الملك محمد السادس يضع خارطة الطريق لإخراج الشباب من الانتظارية و الأفق المظلم بتشغيل جاد و تكوين مهني مندمج
مرة أخرى اعطى الملك توجيهاته للحكومة من اجل تفعيل برامج تعنى بقضايا الشباب والتعليم والتكوين المهني؛ وذلك من أجل تنزيل برامج واقعية تخرج الشباب المغربي من الانتظارية والأفق المظلم.
وهذا ليس بالامر الغريب…باعتبار ان الملك محمد السادس منذ توليه العرش وضع قضايا الشباب من صلب اهتماماته داعيا في اكثر من مناسبة الى ابراز سياسات عمومية تنموية تضع الشباب من اولوياتها الأساسية.
ويأتي تكوين لجنة تعنى بالتعليم والتشغيل والتكوين المهني برئاسة رئيس الحكومة والقطاعات المعنية بأمر ملكي من اجل تنزيل برامج مستعجلة خلال ثلاثة أسابيع. ..ليعطي الالحاح الملكي على تقديم جرعات قوية تعنى بقضايا الشباب والتشغيل…
وابرز الملك محمد السادس، في جلسة عمل خصصت لتأهيل عرض التكوين المهني وتنويع وتثمين المهن وتحديث المناهج البيداغوجية
بضرورة تنفيذ الأولويات والتدابير المحددة من طرف الملك، لاسيما في خطابي العرش وذكرى 20 غشت. و العناية الملكية السامية الثابتة بقطاع التكوين المهني باعتباره رافعة استراتيجية، ومسارا واعدا لتهيئ الشباب لولوج الشغل والاندماج المهني.
وقد سبق ان اعطى الملك خارطة طريق بالاهتمام بالتكوين والتشغيل في خطابه السامي لـ20 غشت الماضي، حول قضية تشغيل الشباب، لاسيما في علاقة مع إشكالية الملاءمة بين التكوين والشغل.
وأعطى الملك تعليماته السامية من أجل تطوير تكوينات جديدة في القطاعات والمهن الواعدة، مع تأهيل التكوينات في المهن التي تنعت بالكلاسيكية، والتي تبقى المصادر الرئيسية لفرص الشغل بالنسبة للشباب، مثل تلك المرتبطة بقطاعات الصناعة، والخدمات، والبناء والأشغال العمومية، والفلاحة والصيد والماء والطاقة والصناعة التقليدية.
وشدد الملك في جلسة العمل ، بالخصوص، على ضرورة تطوير عرض التكوين المهني بشكل أكبر، من خلال تبني معايير جديدة للجودة، خاصة في قطاع الفندقة والسياحة بكيفية تحفز وتواكب الإقلاع الضروري لهذا القطاع الإستراتيجي.
وهو الأمر الذي يبقى على القطاعات الحكومية تنزيله في اقرب وقت.
وانصب الحرص الملكي السامي على التكوين المهني في قطاع الصحة، بما يشمل المهن شبه الطبية، ومهن تقنيي الصحة، لاسيما في مجال صيانة وإصلاح التجهيزات الطبية، حيث توجد إمكانيات حقيقية للتشغيل.
وعلاوة على ذلك، أعطى الملك توجيهاته السامية قصد بلورة تكوينات مؤهلة قصيرة، تناهز مدتها أربعة أشهر، تشمل وحدات لغوية وتقنية مخصصة للأشخاص الذين يتوفرون على تجربة في القطاع غير المهيكل، وذلك من أجل منحهم فرصة الاندماج في القطاع المهيكل ومن تم تثمين خبراتهم وملكاتهم.
وتبقى الحكومة اليوم أمام محك حقيقي في اخراج ما دعى له الملك محمد السادس بالنهوض بالوضع الاجتماعي للشباب والتشغيل والتكوين المهني. لما لها من علاقة محورية بالحياة الاجتماعية التي يتطلع لها الشباب المغربي في العيش الكريم وتحقيق كرامته.