قاعات المسرح والسينما في زمن كورونا أية اهتمامات حكومية ؟
أصوات نسائية شابة:
قاعات المسرح والسينما في زمن كورونا أية اهتمامات حكومية
بقلم: إنتصار السملالي
طالبة باحثة بماستر مهن و تطبيقات الإعلام – أكادير
لعب المسرح دورا مهما في تثقيف المجتمعات كما السينما التي خلقت ثورة في حياة البشرية، ولاقت هذه الثقافة منذ قرون من الزمن اهتمامات في السياسات العالمية لما لها من أهمية في تثريب حياة المجتمعات وتخليق وتنوير الفكر البشري .
اليوم وفي المغرب الحديث والمتطور في مختلف المجالات بفضل سياسات ملك البلاد الرامية إلى تحقيق إقلاع تنموي وتقوية المسار الديموقراطي ولا سيما أنه جلالته أعطى اهتماما للفن بمختلف روافده، تخلفت قطاعات حكومية عن تقديم واجبها وحرصها على مواكبة مجالي المسرح وركحه المتنور؛ بأضواءه واختلاف سينوغروفيات النص المسرحي وتعثرت لحظة القاعات التي سكنتها الغربان في صمت مريب كما القاعات السينمائية التي أصبح عشاقها تائهين بحثا عن البديل في القنوات الخارجية وأحيانا المبتذلة التي لا تحمل رسائل لثثقيف المجتمع المغربي في غياب رقابة المسؤولين داخل الحكومة وخارجها من جهات مسؤولة وأصبح عشاق القاعات المسرحية ورواد السينما في حسرة حب وعشقهم مدفون في زمن تيه وزارة الثقافة التي غابت في زمن كورونا شأنها شأن باقي القطاعات الحكومية الأخرى.
ماذا لو؟
فتحت قاعات المسارح في وجه عشاق التمثيل (عن بعد )كي يمارسوا مهامهم في تبليغ رسائلهم الفنية، فكاهية أو ادرامية أو سريالية كي يستشعروا بذواتهم كفنانات وفنانين ويتقاضوا أجورهم و رواتبهم من خلال وزارة الثقافة والشباب والرياضة بشكل عادي ويتم تشجيعهم على الإستمرارية وتحقيق الذات وتقديم كل ما هو أجود في مجال الفن وبذل المزيد من العطاءات؟
ماذا لو؟
تم التفكير في معشر السينمائيين المغاربة، فنانين ومخرجين وممثلين ومنتجين ، وطالبات وطلبة المعاهد السينمائية بعقل المنطق الثابت لا بمنطق المتحرك والزوال .
لأن الثابت هو الثقافة المغربية بكل حمولاتها الفنية والمجالية، بإرث ثقافي متنوع اللهجات واللغات والثقافات وتسامح وتلاقح الديانات والتي تشكل دافعا أساسيا لاستمرارية الفن المغربي الأصيل، مسرحا وسينما والتي تكون زادا وقوة اندفاعية لشابات وشباب هذا الوطن كي يبدعون؛ يكتشفون؛ يصقلون، مواهبهم من أجل تأثيت الركح المسرحي بصيغ جديدة وفضاءات سينمائية برؤية حداثية متقدمة تتماشى مع رؤية صاحب الجلالة محمد السادس وتتطلع للإستجابة للحاجيات الفنية للشعب المغربي بمختلف فئاته وأجياله وأذواقه، بفكر متنور يرى المغرب بعيون شبابية قادرة على التحدي؛ تحدي مختلف التصورات الفنية في هذا المجال وبخاصة في زمن كوفيد 19 أو كورونا المستجد؟
ماذا لو ؟
فكرت وزارة الثقافة في استنهاض الهمم واحياء قاعات المسارح من جديد في تحد ضد الوباء ( لكن عن بعد) حماية للثروة البشرية الفنية التي تعيش اليوم في أسوأ الحالات الاجتماعية والمادية بسبب عدم تقديم العروض ؟
وماذا لو؟
فكرت وزارة الثقافة أيضا في الاهتمام بشكل نموذجي وأخلاقي وجد متخلق في حماية الموروث السينمائي المغربي بما قدمه منذ عقود من الزمن في خلق مجال سينمائي مبدع وراق وبفضل ذلك نظم المغرب مهرجانات دولية سينمائية كما خلقت منطقة ورزازات فضاء حرا لإنتاج السينما العالمية ؟
ماذا لو ؟
تمت مراعاة هذا الجانب ولاسيما أن المغرب يتمتع بمختلف الثقافات والساحات، والمساحات والأمكنة؛ هضاب ورمال،سهول وجبال ؛ وديانا وأنهارا وغابات وبحور تشكل كلها دعامة أساسية ومرتكزا في خلق فضاءات فنية راقية تساهم في تطور المجتمع وإنعاش حياته الثقافية والفكرية والإبداعية.
إضافة لذلك لابد من استحضار الدور الذي تلعبه المجالات السينمائية في إنعاش الدورة الاقتصادية لأنها تذر أرباحا طائلة إذا ما توفرت الجودة الإنتاجية ومن هنا نطرح تساؤلات عن غياب دور مؤسسات الدولة في تعاطيها مع قطاع السينما و الانتاج السينمائي كقطاع مدر للدخل ؟
قطاع لتوفير مناصب الشغل في ظل تفشي البطالة التي يعيش على منوالها شرائح اجتماعية مهمة مغربية وبخاصة الشباب ؟ وبالتالي فالتعاطي الإيجابي من قبل المؤسسات الرسمية ذات الصلة بالموضوع بالمجال الفني والثقافي كمجال منتج للثروة لابد استحضاره واستثماره والرفع من وتيرة الاهتمام بكل مخرجاته الداعمة لخلق بنية مجتمعية حديثة ومتطورة وقادرة على المنافسة العالمية سينمائيا وألا نجعل من التلفاز المغربي مبعث نفور للمغاربة التواقين للجديد بحثا في فضائيات أخرى وقنوات خارجية لتلبية أذواقهم السينمائية والفنية.