بوعشرين يعترف لمحاميه بأنه من يظهر في الفيديوهات
رضا الاحمدي
مع توالي جلسات محاكمة توفيق بوعشرين، صاحب “أخبار اليوم” و”اليوم24″ و”سلطانة” المتهم بالاتجار في البشر والاغتصاب والاستغلال الجنسسي، تتوالى سقطات دفاعه الذي لم يعد يعرف حقا ماذا يفعل بالخصوص بعد ظهور نتائج الخبرة العلمية التي أجراها الدرك على الأشرطة المحجوزة في مكتب المتهم بالدار البيضاء والتي توثق لاعتداءاته الجنسية وممارسته الشاذة.
بل إن المتهم نفسه وجد نفسه منذ ظهور الخبرة في زاوية ضيقة يحاول الإفلات منها بتدبيج تدوينات تحاول عبثا إضفاء طابع سياسي حقوقي على قضيته الجنائية الصرفة. ومن شدة ارتباكه وإحساسه بقرب ساعة الحسم في هذه القضية القذرة، راح يسقط في زلات متتالية يعترف فيها بشكل صريح بما اقترفه.
وآخر هذه الزلات، ما كشف عنه محاميه عبد الصمد الإدريسي، في جلسة الإثنين الماضي.إذ قال الرجل وبكل تلقائية أثناء تدخل له، إنه زار المتهم في سجنه الخميس الماضي، وقال له هذا الأخير إن ما اعتبره “تسريبا” لأجزاء من تقرير الخبرة حول الأشرطة كان الهدف منه “إظهار صورته” (أي صورة بوعشرين)، في اعتراف صريح بأنه هو من يظهر في تلك الفيديوهات القذرة (الدرك تحدث عن 65 شريطا).
وقد اهتزت القاعة بالضحك بعد هذا الاعتراف الواضح من المتهم وعبر محاميه ! وطلب دفاع المشتكيات تسجيل كلام محامي المتهم. وحسب مصدر حضر الجلسة، فقد فوجئ المتهم نفسه بكشف اعترافه وراح يلتف في كل الاتجهات وقد امتقع وجهه، لأنه يعرف أن جدار الإنكار التي تحصن خلفه طيلة الشهور الماضية قد أخذ ينهار من حوله وأن الخبرة العلمية قد عرته، كما قالت إحدى ضحاياه في تصريح أوردت مضمونه الصحف والمواقع قبل أيام.
وما أثار ضحك القاعة حسب المصدر ذاته، أن المتهم، الذي يقر بشكل صريح بأنه من يظهر في الصور لمحاميه، طالما “خرج عينه” أمام الهيئة وأنكر أنه من يظهر في تلك الأشرطة. فمرة قال إنها مفبكرة، ومرة ثالثة قال إن جهة ما أخذت وجهه وألصقت بداك الذي يظهر في الفيديوهات القذرة، ومناسبة ثالثة ذهب بعيدا في الخيال، وادعى أن من في الأشرطة ليست بل شبيهه الذي أتت به تلك الجهة الغامضة وطلبت منه القيام بتلك الممارسات في مكتبه لتوريطه ! كما كان دفاعه قد انخرط في مسلسل طويل من الأكاذيب يبدو أنه بلغ حلقاته الأخيرة ستتكسر كلها على صخرة الحقيقة الصلبة، ويتحول تضليلها إلى مجرد زبد يذهب جفاء.