حلم مغربي إسمه المونديال
عادل الزبيري
عاد الفرح الجماعي من جديد عند المغاربة، فاز المنتخب المغربي لكرة القدم للمحليين بالشان الإفريقي، وفاز نادي الوداد البيضاوي بكأس عصبة الأبطال الإفريقية، وربح المغرب تذكرة التأهل للعب نهائيات المونديال في روسيا
تتسبب كرة القدم في أقل من سنة، في لحظات فرح جماعي شعبي وعفوي وجميل، لكل المغاربة؛ إنها الساحرة المستديرة كما تلقي
هذا يواصل المغرب منذ سنوات مطاردة حلم جميل، اسمه تنظيم نهائيات أكثر لعبة شعبية عبر العالم، مونديال كرة القدم
من حق المغرب والمغاربة أن يمارسوا حقهم في الحلم، ولم لا الترشح لمرة سادسة وسابعة إلى غاية بلوغ الحلم
في المغرب، يلعب الجميع كرة القدم، في زقاق ضيق، بقرب كراج، في ساحة إسمنتية أو في ملتقى طرقي، أو على رمال الشواطئ، كل مكان للكغاربة يمكن أن يتحول لساحة تباري؛ حب اللعبة يسري في دماء الأجيال
لم ينتظر الأطفال المغاربة يوما أرضية ملعب للقرب، بعشب صناعي، أو فرصة دخول ملعب للكبار لركل الساحرة المستديرة؛ صغارا ركبنا كل شيء بأرجلنا، تابعنا في التسعينيات الكابتن ماجد وخصمه الأضرس بسام
فهذا الشغف الذي يسكن المغاربة، يصلح قصة لوثائقي يراه العالم
وأعتقد أن الحلم ليتحقق يحتاج لتغيير مقاربة الاشتغال، لأن الملف المغربي لمونديال 2026 بني على الوعود، ولأن الخصم من عيار ثقيل جدا وقدم واقعا قائما حاليا وليس وعود للمستقبل، ولأن الثقل السياسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخرج التباري من الروح الرياضية إلى الابتزاز السياسي المباشر
ويمكن للمغرب أن ينظم كأس العالم ولكن يحتاج لتسريع بناء بنيات خدماتية بمستوى عالمي، من مطارات وموانئ وفنادق وبطبيعة الحال ملاعب لكرة القدم من الجيل الجديد
فعندما يسرع المغرب مشاريع التنمية البشرية، وعندما يمر لجيل جديد من المشاريع الكبرى المهيكلة؛ سيطارد كأس العالم المغرب
وأعتقد أن تفكير المغرب يجب أن يتجه صوب شراكة مغاربية مع الجزائر؛ ويمكن للرياضة أن تقرب ما فرقت بسببه السياسة
ويمكن أن يفكر المغرب في مشروع غير مسبوق، ترشيح مشترك مع إسبانيا، أي دولتان متوسطيتان من قارتين مختلفتين، تتقدمان بطلب لاحتضان نهائيات المونديال
ويحتاج ملف الترشيح المقبل المغرب، لمتحدثين جيدين يتقنون لغة التواصل، وللاشتغال على الرموز المغربية في كرة القدم، ولتسويق للثقافة المغربية الغنية جدا كرأسمال لامادي
ومع ذلك يبقى المجهود المبذول محمودا، من قبل اللجنة المغربية، التي اشتغلت على مشروع الترشح المغرب 2026، وأعتقد أن المغاربة من حقهم أن يعلموا كم أنفقنا ماليا في هذه المغامرة التسويقية الجديدة
وملاحظة أخيرة، فعلى ملاعب كرة القدم تظهر لعبة التحالفات السياسية، من يعتقد أن الرياضة لا علاقة لها بالسياسة مخطأ؛ الرياضة محركها اقتصادي وآليات الاشتغال سياسية، والظاهر لعبة رياضية عالمية
ويبقى العمق في القضية أن المونديال حلم يتحول لمصدر للثروة الاقتصادية كما وقع في أمريكا 94 وفرنسا 98 وألمانيا 06
ويمكن أن يتحول الحلم لخسارة اقتصادية كما وقع في البرازيل 2014 وجنوب أفريقيا 2010