نقيب شهير يعترف بأن بوعشرين هو الذي يظهر في الفيديوهات ويغرقه
في خروج مثير تزامن مع شروع دفاع توفيق بوعشرين، المتابع بالاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والاغتصاب، في مرافعاته، اعترف النقيب عبد اللطيف بوعشرين، الذي انسحب من هيئة دفاع المتهم قبل شهور، بأن من يظهر في الفيديوهات القذرة التي حجزتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في مكتب أخبار اليوم بالدار البيضاء هو توفيق بوعشرين بالذات والصفات.
ورغم أن استغرابهم وتساؤلهم عن الصفة التي سمح بها النقيب الشهير لنفسه بالحديث عن ملف انسحب منه، فإن المتتبعين لقضية بوعشرين، يرون أن خرجة المحامي المعروف قد أضرت كثيرا بموقف المتهم خاصة وأنه يقر في لقاء صحافي مصور بأنه شاهد كل الأشرطة القذرة وذكر في معرض حديثه المتهم بالاسم واللقب وأكد أنه المتورط في تلك الممارسات المشينة على المستخدمات في مؤسسته.
وحاول النقيب بوعشرين أن يضفي عليها صفة الرضائية ليبعد عن صاحب أخبار اليوم تهمة الاتجار بالبشر التي تصل عقوبتها إلى 20 سنة، وتحويل هذا الملف القذر إلى مجرد ملف فساد حتى يتم تخفيف الحكم على المتهم.
ويستغرب المتتبعون أن يخرج النقيب الشهير في هذا الوقت بالذات ليدلي بهذا التصريح الذي يريد به تضليل الرأي العام، وهو الذي كان يقود دفاع المتهم قبل أن ينسحب منه لهول ما رأت عيناه من الممارسات الشاذة والقذرة للمتهم.
والخطير في كلام تصريح النقيب الشهير أنه يقر بأنه شاهد وسمع كل ما راج في الفيديوهات، وهذا يعني أنه سمع الكلام البذيء والشتائم القبيحة التي كان يكليها المتهم للمستخدمات اللواتي ينفرد بهن في مكتبه، وشاهد بأم عينيه كيف كان يعنفهن، بما فيهن اللواتي تراجعن عن تصريحاتهن أمام المحكمة ورفضن متابعته.
وتقول مصادر حضرت جلسات المحاكمة أنه لو كانت جدران محكمة الاستئناف بالدار البيضاء تتكلم لانتفضت لتذكر النقيب الشهير – الذي يبدو أنه نسي أو تناسى- بالأسف الذي عبر عنه في أحاديث جانبية على هامش الجلسات عندما شاهد الأشرطة القذرة، وتذكره كذلك بالتعاطف الذي أبداه مع الضحايا وخاصة تلك المرأة الحامل التي لم يرحم المتهم جنينها.
إن الخرجة الجديدة للنقيب بوعشرين- الذي قال في حديث جانبي كذلك إبان الجلسات إن لديه بنات ولا يقبل أن يتعرض لما تعرضت له الضحايا- يسعى من خلالها إلى تقديم مساعدة يائسة للمتهم الذي يعرف جيدا أنه اقترف ما اقترف، ولو كان مقتنعا أصلا ببراءاته أو حتى بكون القضية مجرد فساد لما انسحب من الدفاع عنه. بل إن النقيب يدرك أن المتهم كذب عليه في أول الأمر وأنكر أن تكون هناك فيديوهات تدينه. وحسب مصادر عليمة، فإن المتهم أقسم له بأغلظ الأيمان على هذا، ولكن المحامي الشهير اكتشف سريعا كذب موكله السابق، ولعل هذا كان من بين الأسباب التي دفعته إلى الانسحاب من دفاعه.
وكما هي العادة مع كل الخطوات التي يقوم بها المتهم أو محيطه التي سرعان ما تنقلب ضده، فلن يجني من خرجة النقيب الشهير سوى اعترافه وتأكيده على أن من يظهر في الفيديوهات هو توفيق بوعشرين صورة وصوتا، أما ما تبقى فهو مجرد تفاصيل لا تمس جوهر القضية في شيء.. ذلك الجوهر الذي يعلمه السيد النقيب جيدا: المتهم مارس على مستخدمات مغلوبات على أمرهن أبشع أنواع الاستعباد الذي لا يقبله مبدئيا ضمير المحامي الشهير الذي سبق له أن دافع عن احدى ضحايا الحاج ثابت في بداية التسعينيات.