هاجر الريسوني و كُوكْتِيلْ التضامن الحَامِضْ !
عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب رأي
………………………..
………………
هاجر الريسوني و كُوكْتِيلْ التضامن الحَامِضْ !
هَا هُوَ و هَا هُوَ ثم هَا هُوَ !
هَاهُو الحاج أحمد الريسوني و معه بنكيران و الآخرون يَنْتَقِلون من الركوب على جبهة التعريب إلى نصرة قيم جبهة التغريب .. هَا هُمْ يَتَنَكَّرُون لِسنوات اللَّعْنِ و التكفير ، سنوات إتِّهام الحداثيين بِشَنِّ الحرب على الزواج الشرعي للشبان والشابات، و باستباحة العلاقة الجنسية و الممارسة الجنسية خارج الزواج، و تَضْيِيقِ مَسالِكِ الحلال وتَوْسِيعِ مسالِك الحرام.
ثم بعدها يَأْتُونَنَا مُتَضَامِنِينَ مع ذَوِيهم في معركة إسقاط الأجِنَّة.. هَاهُمْ قد إنْضَمُّوا إلى ما كانوا يُسَمُّونَهُ معسكر الحرب على العِشرة الحلال و التشجيع على العِشرة الحرام ! .. فَهَلْ يعكس هذا التَّغَيُّرُ في المواقف والشعارات المعتمدة، تطورًا فكريًا وثقافيًا وسياسيًا إيجابيًا يرمي إلى التخلص من الخُرْدَة الإديولوجية الكَهَنُوتِيَّة البَائِرَة، أمْ أن الأمر لا يعدو أن يكون بَحْثاً عن صيغ و مضامين أكثر انتهازية و أكثر براغماتية في إستجداء الدعم الأجنبي.
هَا هُوَ و هَا هُوَ ثم هَا هُوَ :
هَا هُوَ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرضى لِقَرِيبَتِهِ بما كان يَصِفُهُ بالزنا و باتَ يعتبرُه اليوم نضالاً أَوْرَثَ اعتقالاً ، هَا هُوَ يُتْحِفُنَا بِنَظْمِ الغَزَلِ في خطبة ” الصَبِيَّة” التي زادتها زبدة الفول السوداني ” جمالاً “..
هَا هُوَ يكشِف عن مواقفَ مُناقِضة لِفَتْوَاهُ الماضية فَتَحَوَّلَ من نَعْتِ الجنس خارج إطار الزواج بالحرام إلى وَصْفِ قَرِيبَتِهِ بالمُجاهِدَة في سبيل إحلال حداثة الغرام .. و يَعِدُنَا بحضور حفل الزفاف في القادم من الأيام ..
هَا هُوَ و هَا هُوَ ثم هَا هُوَ :
هَا هُوَ بنكيران الذي عَفَا عن الفساد المالي لمن سَبَقُوه ، هَا هُوَ يتراجع عن كل ما كان يعتبره فسادا في الأخلاق من رَفْعِ الأرجل حتى إسقاط الجنين .. هَا هُوَ يتصالح مع الشيطان الذي لم يعد ثالثا في خلوة الإثنين المُتَعَانِقين .. فلا غرابة إن وجدنا بنكيران يَلْتَحِفُ علم المثلية و يصبغ واجهة منزلِه بألوان قوس قزح فالحريات الفردية أصبحت موضة قيم إخوانية جديدة ..
و لَا أعلم لماذا لا يُحَرِّكُ أتْباعَه في الفريق البرلماني لحزب العدالة و التنمية من أجل طرح مشروع تعديل فصول القانون الجنائي حتى نضمن جميعنا الحق في التمتع بحرياتنا الفردية و حتى نضمن المساواة أمام القانون كشرط أساسي لإحقاق العدالة ؟!.
هَا هُوَ و هَا هِيَ ثم هَا هُمْ :
هَا هُوَ توفيق بوعشرين المحكوم عليه بالسجن في جرائم الاتجار بالبشر و الاستغلال الجنسي ، هَا هُوَ يخاطب المتهمة هاجر بالكلمة التالية : “ أخذوا مني قلمي كي أدافع عنك” . أَمَّا أنا فَلَمْ أَسْتَطِعْ تِبْيَانَ دلالَة ” القَلَمْ ” الذي يتحدث عنه بوعشرين مالك الجريدة التي تشتغل بها المتهمة.
هَا هُوَ حسن بن الفاشل خريج حوزة الخرافة الياسينية يستعين بالمنهاج الدنيوي و يبسط لنا تفاصيل هلامية يزعم فيها وجود اختطاف و احتجاز خارج القانون مما يستوجب الإفراج الفوري من غير الحاجة إلى انتظار “ كلمة القضاء” . و لا أعلم كيف سَيُخْرِجُ هذه المتهمة من السجن دون إِذْنٍ قضائي .. هل سَتُرْسِلُ الجماعة المعلومة فيلقا خاصًا يقتحم السجن و يقوم بتهريب المتهمين ؟! ..
و هَا هُوَ المعطي مُنجِب يتضامن بالتأريخ المغلوط لادِّعاءات قتل جريدة ما بالتخويف ، و يتناسى جرائم قتل الجنين في الأرحام لاَ لِشَيء إلاَّ لِأنَّهُ حَاقِدْ على هَادْ لَبْلاَدْ.
هَا هِيَ فاطمة حزينة ترثي بطلة الجنس الممنوع و معها أمينة تُوَلْوِلُ بالنُّواحِ المسموع : ” إننا في حاجة إلى نموذج قيمي جديد ” . و يا ليت شعري كيف لا تُخْبِرُنَا عن عيوب نموذجها القديم؟!
هَا هُوَ التكفيري المُسْتَتَابُ الشهير بأبو حفص لا يتأسَّف على خرق القانون، بل كل ما يُؤْسِفُهُ في موضوع هاجر هو أن بعض المدافعين عن الحريات و” بْلاَ بْلاَ ” يمارسون التَّشَفِّي في ما وقع لمُجرد أن هاجر قريبة فلان أو علان ” . فَلِمَ تَتَجاهَل الحديث عن انتهاك حرمات القانون يا أيها المرشح السابق للتشريع بِلَوْنِ حزب الميزان ؟!.
هَا هُوَ المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يتحدث عن استهداف المتهمة هاجر الريسوني و ” خطيبِها ” السوداني ، و عن الحريات الفردية و عن هوليود و المؤامرات . فَجَاءَ بَيانُهُم من جنس التراجيديا المُضحكة التي تجمع كل المصطلحات و تمنعُك عن استيعاب عمق الأحداث.
هَا هِيَ الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تُعبر عن تضامُنها اللامشروط مع المتهمة جراء “ انتهاك خصوصياتها، ومتابعتها في حالة اعتقال، على الرغم من توفر كافة ضمانات الحضور” .. و تناسَت الرابطة أن الجرم المعترف به يستلزم الاعتقال بمقتضى القانون.
غِيرْ بَلاَّتِي : هَا هُوَ الحداثي يستغل المناسبة للانضمام الى جبهة المُفْتِي ، و هَا هُوَ المفتي يَنَفَتِح على قيم التغريب بمنتهى الفوضى الاباحية التي تستبيح سيادة القانون ، هَا هُوَ الفقيهُ الذي أخفى ما في جُعْبَتِهِ يدخل جامع الحريات الفردية بِبَلْغَتِهِ و ما خَفِيِ هو الآتي .
تَبَعًا لما سبق جَرْدُه ؛ أطرح على عناصر كُوكْتِيلْ التضامن الحَامِضْ هذا السؤال : ما الفائدة من الفصل 6 من الدستور إذا كان تطبيقه يُقابَلُ بِرَفْضِكُم و إذا كان تَأْوِيلُكُم السياسي و الحقوقي لا يُريدُ القانُونَ قاعدةً عامةً و مُجردةً ؟!.
فَهَا هُوَ و هَا هُوَ ثم هَا هُوَ … !!!
عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب رأي