هاجر الريسوني و مُوضَةُ ” الإِخْوَانِ الشُّيُوعِيِّين “
” يشعُر الأشخاص الذين جَمَعَتْهُم المأساة المُشتركة بنوع من الإرتياح عِندما يَجتمعون معاً “. – أنطون تْشِيخوف.
لو تقدَّمت أي مواطنة مغربية بشكاية ضد تعرضها للضرب و الجرح لَتَطَلَّبَ منها الأمر إثباتًا طبيًا يكشف حقيقة و مدى خطورة الجروح الناتجة عن هذا الاعتداء.
و بطبيعة الحال سيقوم الطبيب بفحص و معاينة موضع الجرح، و لا يعتبر هذا الفحص تعذيبًا بل قد يكون في عمقه تقديم المساعدة لمواطنة في حالة خطر نتيجة المضاعفات التي قد تَتَسبَّب فيها تلك الضربة الجارحة.و نحن في هذا المقال لسنا أمام إمرأة شاكِيَّةٍ بل نحن أمام متهمة بعملية إجهاضٍ تَمَّتْ بشكل غير قانوني ، و قد تَتَرَتَّبُ عنها آثار خطيرة و مضاعفات صحية وخيمة ناتجة عنها، لأن الذين قاموا بهذا الإجهاض السري لا يَتَّبِعُون الإجراءات الطبية اللازمة للتعقيم و الحد من العدوى و لا يخضعون المرأة للمتابعة الطبية بهدف الحفاظ على سلامتها.
حديثنا هذا يقودنا إلى طرح قضية هاجر الريسوني : و سنبدأ بتنوير الرأي العام حول سؤال لماذا لم يَقُمِ أطباء المستشفى بفحصها من الدُّبُرِ ؟ ليكون الجواب هو أن صَكَّ إِتِّهامِهَا يَتَضمن جَرائِمًا مَدْخَلُهَا الفرجُ والمِهْبَلُ حيثُ لا علاقة لِدُبُرِ هاجر الريسوني بالحملِ و الاجهاض.
و إسْأَلوا عنها سليمان الذي قَدَّمَ لنا روايةً على قناة ” فرانس 24 ” تطرَّق فيها لِتعْذيب فَرجِ قريبَتِهِ. و دون مثقال ذرة حياء أو استحياء شرع في تلفيق الأوصاف و التشهير بأعضاء تناسلية لم يرها بأم عينيه من العانة و الإِحْليل مرورًا بِفَتحة المهبل و البظر ، فالشفران الكبيران ثم الشفران الداخليَّان الصغيران.
هذا سليمان الذي أَخَذَتْهُ مشاعر الغيرة من فحص و معاينة الأطباء لفرج و مهبل هاجر الريسوني و اعتبره تعذيباً مُجَرَّماً ، هو نفسه الذي صمت راضيًا بالنَّصيبِ أمام غزوات ذاك القضيب .
ربما لأنَّه يعلم علم اليقين أن قريبته هاجر ضحية رغبتِها الإختيارية في قتل نُطْفَة تحوَّلت داخل رحِمِها إلى مُضْغَة. كما ربما يعلم أنها دَبَّرَتْ و قَرَّرَتْ عن طيبِ خاطرها ثم اتجهَت نحو عيادةٍ مشبوهة ، فأخذَت جرعة كبيرة من المُخَدِّرِ و فَتَحَتْ رِجْلَيْهَا لإدخال الملْقَطَ و الأصبع و المشْرطِ.
و كانت هذه المشاهد الفظيعة و المفزعة صُوَراً تكشف جحيم التعذيب الارادي الذي اختارته هاجر الريسوني بكل حرية. و حين إِخْتَلَطَ الدم الأحمر بالمياه العادمة تضامن الجَمْعَان في ظلمات قنوات الصرف الصحي و روائح الإفرازات البشرية التي تزكم النفوس.
لتكون النتيجة السقوط في بحر جريمة يعاقب عليها نص قانوني بالسجن النافذ.
فَكَبُرَ مَقْتًا عند القانون أن تأمروا الناس بالنَّخْوَة ثُمَّ تنسوا أنفسكم يا معشر الإخوان الشيوعيين ، كَبُرَ مَقْتًا أن تَهُبُّوا فرادى و جماعات للتضامن الانتقائي مع جرائم يعاقب عليها العديد من المغربيات بِنَفس القانون. كَبُرَ مَقْتًا أن تنشروا إشاعة استهداف عائلة تقول ” لاَ ” ، في حين أن المتهمة لم تتجرأ على النطق ب ” لاَ ” لنزواتها الجنسية، أو أن تقول ” لاَ ” لإيلاج القضيب الذكري لصاحبها ، أو أن تقول ” لاَ ” لِمُمارسة الجنس دون عازل طبي ، و إن لم تستطع القناعة بِلَحْلاَلْ فقد كان يَكْفِيها إستعمال حبوب منع الحمل ” كِينَةْ لَهْلاَلْ ” . و هذا ما يدفعنا إلى التأكيد على أن رفع تجريم العلاقات الرضائية بين النساء و الرجال يتطلب أساسًا تحصيل تربية جنسية تحمي حق المجتمع من أخطاء هؤلاء الراشدين الذين وجب تَحْصِينَهم ثقافيًا قبل السقوط في فوضى ” ثورة المَني و البُويْضات “.
و إسمحوا لي بالتطرق الى موضوع مقالة ذاك التائب في رواء مكة المدعو حسن أوريد الذي حاول المزايدة عبر طرح السؤال : هل الحب فساد ؟. و تناسى ” بَّا حسن” أن الواقعة التي نَخُصُّهَا بالشرح و التفصيل لا تُطابِق صورة السؤال التي رسَمَها بأدبِ الرواية غير المحبوكة ؟، فكيف عَلِمَ ” بَّا حسن” أن شبهة الحمل الذي نتج عن ممارسة جنسية بين هاجر و رفعت ، تَشَكَّلَ في إطار الحب الذي كان سَيَتَطوَّر إلى زواج؟!. ثم أَ لَا يكون فسادًا تزييفُ الحقائِق و الإنكارُ و النفاقُ في إِسْتِصْدارِ عبارات التضامن و اللاَّمساواة في تنفيذ القانون؟. نعم شيءٌ ما خُدِشَ في هذه الحداثة التقليدية لِشَخْصٍ لم يستطعْ يومًا أن يُوَفِّقَ بين العقل و المنصِبِ.
و بخصوص حديث ” بَّا حسن” عن أبواق التشهير والافتراء والاختلاق، فلا بد من تذكير التائب أوريد بوقائع صَمْتِهِ الجبانِ على فتوى الحاج أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التي كان يواجِهُ بها مثل هذه الحالات قبل أن يخرج الفقيه المقاصدي متضامنًا اليوم مع قَريبَتِهِ هاجر . حيث كان يقول : ” أن شرذمة من أصحاب الرذيلة قرروا إعلان الحرب على أصحاب الفضيلة.
هذه الشرذمة كنا نعدها من أصحاب اليسار، فإذا هي في الحقيقة من أصحاب الشمال (بكسر الشين)، وكنا نعدهم من الاشتراكيين وأصحاب مشروع، فإذا بهم مجرد استئصاليين ضد ما هو مشروع، وكنا نراهم من دعاة التأميم، فإذا هم من دعاة التكميم. إن جميع المغاربة حين يتزوجون، يتزوجون على “سنة الله ورسوله”، قبل أن يردف “طبعا هناك دوما أناس قد يزلُّون ويتصرفون على سنة الشيطان وحزبه”.
عودا على بدء ؛ أختم رسالة الأَهْبَلِ في ذكر أخبار تعذيب الفَرجِ و التَّشْهيرِ بِالمِهْبَلِ ، بالتأكيد من جديد على أن تضامن ” الإِخْوانِ الشيوعيِّين” الذين يعتمدون أساليب ” الحَيَّاحَة ” و يتسلحون بمنطق ” رْجَلْ هْنَا وَ رْجَلْ لْهِيهْ ، مَرَّة مْعَ القَانُونْ وَ عَشْرُ مَرَّاتْ عْلِيهْ ” ، كل هذا لن يساعد على توطيد حقوق و واجبات المواطنة الدستورية إِذْ لا جريمةَ بدون وجود النَّصِّ و لا عِقابَ إِذَا قام المُشَرِّعُ بِتعديلِ النَّصِّ.
# أَمَّا الحَيْحَة فَتَذْهَبُ جُفاءً.
عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب رأي