لجنة شكيب بنموسى بين الديمقراطية وَ العَائِلُقْراطِية!
نص الرسالة الموجهة إلى السيد شكيب بنموسى رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي المغربي.
مع خالص الشكر والتقدير
عبد المجيد مومر الزيراوي
رئيس تيار ولاد الشعب بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
……………………
…………..
لجنة شكيب بنموسى بين الديمقراطية وَ العَائِلُقْراطِية!
السيد شكيب بنموسى رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي؛
إن الإسقاط السياسوي غير العقلاني لصراع ” الحَدَاثَويَّة” و ” الإِسْلاَمَوِيَّة” لم يعمل بِاستحضار المصلحة الوطنية العليا ممَّا أدَّى الى ضمور العديد من التخصصات المعرفية والروافد الفكرية، و إلى إقصاء الكفاءات الوطنية الشابة التي تتوفر فيها معايير الخبرة والتجرد، والقدرة على فهم نبض المجتمع وانتظاراته. هذا الإسقاط الحزبي يجسد أيضا السبب الجوهري في شلل الإصلاح الثقافي الديمقراطي التنموي.
وَ هَا نحن – اليوم- نَتَحَيَّرُ أمام أَلاعيب المراوغة السياسوية الصادرة عن تيَّار العَائِلُوقْرَاطِيَّة داخل حزب الإتحاد الإشتراكي، و الذي يدوسُ على جراح الوطن و يركبُ على مآسي الشباب المغدور.
تَيَّارُ عَائِلُوقْرَاطِي فَاشِلٌ وَ فَاشِي لاَ يَفْقَهُ شَيئًا فِي مَعنَى الدِّيمُقْرَاطِيَّة التَّشَارُكِيَّة وَ إحترام الدستور. حيثُ يَسعى عَبْرَ التَّظَاهُرِ بِالشيء و ممارسة نَقيضِهِ ضمن صياغةٍ لغويةٍ تطولُ بِتَمْطِيطٍ مُتَعَمَّدٍ يهدفُ -فقط- إلى تضليل الرأي العام عن مكامن الخلل القاتل و محاولة تَدنيسِ مُدْخَلاَتِ اللجنة التنموية و تَبْخِيسِ مُخْرجاتِ المرحلة الجديدة ، من خلال الترويج لِثقافة سياسويةٍ رخيصة يصعُبُ فِطامُهَا عن التوريث الحزبي و غنائمِ الريع و الإمتيازات مع التهرب من المسؤولية ، و الإلتفافِ على الدستور و القانون.
السيد شكيب بنموسى رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي؛
و لِأنَّ تجديد النموذج التنموي الوطني يستوجب انفتاح المجتمع المغربي على قيم تنويرية تتبث الأمل و تحفز على العمل و تساعد على الارتقاء بالوطن و السير به نحو التقدم و كسب رهان استكمال بناء مغرب المساواة للجميع عبر توطيد الثقة و المكتسبات و التسريع الاقتصادي و النجاعة المؤسسية دون الانغلاق على الذات.
بالتالي تشكل الوثبة الثقافية مدخلا أساسيا لإنجاح المرحلة الجديدة التي لن تكتمل إلا بوثبة جيل جديد مبتكر و مبدع يناضل من أجل الوطن و لمصلحة تحسين ظروف عيش المواطنين. لأَنَّ المدخل الثقافي المرتكز على مبدأ التعددية المتساوية في تنمية الوعي و الذوق و التمدن و التربية على المواطنة ، هو الذي يضمن القدرة على إلتئام جميع مكونات المجتمع المغربي لرفع تحديات المرحلة الجديدة، و الإنطلاق بأمل مع العمل لتجديد النموذج التنموي المغربي و التقليص من الفوارق الإجتماعية و المجالية.
مثلما يضمن لنَا الإنفتاح – دون خوف أو تردد – على القيم الكونية البناءة و المناهج العلمية الرائدة التي تجعل من المنظومة التعليمية فضاءا عموميا منتجًا لأجيال جديدة ، وفق رؤية إصلاحية محلية ثاقبة تعمل على تطوير دينامية المجتمع المحلي و المؤسسات و تفاعل العلاقات الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية المحلية مع زمن الرقمنة و الذكاء الاصطناعي .
إذ يستحيل الإنتماء إلى الفسيفساء الحضاري العالمي إلاَّ بتقديم الإضافة النوعية للمنتوج المحلي الأصيل!.
السيد رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي؛
لعل كوارث التنافر و التدابز السياسي الاجتماعي و التربوي بالمغرب ، و فواجع الإنزلاقات الاحتجاجية، و فظاعات التفاوتات الصارخة و مظاهر الريع، و مصائب العقليات الجامدة و التصرفات المحبطة، و خسائر إهدار الوقت و الجهد و المال. جميعُها توضح بجلاء أن الجواب الثقافي الحالي يعيش على واقع الفشل في بناء حداثة مغربية سليمة تخلص المجتمع المغربي من تفشي مظاهر العجز و التواكل و الاستيلاب ، و غلبة عقد الدونية و الانتماء الساذج و التعصب الأعمى ، و انتشار الخطاب العدمي المُحْبِط المؤدي لِتَسْفيه المؤسسات الدستورية الوطنية وإفشال مبادرة الإصلاح من داخلها. فشل في بناء حداثة بَنَّاءة تجعل الإنسان المغربي قادرا على المشاركة في زمن الثورة الصناعية الرابعة القريبة من موقع محلي فاعل معتز بخصوصية ثقافية مُنفتِحة، تقوم على التلاقح الحضاري و تبادل التأثير بما يؤشر على البصمة الثقافية المغربية التي تضمن الاختيار الحُر المبادر كأساس للتغيير الإجتماعي عبر إجراء قطيعة نهائية مع التصرفات والمظاهر السلبية، وإشاعة قيم العمل والمسؤولية، والاستحقاق وتكافؤ الفرص.
السيد شكيب بنموسى رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي؛
من هنا ؛ نسترسل بتجديد التأكيد على أن الزمن السياسي لا يسمح بالصمت، و أن سيرة التأريخ الأخلاقي و أخْدودَ الجغرافيا الإجتماعية يفضحان جَرَائِم تَيَّار العَائِلُوقْرَاطِيَّة الذي يَحْرُثُ الوَهْمَ لِيَحْصُدَ الفراغَ ؛ بل .. يَتغاضَى عن أخطارِ التَّرويجِ للتَّوْرِيث الحِزْبِي اللاَّدِيمُقْراطي. وذلك على حِساب مصداقية لجنة السيد شكيب بنموسى و التشويش على عملها من أجل إيجاد السبيل التنموي المغربي الجديد، و إنقاذ الإقتصاد الوطني و تقديم الحلول لأزمة البطالة التي تمتد على طول وعرض مناطق المملكة المغربية.
السيد شكيب بنموسى رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي؛
إنَّ تيار الفساد و الاستبداد بقيادة إدريس لشكر و نَديمِه الحبيب المالكي – و اللذان يُخَاصِمُهُمَا الشباب المغربي -، يُشكِّل خَطرًا حقيقيًا على ثقافة الاختيار الديمقراطي السليم ، خطرًا ينضاف إلى مخططات الإرهاب الإنفصالي ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
كَما أَنَّ حُماةَ التوريثِ الحِزْبِي يدفَعُون بِأَبْنَائِهِم دُونَ تقديم مُقْترحات حقيقية ذات حمولة آقتراحية بناءة و إضافة نوعية خلاقة ، اللهمّ إنْ كَانَ الكَذِبُ في الحديث عن تقديم مذكرة عن “مدخل الديمقراطية” و هي الغاية المفقودة داخل حزب الاتحاد الاشتراكي. وَ كلُّ ذلك بِغَرَضِ تَشْوِيهِ عَمَلِ اللَّجْنَةِ الخَاصَّةِ بالنموذج التنموي الجديد.
و لعل هذا ما سيَدفعُ الشباب المغربي نحو الكفر السياسي بالأمل في التغيير الإيجابي مثلما يُقَوِّض تقثَه في مؤسسات بلاده .
فَهَا أنتم – سيدي رئيس اللجنة الخاصة – تَرَوْنَ الشباب المغربي يختارُ المغامرةَ بحياتِه و يهاجرُ غاضباً من سياسات فاشلة و عقليات حزبية غير قادرة على تحمل مسؤولياتها ؛ عقليات حزبية لا تعلم عن الديمقراطية التمثيلية إلا غنيمة السلطة و إقتسام ” الكيك الإنتخابي” دون قدرة على الوفاء بعهود برامجها الزائفة. و هذا ما يجعل نتائج الشرعية الإنتخابية تتحول إلى مهزلة حكومية كانت أخطر نتائجها هذا الفشل الذريع في تدبير ملفات التسوية الإجتماعية و التمادي في السياسات اللاشعبية و العجز الحكومي عن استكمال البناء الدستوري الجديد في شقيه الحقوقي و التنموي ، ثم أضحت هذه الكوارث التدبيرية مُسببات واضحة لأزمة السير غير العادي لباقي المؤسسات الدستورية. و هي كذلك عناوين عميقة لأزمة سياسية ، إقتصادية و إجتماعية قد تأتي على الأخضر و اليابس ، لأن هذه التيارات الحزبية البئيسة أضحت غير قادرة على الإنجاز المُقْنِع نتيجة تعلق قراراتها بِواقع تَرَاكُبِ المصالح الطاغي بيت مكوناتها.
السيد شكيب بنموسى رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي؛
إن محاولة تقديم الأجوبة حول سؤال المستقبل تنطلق من حاضر التأكيد على أن الكتلة الغالبة من الأجيال المغربية الصاعدة تعتنق مذهب « اللامبالاة السياسية» ، و تعاني من حرِّ الغياب أو التَّغْيِيب عن ذوق نماء الثقافة. إنها الكتلة الناشئة لزمن « بعد ما بعد الحداثة»؛ شباب يعاصر فوضى وفرة المعلومة وينخرط إرادياً أو لا إرادياً فيما اصطلح عليه بـ “ المواطن العالمي”، ولو افتراضياً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
لِذَا ؛ فالجواب الثقافي المحلي يشكل المدخل السليم لإبداع و تنفيذ النموذج التنموي الجديد الساعي بهدف إحقاق التأهيل المحلي بنفس ديمقراطي تشاركي. و هذا ما يستلزم توظيف التراكم الثقافي العقلاني المغربي بما يتماشى مع طبيعة الزمن التاريخي الراهن الذي يسائلنا عن ضرورة الحفر في أعماق تراث ” الأصالة ” و إستخراج كنوزه المعرفية العقلانية المطمرة لتحرير الحس النقدي بما يخدم خصوصية المجتمع المغربي ذي الروافد الثقافية المتعددة ( العربية ، الأمازيغية ، العبرية ، الأندلسية ، الإفريقية ، الحسانية ) و بما يؤدي إلى صيانة تنوعاتها المجالية و اللغوية المحلية. و يطالبنا كذلك بضرورة التحليق العقلاني فوق سماء ” المعاصرة ” بهدف تنمية الشخصية المغربية القائمة بذاتها ، وبما يتَطلبُه النموذج التنموي المغربي الجديد من عقليات حداثية ديمقراطية ترفض أشكال العنف و التطرف و الإرهاب و السلبية و العدمية ، و ترفض كذلك أساليب التوريث الحزبي و الوصاية و الحجر المنغلق و الإستيلاب المنبهر بالآخر. عقليات وطنية و مواطنة تعمل بتحصيل المعرفة اللازمة و التمدن الراقي ، و تناضل من أجل التغيير السلمي بتعزيز نهج العمل المحلي الجاد ذي النفس الديمقراطي التشاركي المُنْتِج والمُتلاقِح مع الآخر و مستجداته العلمية و التكنولوجية و التواصلية.
وَ لَكُم واسِع النظر.
# الحداثة الشعبية هي الحل.
عبد المجيد مومر الزيراوي
رئيس تيار ولاد الشعب بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية