الإتحاد الاشتراكي يتصالح مع الموتى والمرضى ويتخاصم مع الكفاءات
رضا الأحمدي
يبدو ان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اصبح حزب يعيش الماضوية والتغني بتاريخانية الأفكار والقيادات، في الوقت الذي دعت فيه قيادة الحزب الحالية الى المصالحة بين اعضاء وقيادات الحزب الماضوية، ومنهم من يعيش وضعا صحيا صعبا، وفي أرخى سنوات العمر، الا ان قيادة الحزب اختارت القيام بزيارات ودية وأخذ صور تذكارية للتأريخ لمرحلة المصالحة المارة بين ميتافيزية الواقع وصور العوالم الافتراضية وبراغماتية المرحلة السياسية..
حتى أصبحنا نرى الاتحاديين يتصالحون مع قيادات تعيش الزمن الأخير، ولا حضور لها مجتمعيا، ويتصالحون باستحضار عضو ومناضل مات مع النسيان، ويخرجون لتقديم التعزية على الفيسبوك…
فهل المصالحة هي لقاء الزعماء والقيادات السابقة والتي تفرقت بين أحزاب ونقابات انشقت من رحم الاتحاد الاشتراكي بسبب خلافات وصراعات المواقع والسلطة والمشاركة في الحكومة..؟ ومن يتحمل المسؤولية السياسية والاخلاقية؟
أم ان المصالحة تقتضي طي صفحة الماضي، وعدم تقليب المواجع والمواقع، والاكتفاء بزيارة المرضى من القيادات الحزب والتي نتمنى لها الشفاء وطول العمر؟ ام ان المصالحة تأتي من اجل حشد الدعم الاعلامي والصور في فضاءات الفيسبوك؟
أم ان المصالحة هي تجميع الاتحاد الاشتراكي والعائلة الاشتراكية؟ لكي لا نقول العائلة اليسارية التي لها مسافات كبيرة مع حزب الوردة؟
ألم تكن المصالحة تقتضي ان يمارس الاتحاد الاشتراكي نقدا ذاتيا، وان يعترف بفشله في الاقلاع وجلب واستقطاب شباب وكفاءات تحمل من الحداثة والعلم والمعرفة والسياسة، اكثر مما تحمل من معاول الهدم؟
فالمصالحة تقتضي اليوم ان يبحث وينفتح الاتحاد الاشتراكي على الكفاءات وان يقوي تنظيماته النسائية والشبابية التي تعيش الموت السريري؟
والمصالحة تقتصي الابتعاد عن جلد الذات، ومقارعة الاشخاص في الكواليس، ونشوب الحرب بالوكالة، وتغيير بعض القيادات مواقفها حسب مواقعها المصلحية…؟