عبد الله بوصوف لـ”سياسي”: عشرون سنة من حكم الملك محمد السادس، هي 20 سنة من الحكمة و الحكم
سياسي: حاوره/ رشيد لمسلم
عشرون سنة من حكم الملك محمد السادس، هي عشرون سنة من الإصلاحات السياسية والمبادرات الاجتماعية والمشاريع الاقتصادية الكبرى، ربطت المغرب بالدول المتقدمة، وأكدت أن المغرب قادر على منافسة الكبار في قضايا كبرى وفي المساهمة في التطور والنمو ومواكبة الإصلاحات ومتطلبات العصر.
عشرون سنة، هي عنوان لرؤية ملكية انطلقت بوادرها منذ تولي الملك محمد السادس الحكم، في تقديم أن المغرب بلد التعايش وقبول الأخر، وبلد يتطور على أرض الاستقرار والأمن .
” سياسي”، حاورت فعاليات سياسية وحقوقية واقتصادية وأمنية… من اجل معرفة ما تحقق، وماذا ينتظر مغرب المستقبل من إصلاحات شاملة تجعل المغرب بلد نموذجي في المنطقة المغاربية والمتوسطية والإفريقية، قادر على بلورة طاقاته وتحويل الأنظار اليه.
في حواره مع “سياسي” قال المفكر والفاعل الحقوقي، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية عبد الله بوصوف، ان “عشرون سنة من حكم جلالة الملك هي عشرون سنة من الحكمة و الحكم”.
وأكد عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في تصريح خاص لـ”سياسي.كوم”، ان الحصيلة بالنسبة إلينا هي جد إيجابية، مكنت المغرب من تحقيق تطور مهم جدا على أصعدة متعددة، وبطبيعة الحال الورش الديمقراطي هو الأساس الذي عرف تحولات جوهرية ولاسيما مع دستور 2011٫، بالإضافة الى التحولات الاجتماعية التي رافقتها ضرورية لاستكمال البناء الديمقراطي … من مؤسسات الحكامة، وقضايا المرأة و فتح باب للهجرة …
كما أن الورش الاقتصادي هو أيضا عرف تحولات كبرى، و المشايع الكبرى التي عرفتها المملكة مند عشرين سنة هي كثيرة جدا في كل مناطق المغرب ولا تخفى على العين و التي تعطي إشعاعا للبلاد كصناعة السيارات وبناء السدود بالإضافة لبناء موانئ كبرى كـ”طنجة ميد” …
و من ناحية النقل، قال بوصوف” كذلك نشاهد مشروع “تيجيفي” هذه كلها أوراش تدل أن المغرب حقق انطلاقة حقيقية وتحولات عميقة في هذه العشرين سنة بحصيلة إيجابية مقارنة مع الوضع الإقليمي الذي نعيش فيه بالإضافة للإكراهات التي تواجهنا …
و بالرغم من الهزات التي ضربت العالم العربي، المغرب بقي مستقرا ومنأى عن كل هذه التصدعات وهذا يرجع لما حققه المغرب في هذه العشرين سنة من سياسات محمد السادس، منحت المغرب حصانة سياسا ودينيا واجتماعيا..
و باعتبار مغاربة العالم ثروة لامادية، وخطابات الملك متعددة تدعو إلى العناية بالجالية المغربية، قال بوصوف ل“سياسي” ان مغاربة العالم بطبيعة الحال ثورة لامادية وثروة مادية كذلك… و صاحب الجلالة خصهم بخطاب مباشر،حتى في خطاب الأول 1999، حث فيه الحكومة على الاهتمام بقضاياهم و مشاكلهم و العمل على إيجاد الحلول …
وفي كل خطاب لعيد العرش، الملك محمد السادس يولي اهتماما بالجالية المغربية المقيمة بالخارج في ما يخص المشاكل الإدارية …
وأضاف بوصوف، انه وبالإضافة للتراكمات التي حققها مجلس الجالية المغربية و القنصليات المغربية و كذلك المساهمات المادية التي ساهم بها المغاربة في عز الأزمة الأوروبية سنة ألفين و ثمانية ألفين و تسعة عندما كانت أوروبا تتخبط في الأزمة لكن المغاربة كانوا يداومون تحويلاتهم المادية، و هو الأمر الذي شكرهم عليه الملك محمد السادس، وكذلك في العلاقات الودية او ما أسميه الميتافيزيقية، التي تجمع أمير المؤمنين برعاياه، ونلاحظ تنقلات الملك بمختلف المدن الأوربية وحرص مغاربة العالم باللقاء به.
وأكد بوصوف ان قضايا مغاربة العالم مؤطرة بتعليمات صاحب الجلالة، كما خصص لها الدستور فصول أساسية، وتسهيل مساهمتهم في عملية التنمية البشرية، هذه الفصول لم تنزل بعد، وهنا تبقى مطالب بتنزيلها من قبل الحكومة، خاصة بالمواطنة و الأمور المرتبطة بكرامة المهاجر و مشاركتهم السياسية و في مجالس الحكامة..
كما ان الملك محمد السادس في خطاباته أشار لمجموعة من الأمور الأساسية تعاني منها الجالية المغربية المقيمة بديار المهجر و لاسيما المتعلق بطول أمد التقاضي و العقار و النصب … لكن الحكومة مازالت متأخرة في تنزيل هذه الرؤية الملكية التي تهم مغاربة العالم .
وباعتبار الملك جعل من محاربة الإرهاب والتطرف قضايا أساسية، خصوصا وان المغرب أصابته أفة الإرهاب، وبعض مغاربة العالم تورطوا في بعض الأحداث، رد بوصوف على أسئلة “سياسي” في التأكيد ان الإرهاب هو ظاهرة عالمية و القضاء عليه يتطلب تكثيف الجهود على المستوى العالمي … ويلزم توفير كل السبل لمحاربته، و المملكة المغربية من الدول الأوائل ليس من نددت فقط بل ساهمت في المحاربة على الظاهرة و الملك محمد السادس قال في خطاب عشرين غشت بصفته أميرا للمؤمنين أنه كل من قام بعمل إرهابي فهو غير مسلم وهو أول رئيس دولة و أول شخصية دينية بارزة في العالم يقول أن مرتكبي هذه الأفعال هم غير مسلمين …
وبطبيعة الحال أن هناك مجموعة من المغاربة وبالنظر لكثافتهم، وهناك من غرر بهم فهم ولدوا و ترعرعوا في الديار الأوروبية إلا أن عدم المرافقة الدينية لهم وضعف المعرفة الدينية كذلك … و بسبب تضييق بعض الدول الأوربية عليهم، ومحاربة على نشر الوسطية و الاعتدال في الدين الإسلامي مهدت لهؤلاء المتطرفون السبيل للتغرير بالمهاجرين و حتهم على القيام بأعمال إرهابية و القتل …
ونحن كمجلس للجالية المغربية، يقول بوصوف” عملنا على ترسيخ القيم الدينية المبنية على الاعتدال واحترام الآخرين و التسامح عبر مجموعة من المؤتمرات وتأطير الأئمة المتواجدين في الديار الأوروبية بمساعدة مؤسسة محمد السادس لتكوين الأئمة و وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالإضافة للمجلس العلمي بأوروبا الذي أنشئ بأمر ملكي و ظهير ملكي…
وهذا يدل على الجهود المكثفة المبذولة من أجل تحصين أبنائنا من خطر التطرف و الإرهاب والوقوع في براكين فكرية متطرفة …
وبما أن المغرب بلد التعايش المشترك، كما أن زيارة البابا للمغرب ولقاءه الملك، أعطت صورة التسامح، قال بوصوف “زيارة البابا فرنسيس للمغرب كانت تاريخيا و كذلك الاستقبال كان تاريخيا، بالإضافة للحفلة التي أحييت والتي شاركت فيها الديانات الثلاثة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة كانت كذلك حدث تاريخي بامتياز لم يسبق أن قدمت بذلك الشكل و لاسيما أمام شخصيتين دينيتين عالميتين أمير المؤمنين و راعي الكنيسة الكاثوليكية.
و الوثيقة التي خرجت من ذلك اللقاء وثيقة القدس كانت تاريخية من أجل خلق السلام و إيجاد حل في المنطقة… وطبعا المغاربة يشيدون بهذه الوثيقة و مازالوا يقيمون لقاءات عبر العالم للتعريف بها .
مغاربة العالم يقول بوصوف: ينظرون لزيارة البابا باحترام ومازال ينظمون لقاءات في العالم لتعريف بهذه المبادرة مع مطالب إعادة إحياء تلك السهرة بين الأديان.
بالنسبة للكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، أبرز بوصوف ان لهم ارتباط عاطفي وجداني وثيق ببلدهم الأم … و دائما يساهمون في تنمية بلدهم من خلال مجموعة من المبادرات التي يقومون بها بالمغرب .
الكفاءات المغربية دائما يريدون المساهمة في تنمية المغرب من خلال مساهمات مادية واجتماعية وتنظيم قوافل طبية…
أما بالنسبة للاستثمار فنجده كذلك بالنسبة لمغاربة العالم فمجموعة من المجالات تستفيد من الخبرة المغربية كما هو حال امرأة مغربية ببلجيكا عبرت عن مدى أهمية الاسثثمار، وآخرون يعبرون عن استعدادهم دائما للانخراط في مجموعة من الأوراش المفتوحة في بلادهم سواء الورش الاقتصادي أو الاجتماعي ويبقى علينا في المغرب أن نفتح لهم الأبواب ونسهل عليهم المساطر هو أهم شئ . .فالجالية المغربية تساهم في التعريف بالمغرب، من خلال أنشطتهم ومساهمتهم في مختلف الاوراش الكبرى، مع استعدادهم لانخراط في كل المبادرات.
وعن سؤال ” سياسي” بوصوف في كون المغرب لم يعد بلد عبور وأصبح بلد استقرار، والملك اعطى إستراتيجية وطنية للهجرة، قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية التوجيهات ملكية مبنية على الجانب الإنساني، والعالم حاليا في حاجة لمثل هذه الأفكار و لاسيما أن التحولات المناخية أصبحت تفرض الهجرة .
الهجرة دائما كانت اقتصادية، لكن بالمغرب أصبحت إنسانية، المغرب أعطى درس يمنح الطريق لأمم متحدة وللدول، في كيفية التعامل مع الهجرة بمقاربة إنسانية بتنمية بلدان الأصل، و الملك أعطى تجربة تستحق ان تكون نموذجا للعالم المتحضر..
وختم بوصوف لقاء ” سياسي”به، في القول ان الهجرة يلزمها أن تزال من الخطابات السياسية و الحملات الانتخابية و زرع الأسلاك الشائكة أو ترك المهاجرين يموتون في البحر، و إنما للتخلص من الهجرة يلزم مثل هذه المبادرات الإنسانية في تنمية بلدان الأصل وبدون تنمية الأخيرة لا يمكننا التخلص من الهجرة .
والتجربة المغربية التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة تستحق أن تكون نموذجا، لعشرون سنة من حكم الملك محمد السادس وهي عشرون سنة من الحكمة والحكم.