الإنسان قبل الإحسان
فنجان بدون سكر:
الإنسان قبل الإحسان
بقلم عبدالهادي بريويك
أحيانا يكتب على المرء أن يكون صادقا مع نفسه وأكثر صدقا مع الاخرين من حوله، فيغدو إنسانا تتجلى فيه مختلف الرسالات والأديان باعتباره خليفة الله في أرضه يتمتع بمختلف مواصفات الكرامة دونما تزييف أو بهتان .
هذا الإنسان الذي قد يصبح ألعوبة في يد الرهبان ويصبح مادة خالية من الأحاسيس منساقا وراء مرجعيات قد طالها النسيان ..وفي قيمه وأخلاقه ما يعزز مبادئه ويحترم في دواخله كينونة الإنسان .
هذا الإنسان الذي يتمتع بخصاله وبساطته ودفء مودته في عالم مادي يختزل ترهات الزمان والمكان ..ومن بساطته تتعرض كرامته لما يسمى بالنظرة اليه نظرة الإحسان ..
الإحسان المادي في انتظار ما يسمى ( يلا خيابت دابة تزيان) في إطار اسطوانة مشروخة الفناها منذ مطلع فجر يومهم السعيد ومازلنا حتى غروب الشمس نعش على الصفيح والحديد ..في انتظار الكرامة ..واحترام النفس والسيادة ..احترام الإنسان ومساعدته على الإستمرارية بعيون إنسية دونما دونية لقدره والحط من قيمته وفي تغييب تام لذاك الإنسان الذي يمت فينا موتة سريرية دونما استحضار لكل هذا الصدق والحب والوئام ..وجعله يخضع لقدرة واقع مر تتكرر فيه مرارة صلاة الغائب حول ضمير يشهد شهادته الأخيرة دون استسلام ..
الإنسان قبل الإحسان..فالإنسان الآيل للزوال في دواخلنا من حيث المعاملات ينسى أنه ذات يوم ستدور به عجلة الزمان وقد يسقط من الانظار ..وسيصبح مجرد حكاية منسية أو قصيدة مرثية وبعدها يطاله النسيان ..وقد يستخف به الزمان ويصبح بعد استقواءه مجرد هيكل أسد تلعب عليه القردة وتنهشه الفئران ..
أيها الإنسان لست في حاجة إلى الإحسان ..فكرامتك تتعدى حدود الزمان والمكان ..ولا تمد يدك لغيرك فالبحر لا يمد يده للشطٱن ..والعيون التي تتفجر حبا وتغدق الارض ماء ..تغدو مجرد نافورات حجرية على شكل سواقي آسنة مياهها عادمة لا تروي البشر ولا تسقي الخضرة ولا ينتفع منها حتى الحجر ..
الإنسان قبل الإحسان ..فالبحر دوما لا يشبع وإن زفت له الانهار والوديان بغرقى البشر على شكل قربان ..
الإنسان قبل الإحسان ..أيها الإنسان الآخر الذي يعش على تعبيد طريق الخلاص من أجل افراغ الانسان من محتواه وينتعش بكبرياء خجول في فوضاه وهو الذي يهدم إنسيته بحماقة وفي غفلة من كرامة الزمان .
حان الوقت ايها الإنسان كي تحارب هذا الإحسان المزيف الذي يلوح بك في منفى اللاكرامة وتستأذب قليلا وانت صاحب الريادة وتمنع عنك كل ما يفصلك عن مبادئك وقيم الطهارة ..وتمنع عنك نظرة الإحسان أيها الإنسان ..وتصوغ كلماتك البسيطة وتنسج كتاباتك المعقدة بعيدا عن القيود المستحيلة ..
الإنسان قبل الإحسان ..فأنت الشاهد على كرامتك ..والشاهد على الزمان والمكان وانت الذي بين الألف والياء وانت من تخلق الذكرى وانت آلهة النسيان ..