د, خالد فتحي لماذا تنتهي الثورات العربية فى حضن العسكر؟
د. خالد فتحي
يقتضي هذا السؤال إثبات الحالة أولا .سنأخذ بلدان الربيع العربي إذن ،ونفحص مصأئر ثوراتها واحدة واحدة ،وسنلاحظ كما ترون جميعا انه بعد خفوت فورة القيام، قد سقطت تباعا في حضن العسكر إما بشكل مباشر وفج، أو بطريقة ناعمة ارتدى فيها الجيش مسوح الديمقراطية قبل المرور الى السلطة عبر البوابة الانتخابية:
مصر أسقطت حكم الإخوان المسلمين لتعود إلى المؤسسة العسكرية ،ففي هذا البلد، علينا أن نتذكر أن الجيش كان هو من أسس الجمهورية، وأن الإسلاميين كانوا على الدوام معارضيه الأوحدين، لذلك استرجع الدولة منهم بعد ان انتهت الثورة في مخدعهم ،ليبيا بدورها طوحت بالعقيد ، ثم أصبحت مرتعا كبيرا للمسلحين تجلس فيه طرابلس المدمرة “بانتظار” الجنرال المتقاعد حفتر ….الذي يقول للجميع بأنه يحمى الدولة من الفوضى والفتنة ،لكنه يحلم في الحقيقة أن يراه القذافي من قبره وهو يسوس الجماهيرية التي ما كانت ولن تكون عظمى ،
اما الجزائر التي تأخر ربيعها كثيرا ،فيصنع فيها القايد صالح الصحو والمطر ، ويحدد وهو العسكري الطاعن في السن والحكم سقف لائحة المطالب الثورية ولائحة أخرى للمتخلى عنهم من رجالات النظام حسب ما تنتهي إليه ذبذبات الشعارات في الشارع الهائج ،
وكذلك السودان تمخضت فيها الثورة عن طبخة انقلاب نصف عسكري ببهارات مدنية . موريتانيا كانت الأذكى ،انزاح رئيسها العسكري ديمقراطيا لعسكري آخر ارتضاه لها ،و حتى تونس ايقونة الربيع قد تتجرع نفس الدواء بطريقتها الناعمة وتنتخب رجلا بين العسكرية والمدنية ،فوزير الدفاع الطبيب عبد الكريم الزبيدي هو الأقرب الآن لقصر قرطاج. وهذا مايكاد يوحد سيناريوهات مآل الحراكات بكل بلدان الربيع .
يتعلق الأمر إذن بقاعدة عربية شبه حصرية .لا بصدفة اعتباطية تتكرر كل ربيع. فهناك ولابد عامل كامن في الذهنية والثقافة العربيتين يحفز قدوم العسكر . ولربما أن السر يكمن في البناء السوسيولوجي والسياسي السياسي لهذه المجتمعات عشية ثوراتها. تنضاف لهذا عناصر أخرى تبدو حاسمة كعدم اكتمال نضج المؤسسات المدنية والسياسية داخل الدولة العربية القطرية التي تلت سايس بيكو لكي تستلم الحكم عقب الثورة.و استمرار نظرة الشعوب العربية وخصوصا من مواطنيها غير المتحمسين للربيع الى الجيش كمخلص وكملاذ حين تدلهم أجواء الثورة وتتلبد بغيوم الفتنة.
ثم رسوخ الهاجس الأمني وتجذره لدى الدولة العميقة وضمنها المؤسسة العسكرية التي لم تعد الآن معنية بالتصدي للعدو الخارجي فقط، بل اصبحت ايضا تحارب العدو الداخلي المتمثل في الإرهاب مما أصبح يغريها بإمكانية لعب دور في هذا الداخل المشتعل و يقنعها بالتالي بشرعية التدخل في السياسة .ثم تأتي العقيدة العسكرية للجيوش التي تعلمت في العالم العربي أن تفرق في اللحظات المفصلية للتاريخ بين النظام الذي يمكن أن يسقط والدولة التي لا يد أن تبقى مما يمنح مسوغانفسيا لهذا لعسكر لكي يكون له قول وفعل في مسار الثورة.
لننتبه الآن أن الدول المعنية بهذه الملاحظة كلها جمهوريات عربية. وأن العسكر قد حاز السلطة فيها بعد أن حرم منها الإسلاميين .كان ذلك بالغصب أحيانا وبالتدافع الديمقراطي أو الشبه ديمقراطي أحيانا اخرى .و في الحالتين يكون هناك ملل مسبق من الإسلاميين أو شعور عارم بلا جدوى حكمهم في تحقيق أحلام الثورة الوردية.
واضح ان إسقاط الرئيس لايقود حتما للدولة المدنية التي في مخيال الثوار . فالثورة بطبعها تنشد الحرية والكرامة .لكن ثوراتنا لم تنجح في الإمساك بالمدنية لأنها كانت ثورات جارفة حماسية مشوبة كثيرا بالعاطفة وروح التضحية… ثورات كان أغلبها غير مهيكل ودون قيادة واضحة أو نخية مفكرة و كان لا يجيب عن سؤال مابعد الثورة.
ولذلك كان من المتوقع تحليليا أن تدلف للحكم القوة الاجتماعية الوحيدة المهيكلة التي عرفت كيف تصل إلى الكتف ولم تعرف كيف تأكله: الإخوان المسلمون
وقد جرى أن الجماهير العربية اكتشفت بعد الثورة انها انتقلت من حكم مغلق الى آخر اكثر إغلاقا.و من شمولية تتظاهر بالديمقراطية الى أخرى تضاهيها ترفع شعار الإسلام هو الحل. لتكتشف انها كانت ضحية برامج طوباوية لا تقدر على تغير واقع شعوب تعاني ازمة تطلعات للعيش الرغيد كالمجتمعات الأخرى…. عيش شاهدته وخبرته عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقع أيضا أن قواعد الإسلام السياسي والمتعاطقون معه بالخصوص شيدوا بدورهم آمالا عظيمة على القادة ، ثم رأوها تنهار، فخف حماسهم” للجهاد “لاجل الحكم الراشد . اما الشعوب، فبدورها فهمت ان السياسة في بلاد العرب كذبة يتقنها الإسلاميون والعلمانيون على السواء ،فقرفت أولا الفوضى التي تجر للخلف ليصير أقصى “حلمها ” ان تنعم من جديد بالاستقرار ولو مشوبا بالاستبداد.
فوق ذلك لم يتخلص الإسلاميون رغم الحكم من عقدة الاضطهاد، وظلوا يتشوقون لها كصانعة لشرعيتهم التي لا تتخلق إلا بالدماء والسجون والمنافي ، فاستدعوا بأخطأئهم لاشعوريا العسكر من جديد. لقد عجزوا عن الحكم إذن ولكنهم ظلوا غير عاجزين عن التشكي من الظلم.
ومن المؤامرات والفلول الى أن تحول قدوم العسكر الى شبه خلاص لهم ينقذهم من فشلهم في الحكم.
لم يعرف الاسلاميون كذلك كيف يتعاملون مع المركز الذي يمص خيرات العالم العربي.لم يطمئنوه صراحة على مصالحه ليساندهم .ولم يقاوموه أيضا ليضللوه.لكن خطابهم للشعوب كان خطابا مناهضا لهذا المركز.وبهذه الازدواجية أو الثلاثية في السلوك خسروا في النهاية كل شيء و بعد ذلك خسروا أنفسهم ايضا.
الانتظارات كانت كبيرة .والإسلاميون حكموا في ظرف ملتهب وصعب احتمالات الفشل فيه أكبر من النجاح. فقرف منهم الناس وملوهم، لأن أساس التعاقد كان تحسين ظروف العيش في هذه الدنيا الفانية وليس في الآخرة الآتية مماعرى تناقضاتهم وكشف ظهورهم للخصوم.
ولأنه لم تكن توجد قوة سياسية مهيكلة قادرة على مناجزة الإسلاميين ،تصدت للأمر قوة اجتماعية منظمة أخرى كانت عينها على استيياء الشعوب من تأخر الحلول.هي قوة العسكر.
وبذلك انتهت الثورة في مخدع الجيش قسرا اوطواعية. كأن ذاك كان هو الممكن سوسيولوجيا ليس عندنا فقط، بل لدى جميع الثوراث .فحتى الثورة الفرنسية اذا تذكرنا جاءت بالجنرال نابليون بعد فترة من المخاض.
لكن هذه المآلات مع ذلك اختلفت هن ذلك في الملكيات العربية. وهذا من حسن حظ شعوبها و إسلامييها على السواء .ملكياتنا حاكمة تمسك جوهر السلطة .ولذلك تتيح للإسلاميين أن يقفزوا لمركب السلطة حتى دون ثورة و تتيح لهم أن يستمروا في نفس الآن في ترديد معزوفة المظلومية القديمة.كما أن هذه الملكيات تستطيع أيضا أن تدبر بشرعيتها على عكس الجمهوريات اي سخط شعبي على حكم الإسلاميين من دون الرجوع إلى العسكر.
نهاية نظن أن على الجماهير العربية أن تستوعب أن الثورات لاتمطر ديمقراطية ولا كرامة ولا مدنية .فذاك مرتهن الى تحقق الشروط الموضوعية الضرورية.ولذلك فثورات دون رؤيا ودون وعي بميزان القوى واستبصار كامل لإمكانيات الفرقاء الحقيقية ،و دون تخيل مسبق للسيناريوهات المتمخضة عنها ودون فكر تنويري يؤطرها ،ستكون عبارة عن مجرد رصاصات في الفراغ.
لابد إذن من ثورة ثقافية قبل اي ثورة عضلية. ولربما تكون الثورة الثقافية كافية لنا لتنزيل إصلاحات حاسمة تجننبا تكرار هذا المصير المؤلم الذي انتهت اليه بسبب الثورة أولا ثم الإسلاميين ثانيا ثم العسكر ثالثا اجمل واعرق العواصم العربية.
إن مستقبل اي حراك عربي رهين بقرار العسكر في عدم التدخل وهذا القرار العسكري بدوره رهين بتعقل الإسلاميين وعدم سعيهم للهيمنة على كل مفاصل الدولة.
تلك هي وصفة تونس لحدود اليوم .
مصر أسقطت حكم الإخوان المسلمين لتعود إلى المؤسسة العسكرية ،ففي هذا البلد، علينا أن نتذكر أن الجيش كان هو من أسس الجمهورية، وأن الإسلاميين كانوا على الدوام معارضيه الأوحدين، لذلك استرجع الدولة منهم بعد ان انتهت الثورة في مخدعهم ،ليبيا بدورها طوحت بالعقيد ، ثم أصبحت مرتعا كبيرا للمسلحين تجلس فيه طرابلس المدمرة “بانتظار” الجنرال المتقاعد حفتر ….الذي يقول للجميع بأنه يحمى الدولة من الفوضى والفتنة ،لكنه يحلم في الحقيقة أن يراه القذافي من قبره وهو يسوس الجماهيرية التي ما كانت ولن تكون عظمى ،
اما الجزائر التي تأخر ربيعها كثيرا ،فيصنع فيها القايد صالح الصحو والمطر ، ويحدد وهو العسكري الطاعن في السن والحكم سقف لائحة المطالب الثورية ولائحة أخرى للمتخلى عنهم من رجالات النظام حسب ما تنتهي إليه ذبذبات الشعارات في الشارع الهائج ،
وكذلك السودان تمخضت فيها الثورة عن طبخة انقلاب نصف عسكري ببهارات مدنية . موريتانيا كانت الأذكى ،انزاح رئيسها العسكري ديمقراطيا لعسكري آخر ارتضاه لها ،و حتى تونس ايقونة الربيع قد تتجرع نفس الدواء بطريقتها الناعمة وتنتخب رجلا بين العسكرية والمدنية ،فوزير الدفاع الطبيب عبد الكريم الزبيدي هو الأقرب الآن لقصر قرطاج. وهذا مايكاد يوحد سيناريوهات مآل الحراكات بكل بلدان الربيع .
يتعلق الأمر إذن بقاعدة عربية شبه حصرية .لا بصدفة اعتباطية تتكرر كل ربيع. فهناك ولابد عامل كامن في الذهنية والثقافة العربيتين يحفز قدوم العسكر . ولربما أن السر يكمن في البناء السوسيولوجي والسياسي السياسي لهذه المجتمعات عشية ثوراتها. تنضاف لهذا عناصر أخرى تبدو حاسمة كعدم اكتمال نضج المؤسسات المدنية والسياسية داخل الدولة العربية القطرية التي تلت سايس بيكو لكي تستلم الحكم عقب الثورة.و استمرار نظرة الشعوب العربية وخصوصا من مواطنيها غير المتحمسين للربيع الى الجيش كمخلص وكملاذ حين تدلهم أجواء الثورة وتتلبد بغيوم الفتنة.
ثم رسوخ الهاجس الأمني وتجذره لدى الدولة العميقة وضمنها المؤسسة العسكرية التي لم تعد الآن معنية بالتصدي للعدو الخارجي فقط، بل اصبحت ايضا تحارب العدو الداخلي المتمثل في الإرهاب مما أصبح يغريها بإمكانية لعب دور في هذا الداخل المشتعل و يقنعها بالتالي بشرعية التدخل في السياسة .ثم تأتي العقيدة العسكرية للجيوش التي تعلمت في العالم العربي أن تفرق في اللحظات المفصلية للتاريخ بين النظام الذي يمكن أن يسقط والدولة التي لا يد أن تبقى مما يمنح مسوغانفسيا لهذا لعسكر لكي يكون له قول وفعل في مسار الثورة.
لننتبه الآن أن الدول المعنية بهذه الملاحظة كلها جمهوريات عربية. وأن العسكر قد حاز السلطة فيها بعد أن حرم منها الإسلاميين .كان ذلك بالغصب أحيانا وبالتدافع الديمقراطي أو الشبه ديمقراطي أحيانا اخرى .و في الحالتين يكون هناك ملل مسبق من الإسلاميين أو شعور عارم بلا جدوى حكمهم في تحقيق أحلام الثورة الوردية.
واضح ان إسقاط الرئيس لايقود حتما للدولة المدنية التي في مخيال الثوار . فالثورة بطبعها تنشد الحرية والكرامة .لكن ثوراتنا لم تنجح في الإمساك بالمدنية لأنها كانت ثورات جارفة حماسية مشوبة كثيرا بالعاطفة وروح التضحية… ثورات كان أغلبها غير مهيكل ودون قيادة واضحة أو نخية مفكرة و كان لا يجيب عن سؤال مابعد الثورة.
ولذلك كان من المتوقع تحليليا أن تدلف للحكم القوة الاجتماعية الوحيدة المهيكلة التي عرفت كيف تصل إلى الكتف ولم تعرف كيف تأكله: الإخوان المسلمون
وقد جرى أن الجماهير العربية اكتشفت بعد الثورة انها انتقلت من حكم مغلق الى آخر اكثر إغلاقا.و من شمولية تتظاهر بالديمقراطية الى أخرى تضاهيها ترفع شعار الإسلام هو الحل. لتكتشف انها كانت ضحية برامج طوباوية لا تقدر على تغير واقع شعوب تعاني ازمة تطلعات للعيش الرغيد كالمجتمعات الأخرى…. عيش شاهدته وخبرته عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقع أيضا أن قواعد الإسلام السياسي والمتعاطقون معه بالخصوص شيدوا بدورهم آمالا عظيمة على القادة ، ثم رأوها تنهار، فخف حماسهم” للجهاد “لاجل الحكم الراشد . اما الشعوب، فبدورها فهمت ان السياسة في بلاد العرب كذبة يتقنها الإسلاميون والعلمانيون على السواء ،فقرفت أولا الفوضى التي تجر للخلف ليصير أقصى “حلمها ” ان تنعم من جديد بالاستقرار ولو مشوبا بالاستبداد.
فوق ذلك لم يتخلص الإسلاميون رغم الحكم من عقدة الاضطهاد، وظلوا يتشوقون لها كصانعة لشرعيتهم التي لا تتخلق إلا بالدماء والسجون والمنافي ، فاستدعوا بأخطأئهم لاشعوريا العسكر من جديد. لقد عجزوا عن الحكم إذن ولكنهم ظلوا غير عاجزين عن التشكي من الظلم.
ومن المؤامرات والفلول الى أن تحول قدوم العسكر الى شبه خلاص لهم ينقذهم من فشلهم في الحكم.
لم يعرف الاسلاميون كذلك كيف يتعاملون مع المركز الذي يمص خيرات العالم العربي.لم يطمئنوه صراحة على مصالحه ليساندهم .ولم يقاوموه أيضا ليضللوه.لكن خطابهم للشعوب كان خطابا مناهضا لهذا المركز.وبهذه الازدواجية أو الثلاثية في السلوك خسروا في النهاية كل شيء و بعد ذلك خسروا أنفسهم ايضا.
الانتظارات كانت كبيرة .والإسلاميون حكموا في ظرف ملتهب وصعب احتمالات الفشل فيه أكبر من النجاح. فقرف منهم الناس وملوهم، لأن أساس التعاقد كان تحسين ظروف العيش في هذه الدنيا الفانية وليس في الآخرة الآتية مماعرى تناقضاتهم وكشف ظهورهم للخصوم.
ولأنه لم تكن توجد قوة سياسية مهيكلة قادرة على مناجزة الإسلاميين ،تصدت للأمر قوة اجتماعية منظمة أخرى كانت عينها على استيياء الشعوب من تأخر الحلول.هي قوة العسكر.
وبذلك انتهت الثورة في مخدع الجيش قسرا اوطواعية. كأن ذاك كان هو الممكن سوسيولوجيا ليس عندنا فقط، بل لدى جميع الثوراث .فحتى الثورة الفرنسية اذا تذكرنا جاءت بالجنرال نابليون بعد فترة من المخاض.
لكن هذه المآلات مع ذلك اختلفت هن ذلك في الملكيات العربية. وهذا من حسن حظ شعوبها و إسلامييها على السواء .ملكياتنا حاكمة تمسك جوهر السلطة .ولذلك تتيح للإسلاميين أن يقفزوا لمركب السلطة حتى دون ثورة و تتيح لهم أن يستمروا في نفس الآن في ترديد معزوفة المظلومية القديمة.كما أن هذه الملكيات تستطيع أيضا أن تدبر بشرعيتها على عكس الجمهوريات اي سخط شعبي على حكم الإسلاميين من دون الرجوع إلى العسكر.
نهاية نظن أن على الجماهير العربية أن تستوعب أن الثورات لاتمطر ديمقراطية ولا كرامة ولا مدنية .فذاك مرتهن الى تحقق الشروط الموضوعية الضرورية.ولذلك فثورات دون رؤيا ودون وعي بميزان القوى واستبصار كامل لإمكانيات الفرقاء الحقيقية ،و دون تخيل مسبق للسيناريوهات المتمخضة عنها ودون فكر تنويري يؤطرها ،ستكون عبارة عن مجرد رصاصات في الفراغ.
لابد إذن من ثورة ثقافية قبل اي ثورة عضلية. ولربما تكون الثورة الثقافية كافية لنا لتنزيل إصلاحات حاسمة تجننبا تكرار هذا المصير المؤلم الذي انتهت اليه بسبب الثورة أولا ثم الإسلاميين ثانيا ثم العسكر ثالثا اجمل واعرق العواصم العربية.
إن مستقبل اي حراك عربي رهين بقرار العسكر في عدم التدخل وهذا القرار العسكري بدوره رهين بتعقل الإسلاميين وعدم سعيهم للهيمنة على كل مفاصل الدولة.
تلك هي وصفة تونس لحدود اليوم .