولة يائسة لإقحام بلد خارجي في محاكمته كما حاول في بداية محاكمته إقحام الإمارات العربية المتحدة التي نفت الامر نفيا باتا.
6؛ يقول المتهم في “مرافعته” إنه يملك نص رسالة هاتفية من الأستاذ الجامعي حسن طارق تخبره بأنه سيتم أعتقاله، توصل بها أربعة أيام قبل حلول عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمكتبه يوم الجمعة 23 فبراير الماضي. وقال إن هذه الرسالة توصل بها الأستاذ طارق من شخص مجهول. وقد سبق للمتهم أن صرح بهذا أمام المحكمة ولكنه لم يدل بتلك الرسالة النصية التي يقول إنه يحتفظ بها لحد الآن. بل إن حسن طارق قال أنه لم يرسل أي رسالة قبل أربعة أيام من اعتقاله بل قبل شهور وأخبره فيها توفيق بوعشرين بأن زوجته أسماء موساوي كانت تستعد لرفع شكوى بالخيانة الزوجية ضده.
7: انخرط المتهم في تخيل سيناريو كامل لاعتقاله وأخذ يتخيل ما يراه مناسبا له، ويحاول في هذا السيناريو العجيب أن يلبس القضية لبوسا سياسيا بالحديث عن “مؤامرة” ضده من أخنوش ولشكر وجهات أخرى يعلمها وحده. ونسي أن المحكمة لا تاخذ بهذه الوقائع الخيالية بل بالأدلة التي تملكها وبما يروج أمامها من تصريحات المشتكيات ورده هو عليها، ورده على البراهين التي ضده بما يدحضها حقا وليس خيالا.
8؛ إن المتهم بوعشرين، وهو دارس للقانون مبدئيا، يعلم جيدا أن القضاء يشتغل بالدلائل المادية الحقة، وليس بتركيب الجمل والإنشاء مهما كان طويلا ومنمقا، والقضاء يعترف بالوقائع المادية الثابتة وليس بالسيناريوهات المتخلية.
والوقائع لحد الآن تقول بأن هناك مشتكيات حكين ما جر لهن في ذلك المكتب المقيت من استعباد ومن ممارسات شاذة، وجاءت الفيديوهات مطابقة لأقوالهن، أما المتهم فيصر على الإنكار ويتحدث عن “مؤامرة” لا توجد سوى في خياله.
والذين اختلطوا بالرجل في العمل يعرفون أنه يميل إلى الخيال واختراع الوقائع. وسبق لأحدهم أن روى لمقربين منه باستغراب كيف قام بوعشرين مرة، باختراع مادة كاملة في مكتبه ونشرها على أنها حقيقة.
يقول هذا الشخص إن هيئة التحرير بأخبار اليوم أعدت مرة ملفا عن الدعارة الراقية، ولكن المادة لم تكن كافية لملء كل الصفحات الأربع للملف فما كان من بوعشرين إلا أن غاب في مكتبه العجيب لفترة تخيل خلالها ربورتاجا كاملا، وقام بنشره على أساس أنه روبورتاج حقيقي بالتصريحات والوصف إلخ، كل هذا دون أن يرف له جفن.
9: يبدو أن المتهم يسعى من وراء هذه “المرافعة” الإنشائية الطويلة، إلى استدرار بعض التعاطف من الذين لا يعرفونه حقا، وقد ينجح في ذلك ويخدعهم، ولكنه لن يفلح في خداع كل الناس. يريد فقط أن يتشبث بقناع “الصحافي المناضل المدافع على المبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والمحارب للفساد”، ولكنه يعلم أن قناعه هذا ليس سوى غربال لا يخفي شيئا من وجهه الحقيقي، ولن يفلح في إخفاء الوقائع المسنودة بالدلائل المادية التي يصعب دحضها.
10؛ إن المتهم توفيق بوعشرين غرته السلطة التي اكتسب بصفته صحافيا، وبالعلاقات المتشابكة والملتبسة التي نسج مع عدة جهات، وظن أنها تحميه من أي متابعة وتضع فوق القوانين، وتسمح له باقتراف ما يشاء في حق مستخدماته، وتخول له ممارسة شذوذه والتنكيل بشرف هؤلاء المستخدمات وأعراضهن، واستعبادهن، لكن هيهات.
11؛ إن قضية بوعشرين، تشكل اليوم منعطفا حاسما في تاريخ مكافحة كل أشكال العنف والاستغلال التي تعاني منها المرأة المغربية، وتعتبر تمرينا حقيقيا للقضاء المغربي، ولما يسعى إليه من استقلالية حقة، ونجاحه في هذا الامتحان سيرفع منسوب الثقة فيه بشكل كبير.