وهم البيجيدي وتيه بنعبد الله
وهم البيجيدي وتيه بنعبد الله
عبد السلام المساوي
هل هو كذب على الذات أم كذب على المواطنات والمواطنين – الناخبات والناخبين ؟!
هل هي حملة انتخابية سابقة لأوانها أم ضغط على الفاعلين السياسيين ؟! هل هو وهم أم غرور ؟!
يعتبر الحزب الحاكم ان استحقاقات 2021 المقبلة محسوم مسبقا في نتائجها ! فهو الفائز بها باطلاق ؛ مسلمة لا تقبل الشك والتشكيك ، والمطالبة بالإصلاح الدستوري تروم ، في نظره ، تقييد صلاحياته في تشكيل الحكومة ورئاستها !
وهم الاسلاميين ان البيجيدي ينطلق في مواجهة الاصلاح الدستوري من ” قناعة – معتقد ” ، تنضاف الى قناعات ومعتقدات بيجيدية ، ان الجميع ، كل الفاعلين السياسيين ، وطنيا وكونيا !
واثقين بأن الحزب الاسلامي سيتصدر الانتخابات المقبلة وانه ثابت في ترؤس الحكومة ، وكل من يخالف هذه ” النبوءة – المعتقد ” ، فانه يحاول محاصرة اكتساحه السياسي ومقاومة مده الانتخابي …الانتخابات المقبلة ، اذن ، حسم امرها ، فوز البيجيدي يقين مطلق يجب ان تسلم به كل الطبقة السياسية ، وعلى الجميع أن يحذو حذو ” الشيوعي بتدجين بنكيراني ” ، نبيل بنعبد الله المؤمن بانتصار الاسلاميين !
قد نتفهم هذيانات واوهام الحزب الحاكم ، ونتفهم استنفاره لمقاومة دعوات تعديل الفصل 47 من الدستور ، فهو يعتقد واهما ان هذه الدعوات تستهدفه ، وانها تهدف إلى نزعه ” حقه المقدس ” في تشكيل وترؤس الحكومة ؛ او ليس هو الفائز والمنتصر مسبقا ، الفائز والمنتصر الان وقبل إجراء الانتخابات في 2021 !!! قد نتفهم ونتفهم هذا الحمق وهذا الغرور ، والاصح هذا الكذب …لكن ما هو عصي على الفهم والتفهم هو ان يصاب زعيم pps بالاسهال اللغوي ، جازما ان الفوز مضمون للبيجيدي ، وعكس هذه البديهية هو مجرد تشويش وتشكيك واعتداء على هذا الحزب …
نتائج انتخابات 2021 تم الاعلان عنها ! البيجيدي هو الفائز ، ونبيل بنعبد الله صفق وبارك ؛ دعوا البيجيدي يشكل الحكومة وكفوا عن دعواتكم الى اي تعديل دستوري ! وما على الاحزاب ، كل الاحزاب الا ان تسلم وتستسلم ، الاحسن ان تريح نفسها من هم وعناء الانتخابات ، ولم لا , تترك السياسة كلها ؛ وكل تعديل دستوري غير مفصل على مقاس البيجيدي فهو مرفوض !
الشيوعي بصفة حاج ، معزول ومنبوذ ، من هنا وهناك ، بدون سند ولا حليف …مرفوض يمينا ويسارا …بنكيران قصة وانتهت ؛ انتهت بيتم نبيل بنعبد الله …الاحزاب الوطنية بمختلف الوانها ورموزها تعتبره ” رقما ” غير مرغوب فيه ، تتذكر جيدا ” ولاءه” اللامشروط لبنكيران ، بالأمس وما زال الحنين يشده الى الزمن المعطاء ، زمن الحقائب الوزارية الوازنة والمناصب العليا الثقيلة المدرة للامتيازات ، له ولاتباعه….
انتهى الزمن الانتهازي بنهاية ” مأساوية ” لنبيل بنعبد الله ، نهاية بعنوان ربط المسؤولية بالمحاسبة ، وكانت المحاسبة معذبة ، على الأقل نفسية واعتبارية ….
انفض الجميع من حوله ؛ فاعلون واحزاب …وكان الحل للخروج من العزلة والمحنة ، هو أن يبتلع الاهانات ويطلب ” العفو ” من العثماني ، يطلب الدعم من البيجيدي ، وهو مستعد لتناسي كل الصفعات التي تلقاها من ” حليفه ” اللدود” في زمن بنكيران ، وهو الآن جاهز لتقديم الخدمة لهذا الحزب في زمن العثماني ، ومستعد للتهجم على حزب الاتحاد الاشتراكي الذي بادر قائده الى الدعوة إلى تعديل الفصل 47….نعلم أن عقدة بنعبد الله ، بالأمس واليوم ، هي الاتحاد الاشتراكي ؛ قاطرة اليسار بالمغرب ، وقاطرة القوى الوطنية الديموقراطية الرادعة للعدمية والظلامية ، للمحافظة والانتهازية…