عن بنت الهبطي
عن بنت الهبطي
عادل الزبيري
في ديسمبر 2006، في يوم مشمس من شهر ديسمبر، التقيت لأول مرة بسيدة باسمة المحيا، قدمت لها نفسي، وتبادلنا التعارف المهني والإنساني، فكان لقاء إنسانيا بلمسة مهنية.
تعتز السيدة الهبطي، بانتماءها الجغرافي، إلى منطقة جبالة في شمال المغرب.
وللسيدة الهبطي روح السيدة الحرة، أشهر امرأة في تاريخ مدينة شفشاون، لأنها أيضا ابنة هذه المدينة الجبلية ذات التاريخ العريق.
ولا تنسى السيدة الهبطي، حبها التاريخي للغة العربية، فتغرد شعرا مما تحفظه، أو مما تعشقه من قريض لغة الضاد، كلما وجدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي سبيلا.
ومع تواتر الأحداث المهنية، طيلة 15 عاما مضت، توطدت العلاقة المهنية والإنسانية، مع صديقة مغربية اسمها شفيقة الهبطي.
تنتمي هذه السيدة المغربية، إلى نفس المدرسة المغربية التي أتيت منها، وانتميت لها اختياريا = خدمة وطن اسمه المغرب، من دون انتظار لأي مقابل.
وحافظت سيدة نساء الدبلوماسية المغربية، كما أحب شخصيا أن ألقبها، على عزة نفسها، وعلى أنفتها، وعلى نفس تسريحة الشعر، وعلى نفس الابتسامة البيضاء، بعيدا عن الابتسامات الصفراء اللون، التي يستعملها كثيرون في المقرات الدبلوماسية عبر العالم.
ودافعت السيدة الهبطي عن الصحافيين، في حقهم في الوصول وفي الحصول على المعلومة.
كما قدمت نموذجا فريدا من نوعه، في الخارجية المغربية، في إيصال الدبلوماسيين، إلى الصحافيين المهنيين، وفي تقريب المسافات بين الصحافيين والمسؤولين في الخارجية المغربية.
وأخيرا وصلت شفيقة الهبطي، بعد صبر طويل، قارب عقدين اثنين من الزمن، وبعد ابتعاد شجاع وإرادي عن ركوب أي أمواج، إلى أحد أرفع المناصب الإدارية، في وزارة الخارجية المغربية.
تابعت تهرب السيدة الهبطي عن المسؤولية، ولكن المسوؤلية تبعتها إلى أن أمسكت بها أخيرا.
ولأنني أراقب عن بعد، وعن مسافة كافية، تابعت تحركات سيدة الدبلوماسية الأنيقة، في كل الاتجاهات، في تفاني نادر جدا، في خدمة الوزارة التي تنتمي إليها، وفي خدمة بلادها المغرب، بكل السبل الممكنة.
فبعد سنوات من الجفاء بين الصحافيين المهنيين المغاربة، واختيار خاطئ في تقديري، في الاقتصار على ما يسمى مغربيا بالقطب الإعلامي العمومي، بدأت المياه تجري من جديد.
استعاد صحافيون مهنيين مغاربة ثقتهم في الخارجية المغربية، بعد أن سكن الجفاء لسنوات، وبدأ التمرين التواصلي في الانتظام من جديد.
تعلمت من السيدة الهبطي، ومن والدتي ميمونة، ومن زوجتي أميمة، ومن نساء مغربيات أخريات، أن القوة تكون في الوقوف في وجه الأسوأ.
أعتقد أن قطف الورود في المغرب، لن يوقف زحف ربيع النساء المغربيات، لأنهن قادمات.