حتى لا تقع الكارثة.. ..ولنا في إيطاليا عبرة
حتى لا تقع الكارثة.. ولنا في إيطاليا عبرة
الحسن ايت بيهي
عندما أعلنت سلطات منطقة لومبارديا الإيطالية عن فرض الحجر الصحي عليها، استغل كثير من سكان المنطقة المهلة التي تم منحها قبل تنفيذ الحجر الصحي لحزم حقائبهم والفرار نحو مناطق أخرى حاملين معهم فيروس كورونا المستجد مما سرع من عملية انتشاره ليتجاوز عدد ضحايا الفيروس اليوم أكثر من 41 ألفا وتتجاوز ايطاليا الصين في عدد الوفيات..
ورغم تدارك الأمر بعد ذلك من طرف الحكومة الإيطالية وفرض حجر صحي كامل على كامل للتراب الإيطالي واستدعاء كل الأطباء بما فيهم المتقاعدين لم تنجح ايطاليا بعد في محاصرة الفيروس الى درجة دفعت رئيس الحكومة الإيطالية إلى القول: انتهت حلول الأرض.. والأمر متروك لحلول السماء” بل وأصبح هناك من يتحدث ان الأطباء قرروا عدم معالجة من يفوق عمرهم الثمانين اي الحكم عليهم بالموت.
مناسبة هذا القول ما ورد من عزم المغرب منع السفر بين المدن ابتداء من ليلة الإثنين الثلاثاء القادم( 23 و 24مارس) وإعلان ذلك قبل ثلاثة أيام من تنفيذ القرار مما سيكون مهلة هامة للراغبين في السفر إلى أهاليهم..
ومع أن حرية التنقل حق يكفله الدستور الا ان الظرف الذي تمر منه الإنسانية جمعاء يتطلب التعامل بنوع من الحزم مع حركة التنقل بين المدن لمنع انتشار الفيروس خاصة وأن دخول حالة الطوارئ الصحية حيز التنفيذ هدفها محاصرة الفيروس وليس انتشاره وبالتالي فإن أخشى ما أخشاه أن يكون من بين هؤلاء الذين يعتزمون السفر حاملا للفيروس وقد يساهم في نشره بين أهله وقريته مما قد يؤدي إلى الكارثة لا قدر الله خاصة في البوادي التي لا تزال حتى الآن في مناى عن مرمى الإصابات بهذا الفيروس الفتاك.
فلا قدر الله لو كان هناك حامل للفيروس ووصل الى قريته فأكيد سيتوافد عليه المعنيون ويصعب ان تقنعهم بعدم التجمع للتهنئة على سلامة العودة وما يتبع ذلك من عناق وتبادل للسلام وهنا تكمن الخطورة..
ان المطلوب اليوم هو المبادرة بإغلاق المحطات الطرقية وتوقيف الحافلات الناقلة المسافرين ووضعها تحت المراقبة وتنفيذ الجزاءات على من يخرق حالة الطوارئ الصحية مع ايضا العمل على توقيف حركة القطارات الا في حالة التنقل من احل العمل لتفادي السيناريو الأسوأ الذي لا نريده لبلدنا الذي نحبه ونريد أن ينتصر في اقرب وقت على هذا الفيروس الفتاك.
اخيرا، صباح اليوم الجمعة اتصل بي أحد اخوالي الذي يقطن حاليا في الرباط وتتواجد زوجته وأولاده في إقليم طاطا وبحكم توقفه حاليا عن العمل اخبرني انه يعتزم السفر لرؤية أولاده وناقشت معه واقنعته ان احسن خدمة يقدمها حاليا لعائلته هي عدم السفر حتى لا ينقل لهم الفيروس لا قدر الله خاصة وأنه سيكون مضطرا لأخذ حافلة من الرباط الى طاطا ثم سيارة أجرة الى البلدة اقايغان وربما قد لا يتخذ بعض الاحتياطات مما قد يجعله سببا لنقل الفيروس وبعد نقاش اقتنع وقرر البقاء حتى تمر الجائحة..
اسباب سرد هذا انه لو ان كل واحد منا حاول إقناع فرد واحد فقط بعدم السفر فإننا سننجح في تجاوز هذه المحنة ان شاء الله تعالى وشعارنا دائما هو: جلس فدارك تنقذ بلادك.