جا يكحلها عماها: مصطفى بيتاس دفاعا عن أخنوش
سياسي/ رضا الأحمدي
“أريحوا انفسكم … مسارنا للتو انطلق.
حملة مسعورة عنوانها العريض البهتان والكذب والتضليل والتشويش و غايتها التشهير برئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز اخنوش وشيطنته في محاولة بائسة وحقيرة للتدخل في الشؤون الداخلية لحزب المفروض أن يملك قرار نفسه. لكن قبل كل ذلك نشر إشاعة الاستقالة لا يسيء للرئيس فقط بل يسيء للحزب ككل مناضلين واجهزة لانها بكل بساطة تصوره كيانًا فاقدًا لاستقلاليته …” .
هذا المقتطف بين مزدوجتين ليس مأخوذا من مقدمة ابن خلدون ولا هو جزء من مذكرات عابد الجابري، إنه فقط جزء من خطاب يحتار المرء في تصنيفه أهو سياسي أم اجتماعي أم “خبزوي”…؟؟؟
وما صاحب الخطاب إلا السيد مصطفى بيتاس مدير حزب التجمع الوطني للأحرار الذي نشره في صفحته على الفايسبوك يبتغي مناصرة ومؤازة أخنوش الذي ضاقت به السبل هذه الأشهر وهو يتلقى الضربة تلوى أختها على كافة الأصعدة.
وإذا كان من حق الرجل مناصرة زعيمه في الحزب، فلا يمكننا أن نسكت حول الطريقة التي أريدت بها المناصرة وكأن الرجل يقدم دروسا في الأخلاق الاجتماعية والسياسية متناسيا أن سيرته أبعد ما تكون عن ذلك.
فالخطاب حمل العديد من المغالطات أولها تصويره أن حزب الحمامة “يملك قرار نفسه” في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أنه لا يملك من العمل الحزبي إلا تسمية الحزب والباقي رقعة شطرنج يحرك ما فوقها وفق الخطط المرسومة.
ولأن صاحبنا أبعد ما يكون عن الإحاطة بعلم السياسة والقانون الدستوري، بل ويجهل حتى مضمون النظام الداخلي لمجلس النواب الذي يتمتع بعضويته وفق ما تتداوله مصادر من داخل القبة، نذكره أن أخنوش نفسه حط من فوق بالحزب وكيف اصبح رئيس جهة بدعم من الاتحاديين؟ وكيف أصبح برلماني باسم التجمع ثم تنصل منه سنة 2011 ليضمن بقاءه في الحكومة لإتمام تنفيذ عفوا “إفشال” المخطط الأخضر تحت مسمى “مستقل” ثم عاد ليتبوأ رئاسة الحزب بعيد انتخابات 2016 مباشرة بعد إخراج مسلسل البلوكاج، ولو كان الحزب يملك قرار نفسه ما سمح بهذا العبث ولكان أخنوش خطا أحمرا.
وحيث أن صاحبنا أضاف في خطابه أن ما تم تداوله بقوة بخصوص استقالة أخنوش من الحزب ما هو إلا “اختلاق بئيس للأكاذيب … وتطلقون النفير عبر أبواقكم البيئسة المسبقة الدفع”، فنذكره أن ذلك ليس اختلاقا ويدخل في باب علم المستقبليات والتوقعات السياسية التي تنبني على مؤشرات لا يفقهها إلا أولى الرجاحة من الفكر، فإن أصابت فتلك صنعة تدخل في علم التأويل وإن أخطأت فاحتمال رجح عنه غيره ولا ضير في ذلك، أما الاختباء وراء صفحة بمواقع التواصل الاجتماعي ومهاجمة المنابر الإعلامية الحرة على أنها أبواق مسبقة الدفع، فلا يخفي في شيء أن من كان ولا زال يدفع بسخاء لإسكات الأفواه وتلميع صورته وصورة الحزب ليس إلا زعيمك أخنوش حتى حين.
ولأننا لسنا من الأبواق وننشر ما نظنه حقيقة ونفسح المجال للرأي والرأي الآخر، فلن ندخل في تفاصيل زلات بيتاس وخروجه عن النص وفق ما تنقله مصادر من داخل البرلمان.
ولو كان بيتاس صادقا ولو لمرة في حياته السياسية الملتبسة من مجرد
“معلم” تم عامل بمقر الحزب إلى مدير له فبرلماني عبر لائحة الشباب دون تنافس ميداني وعضو بالمكتب السياسي، لفكر مليون مرة قبل أن يطرح سؤالا برلمانيا حول ما وصفه “معاملات تعسفية” يتعرض لها أطر وكالة الحوض المائي بتانسيفت متناسيا سيلا من التعسفات التي يتعرض لها أطر قطاع الفلاحة بفعل سلطوية مدير الموارد البشرية، علما أن بيتاس عمل عضوا بديوان وزير الفلاحة وأن رائحة التعسفات بالقطاع توزع صدها بين المحاكم والوقفات الاحتجاجية والتظلمات للوزير ورفع أكف الدعاء لله.
ولتوضيح المسألة، نؤكد أن بيتاس لا يتقن إلا فن التصفيق لزعماء الحزب، فكما صفق بالأمس لمزوار ويصفق الآن لأخنوش فإنه يضع كاحتمال أن يصفق غدا للطالبي العلمي أو أوجار، لكننا نخبره هذه المرة بأن بديل أخنوش خارج توقعات هذين الرجلين مادام قرار الحزب ليس بيده والفترة التي يمر بها تستلزم إزاحة أخنوش وعدم تعويضه بوجوه مألوفة تحسبا لانتخابات سابقة لأوونها حتى يستعد الحزب في ظروف أقل سوءا مما عو عليه الآن للعب دور قطب في المعارضة.
ونختم أن الرجل لم يستح وهو يتساءل لأحد المنابر الإعلامية عن سر قلة النخب الحزبية متناسيا أن من يجمع المنصبين والخمسة في آن واحد تاركا المئات من حزبه دون أدنى دخل لا يحفز عاقلا على الانخراط في حزبه، وهو ما جعل رئيس جماعة سيدي إفني السابق يعلق على الأمر قائلا:
““بيتاس صاحب شعار “جيب الليستا تاع عدد الأصوات باش تخلص فيهم” والذي تغير كلية وأصبح مايسترو المال الفاسد داخل حزب الأحرار في الجهة، وفي خدمة لوبي تزنيت الذي يعاني منه فقراء تزنيت أنفسهم، فإنه البارحة في اجتماعه الفاشل مع البحارة صرح بأن ساكنة افني هي السبب في عدم اشتغال الميناء وليست الحكومة !!! في الوقت الذي كال المديح في اجتماع الدار البيضاء منذ أيام للوبي تزنيت”.
وأضاف:
” “قاضي غرض لراسو وكيقول ليك باقي توقفوا معه: برلماني ومدير مقر الحزب ومستشار في ديوان الوزير يعني المانضات تاعو أكثر من عشرة ملايين، ومدبر على راسو مزيااان فهاد الانتخابات شاد لفلوس من عند أخنوش ومن عند مشارك ومن عند أهل بوعيدة.. وجاي يدوز معنا 10 أيام ويرجع للرباط، وتبقى المدينة والإقليم في التهميش”.
ورحم الله من عرف قدر نفس فعمل حد هذا القدر دون تطاول.