رسالة إلى قيادة حزب الإتحاد الاشتراكي
رسالة إلى قيادة الحزب.
لقد تربينا كجيل داخل حزبنا على الوفاء لقيم الاتحاد الاشتراكي، وأخلاق الاتحاد، ومشروع النضال الاتحادي، وثوابته الفكرية وعمقه الثقافي والذي تأسس على الصدق والإخلاص والإيمان بالحقوق الكونية والإنسانية في أبعادها الإقتصادية والإجتماعية، لا على الكذب والبهتان، لا على تلك الفزعات والخرجات الإعلامية الغير المسؤولة والغير المسحوبة في الزمان والمكان.
ولا زلت كغيري من المناضلين الشرفاء، وبالرغم من الاختلافات في القراءة والتدبير الحزبي لبعضهم، نؤمن بأن وحدة الحزب فوق كل الاعتبارات شريطة أن يكون النقاش و الجدال سياسي يدفع بالحفاظ على عضوية الحزب ومشروعه التاريخي، وأن كل محاولة للخروج عن هذا، يعتبر خارج الشرعية وخارج الفكر المتنور الذي رسمناه جميعا منذ اخراج الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للوجود والذي تبنيناه خلال المؤتمر الاستثنائي 1975 مع الوفاء بطبيعة الحال لكل شهداء الحركة الاتحادية عبر مسارهم التاريخي النضالي من رجال المقاومة وجيش التحرير وشهداء الحركة النقابية، وكذلك الزعماء والمناضلين الأوفياء الذين لازالوا على قيد الحياة، كل هذا دفاعا عن استقلال الوطن ووحدته.
غير أنه وللأسف الشديد وكغيري من المناضلين الذين دافعوا عن الشرعية الإتحادية منذ انخراطي سنة 1976 وبالخصوص ابان الانتخابات الجماعية والذي يرجع الفضل لهذا الانخراط لخالي الأستاذ عبدالقادر باينة والذي يعتبر بالنسبة لي النموذج للاتحادي الاصيل والقح، والقدوة لجميع الاتحاديات والاتحاديين.
قلت منذ انخراطي والى اليوم والتي تحملت فيها أعباء المد والجزر فيما بيننا سواء في الخلية الحزبية أو أي جهاز تحملت فيه المسؤولية، آمنت كاتحادي بأن الاختلاف في التصور والتدبير مسألة صحية، واننا كاتحاديين سابقا أو الآن قادرين على تجاوز المراحل الصعبة التي عشناها جميعا والتي يجب أن تتوج بمصالحة حقيقية لكل الاتحاديات والاتحاديين كيفما كانوا وأين ما وجدوا وذلك بجمع شملهم مستعملين بذلك العقل وليس الإقصاء كما يفعل بعضكم وخاصة الكاتب الأول الذي ومنذ أن تحمل مسؤوليته وهو يمارس سياسة الشك والارتياب ضد كل مناضل انتقذه وابدى وجهة نظره في تلك الخرجات الإعلامية التي وإن كانت تعبر عن رأيه الشخصي، فإنه لاتلزمني انا شخصيا.
الكل يعرف باننا ذاهبين إلى الهاوية وذلك بحكم سوء تسيير و تدبيركم السيء للمرحلة والتي تظهر واضحة للعيان برفضكم اتخاذ موقف جريء وواقعي وعملي ضد قانون تكميم الأفواه 22.20 والذي من وجهة نظري الشخصية يجب أن يقبر نهائيا وإنه لا يمكن الحديث عنه في المستقبل نحن كحزب سياسي.
لذلك فالدعوة إلى محطة تنظيمية أصبحت ضرورة ملحة وملزمة لكم أنتم كقيادة وإلا سيكون مصير حزبنا هو نهايته على يدكم.
محطة المؤتمر لإعادة بناء الحزب على أسس تعيده للمجتمع عبر مشروع مجتمعي وتنظيم حزبي مرتبط بالجماهير الشعبية وبمساهمة كافة الاتحاديات والاتحاديين وبدون استثناء.
ويكون ذلك ببرنامج متكامل وارضية متكاملة نحدد فيها الأفق والتحالفات المستقبلية القائمة على توجهنا الاديولوجي
التقدمي الحداثي، لا كما تقومون به من تحالفات مع قوى رجعية ومحافظة بل متخلفة فكريا وممارسة بحكم انها من صنيعة دولة المخزن والسيبة.
إننا اليوم أمام وضع يفرض وفي أقرب وقت ممكن الإعلان عن تاريخ المؤتمر وعقد لجنة تحضيرية يشارك فيها الأخوات والإخوة الذين تم طردهم بدون حجج قانونية، اخوات واخوة الذين جمدوا عضويتهم وانشطتهم داخل الحزب بحكم جبروت وديكتاتورية القيادة الحالية، مؤتمر يضع النقط على الحروف بالقطع مع ممارسات البارحة واليوم، مؤتمر يفرز قيادة وفية للخط الحزبي خط المهدي وعمر وعبدالرحيم و اليوسفي ، قيادة واضحة صارمة فاعلة وليست مفعول بها، قيادة صدامية وليست خنوعة وتابعة لأحزاب…
نحن نريد قيادة تعيد توهج الاتحاد بتجديد فكره واعادة عذريته بشباب قادر على الفعل السياسي على ارض الواقع والا سنصبح رقم صغير وضعيف تتقاذفه التحالفات الهجينة.
عبدالله المليحي