المغرب وتحدي تنظيم الكأس العالم….خذلان شبه عربي وتواطؤ المصالح والمنافع
سياسي: الرباط
رغم ان المغرب اخفق مرة اخرى في تنظيم كأس العالم …لكن المؤشرات اتبثت ان الاخفاق هذه المرة كان ب”تواطؤ” عربي على دولة عربية ارادت ان تنظم الحدث العالمي بروح عربية افريقية.
فالسعودية والامارات…ومن صوت ضد المغرب من دول عربية وصديقة منح صورة قاتمة في قلوب الأمة العربية والشارع العربي مفي ما سمي ب”خذلان” الأخوة العرب الذي تجمعهم أواصر الدم والعرق والدين. ..لكن فرقتهم المصالح والمنافع ومنعا كرة القدم.
التصويت على مرشحي تنظيم مونديال 2026؛ افرزت حقائق وخبايا واكبتها ردود فعل قوية ومختلفة في مدى دعم دول عربية وصديقة للملف المغربي بحكم العلاقات التي تجمع المملكة المغربية بهذه الدول…
لكن؛ يبدو ان لعبة كرة القدم لم تعد لغة مشاعر وتضامن عربي وما يحمله من أواصر القرابة والعرق والدين واللغة والتاريخ المشترك. …لكنها أصبحت لعبة المنافسات التي تتحكم فيها مصالح ولوبيات تجمع ما بين المال والاعمال والسلطة والاعلام. .
وهذا ما ظهر من خلال تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب التي حملت أوجه ضغط على من لم يدعم الملف الثلاثي لأمريكا وكندا والمكسيك…
وبحكم ان الفيفا عرفت في مسارها التاريخي خصوصا الأخير فسادا اطاح برؤوس ساهمت في تغييبر وفرض قوتها في التحيز لدول ضد أخرى في تنظيم الحدث العالمي لكأس العالم.
اليوم وباقصاء الملف المغربي لخامس مرة…يتطلب تغيير الخطط الاستراتيجية والعلاقات والشركات بين اللاتحادات الكروية وفرض القوة والدفع بأحقية المغرب لتنظيم كأس العالم باعتباره بلد يستحق لما يتوفر عليه من مؤهلات وبنيات تحتية التي تتواصل في اطار مغرب المستقبل القريب من اوربا والممتد افريقيا.
ورغم ان دعم دول عربية صديقة المغرب للملف الأمريكي وما خلفته ردود فعل قوية ومتفاعلة ومقبولة بحكم المشاعر التي كانت تنتظر دعم اخوي عربي للمغرب…لكن لكل دولة حق الاختيار في قراراتها….
فالمغرب اليوم ان كان لم يحضى بدعم السعودية والإمارات. ..فانه نال تقة دول افريقية عديدة وعربية صديقة…وهذا بحكم ما يفعله المغرب بشكل متواصل في خلق شراكات في إطار جنوب جنوب ودعم المبادرات الاقتصادية والتنموية بحكم تقة افريقيا في المغرب وليس بحكم التبعية وفرض سلطة المال والأعمال وغيرها من الوسائل التي اصبحت متجاوزة.
المغرب الذي حقق الاهم بدعم افريقي وعربي وخصوصا دولة قطر التي اعلن اميرها الشيخ تميم في اتصال مع الملك محمد السادس دعم قطر الدائم للمغرب حاضرا ومستقبلا ان هو قدم ترشيحه في 2030
كما في لعبة كرة القدم، هناك رابح وخاسر وهي اللعبة التي يتنافس فيها الفريقين بقتالية بدنية ومهارات فنية بروح رياضية سامية، و هناك ايضا روح ديمقراطية في تقبل النتائج التي بها تنظم هذه اللعبة سواءا محليا او قاريا و دوليا كحدث كأس العالم.
فالدول العربية التي دعمت الملف الامريكي تبقى لها اختياراتها وهذا لن يخلف حقدا مغربيا على هذه الدول. ..وان حقق شرخا عاطفيا اليوم في نفوس المغاربة وشعوب اخرى…لكن المستقبل قابل لتغيير الخطط والبحث عن آليات الدعم بشكل مغاير وبتغيير التحالفات وتصحيح التفاوض والدفاع عن الملف المغربي وخلق تحالفات جديدة.
فالتنافس الذي جرى بين ملفين مختلفين من حيث الشكل والمضمون، فالمغرب واصل التحدي بكل تفاني في الدفاع عن تنظيمه لكاس العالم لمدة خامسة، وبالدفاع عن أحقية القارة الافريقية في تنظيم هذا الحدث الدولي، ورغم قوة الملف الثلاتي الامريكي الكندي المكسيكي، الا ان قوة المغرب بشعبه وبحكمة الملك في التوجه الافريقي التنموي وبمغرب التسامح والحضارة والتاريخ والحداثة…ساير المغرب التحدي العالمي وقدم ترشيحه الذي وصل لمرحلة التصويت التي منحت الملف الثلاتي حق التنظيم.
وما دامت كرة القدم لعبة تتحكم فيها الروح الرياضية ولوبيات المال والاعمال والتجارة اليوم، فان خسارة المغرب لتنظيم كاس العالم 2026، ليست بالخسارة الكبرى، لكن المغرب ربح الشيء الكثير في وصوله اولا لعملية التصويت بوجود ازيد من 200 اتحاد لكرة القدم، وحقق ديبلوماسية رياضية ساهمت في التعريف بالممكلة المغربية في المحافل الدولية وقدمت صور جد ايجاببية عن مغرب التحول الديمغرافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتنموي والحقوقي..
وكان للصور التي بثث في فيديو المصور لحظة قبل التصويت جد معبرة لمغرب التاريخ والحاضرة والمستقبل، وتبين ان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قامت بمجهودات جد متقدمة ومتطورة وجبارة، في جعل كرة القدم المغربية سفيرة المغرب في المحافل الدولية، وهي بالتالي تنطق من العمق الافريقي نحو العالم والعالمية.
لقد خسر المغرب التنافس مع الملف الثلاتي، لكنه ربح اليوم التعريف بدولة حديثة معترف بها دوليا، ودولة قادرة على تنظيم الحدث الدولي من بنيات تحتية تتطور ومرافقة اجتماعية ووسائل استقبال حديثة وأمن يحافظ على الاستقرار ويساعد على التنظيم واستقبال الملايين من الجماهير والضيوف.
لقد ربح المغرب اشعاعه الحضاري والثقافي والانساني والكروي، وعرف بنفسه بحضور دول العالم، وبالتالي نجحت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في نهج ديبوماسية رياضية تكون وسيطا بربط المغرب بالعالم وبوابة للتعريف بالمؤهلات التنموية والسياحية والجمالية التي تزخر بها جهات المغرب.
وفي فشل المغرب تنظيم كاس العالم، ربح في ربط المغرب بافريقيا وربط افريقيا بالعالم، وهذه النتائج ليست وليدة اليوم بل بفضل السياسات والاستراتيجيات التي و ضعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقيادة فوزي لقجع الذي ابان عن حنكته و كفاءة اطر الجامعة في تطوير كرة القدم المغربية والافريقية..التي جعلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منها قارة النجوم وتطوير اللعبة بخلق اتفاقيات ومناقشة مشاكل اللعبة في مناظرة افريقية نظمت بالمغرب… فالمستقبل سيكون لا محالة لصالح الشعب المغربي والشعوب الافريقية التي تعشق كرة القدم…..