النشرة الأخيرة
فنجان بدون سكر
النشرة الأخيرة
بقلم عبدالهادي بريويك
لم يكن بودي الخوض في هذا الملف الاجتماعي الشائك حول وضعية المرأة الأرملة ؛ المرأة المغربية في وضعياتها الصعبة اقتصاديا واجتماعيا، ونظرة المجتمع لها ومحاولة “افتراسها” من قبل ذئاب المجتمع الذين لا يرون فيها الإ ضعفها وأنوثتها ومن خلالها نزواتهم الحيوانية العابرة.
إنها النشرة الأخيرة يا حضرة الشعب المحترم؛
لم يطرح واحد؛ سؤال ظروف المرأة الأرملة ومساءلة نفسه عن أوضاعها الاقتصادية؛ النفسية؛ الاجتماعية ومدى تحملها مسؤولية رعاية أسرتها الصغيرة؛ التي قد تكون متعددة الأفراد؛ ماذا يقدم لها الوطن من إمكانيات الولوج والمساعدة والاندماج في الحياة بشكل طبيعي بحقوق وامتيازات متعددة من أجل صون الكرامة؛ من أجل حمايتها (la protection sociale) واعترافا بما ضحى ازواجهن من خدمات لهذا الوطن ولاسيما؛ أرامل العساكر واسلاك الأمن وغيرها من المهمات والوظائف والمهن المتصلة بعشق وحب هذا الوطن؛
نشرتنا الأخيرة
فيها وجع وألم لصورة مجتمعية لا علاقة لها بنظام حكومة فاشلة؛ والإحساس بمدى جسامة الصورة وصعوبتها بكل ما تحمله من دلالات عميقة تتجلى في عنوان كبير( تضحيات الأرملة) في ظل تعويضات بيروقراطية لا تقدر التعايش والتفاعل مع المتغيرات الاقتصادية التي تفرض نفسها على مستوى متطلبات الحياة من مسكن ومأكل وملبس وتدريس ودراسة وعلاج وتطبيب وغلاء المعيشة لتبقى التعويضات العائلية خالية من أي زيادات محتملة تساير متغيرات الحياة ومتطلباتها.
النشرة الأخيرة؛
تلتمس من الحكومة الموقرة مراعاة ظروف هذه الشريحة الاجتماعية بعيون من المسؤولية والرحمة والتبصر؛ تلتمس من الجهات المسؤولة الوقوف وقفة ترحم على رجالهم الذين ضحوا من أجل أمن واستقرار وسلامة هذا الشعب والوطن؛ وليست وقفة ترحم على قبورهم بل وقفة تلاحم ومؤازرة ومواكبة لأسرهم .