يومياتي في الفشل الناجح
عادل الزبيري
في تسعينيات القرن العشرين، كنت تلميذا في مدرسة ابتدائية اسمها الداخلة 1، في حي بنديبان في مدينة طنجة المغربية، وبخني أستاذ لا يتقن شرح دروسه، أنني كسول، وكنت في المرحلة السادسة ابتدائي، أجبته بأن الدرس غير مفهوم، وفي نهاية السنة الدراسية عانقني مع تهاني حارة، لأنني أثبت له خطأه في تقييمي.
وفي العام 2000، في ثانوية اسمها أبي بكر الرازي في مدينة طنجة في شمال المغرب، حصلت على شهادة الباكالوريا، بعد سنة من حروب داخلية في بيتنا، لم تكن النقطة كما أريدها للأسف، وكانت الصدمة لي، ولو أنني حصلت على معدل خولني اجتياز مباريات مدارس عليا، ورفضت مدارس عليا أخرى، لأنني قررت أن أتعلم مهنة الصحافة.
قررت بعد ما اعتبرته لحظتها سقوطا، النهوض من جديد، والانطلاق من جديد، من أجل أن تكون أمي ميمونة، لأنني وحيدها، سعيدة جدا وفخورة بي.
كانت لي محطات مع المرض، أمشي في طريقي الدراسي ولاحقا المهني، فيوقفني المرض، أسقط لأقف من جديد، لان السقوط هو بداية جديدة دائما.
في العام 2003، في السنة الثالثة من الدراسة في الصحافة، ابتعدت عن الدرس مضطرا، للخضوع للعلاج، ثم رجعت إلى التحصيل المعرفي والعلمي، وأكملت 4 سنوات من الدراسة العليا، بما لها وما عليها، خريجا.
استقبلني سوق الشغل بأشواك مؤلمة، في أي مؤسسة اشتغلت فيها، في بداياتي كان الفشل كلمة الختام، لعدم وجود تفاهم مع مسؤولين لا يفتحون أذرعهم للوافدين الجدد، إلا قلة منهم، لا يزالون مصابيح جميلة أضاءت وتضيء الطريق.
تعلمت الانتماء إلى مدرسة الفشل الذي يؤدي إلى النجاح، وتعلمت فخر الاعتزاز بالقول أنني فاشل ناجح، وتدربت على صعود القمم، وعدم القبول بالبقاء بين الحفر.
في الفشل دائما مرارة، فتأتي بعدها حلاوة، وفي الفشل خصوصا لما يشد المرض بإنزال آلامه، يتعلم الإنسان طرق أبواب الحكمة، ليخرج من يوميات المرض بحكم تنفع في ما تبقى من طريق الحياة.
لا يزال الفشل صديقا دائم الحضور، في حياتي، لأنه يؤدي إلى معرفة أبواب النجاح.