حينما تتحول سيارات الاسعاف الى مجرد وسيلة لنقل اللحوم البشرية
سياسي/ عبدالهادي بريويك
تعتبر سيارة الإسعاف من بين الوسائل الأساسية التي تحافظ على حياة الإنسان في حالات الخطر وفي الحالات المستعجلة، باعتبارها تحمل إسم اسعاف وتسعف المريض أثناء رحلته نحو الاستشفاء والتطبيب وهذا مايقتضيه الاسم والوصف كما هو مكتوب عليها .
لكن في المغرب نجد سيارات الاسعاف تتحول الى مجرد ( براوط البناية) إسم على غير مسمى من حيث التجهيزات ذات الطبيعة الإستعجالية وعدم توفرها على الاليات والأطقم الطبية المتخصصة في ظل غياب منظومة صحية تكفل للمواطن حق الحياة.
وتمنح أهله – أهل المريض- حق الأمل في الوصول الى المستشفى على قيد الحياة.
وما أثاره الدكتور المرزوقي بخصوص وفاة الصحفي المقتدر صلاح الغماري لأكبر دليل على هذا العطب الذي تتخبط فيه وزارة الصحة والوقاية المدنية على نحو السواء.
من حيث سيارات الاسعاف التي تحولت الى مجرد سيارات لنقل اللحوم والعظام البشرية. وفي المعنى صرخة ألم وحزن كما هي صرخة لوم على وزارة الصحة التي تفتقد لإستراتيجية العمل الاستشفائي والطبي رغم إمكانياتها المادية المخصصة لها من قبل الحكومة .
وفي ذات السياق اعلن مهاجر مغربي عبر اليوتيب عن هذا الموضوع وكان لتعبيره وقفة تأمل درامية بمقابل ما يعيشه في المهجر حيث الانسان في لحظاته الحرجة كيفما كان مستواه الاجتماعي أو انتماءه للبلد موضوع إحاطة واهتمام من أجل ضمان حياته التي متعه بها الله..
كم من حامل زهقت روحها وكم من حالة مستعجلة توارت تحت التراب باسم مشيئة الله والقدر والحقيقة عكس ذلك .
فمجرد تواجد سيارة إسعاف لا تمتلك غير اربع عجلات وسائق و(بولة حمرا) وكلاكسون (كخلع) لإخلاء الطريق ولا تمتلك لأدنى الشروط الصحية بما في ذلك أطقم طبية متخصصة ومحترفة تعدو مجرد وسيلة نقل اللحوم التي نشهدها يوميا أمام الجزارين بلدتهم البيضاء..ومجرد طاحونة لتسريع الموت وتأشيرة مرور لسيدنا قابض الروح عزرائيل في غياب الحس الانساني المتمتع بالروح المهنية العالية المرتبطة بسمو ونضج الواجب تجاه الانسان كمبعث للحياة