الجزائر تُجنّد عُملاء إيران في أمريكا للدفاع عن بوليزاريو
يوسف بودرار
انتقد الباحث الأمريكي “دوغ باندو” في مقال حديث على موقع مجلة “ذي أميريكان كونسورفاتيف” إدارة ترامب بسبب اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، وطالب إدارة بايدن بسحب هذا الاعتراف.
مقال باندوا احتفت به وكالة الأنباء الجزائرية ووكالة الأنباء التابعة لجبهة البوليزاريو التي تدعمها الجزائر، وأفرد له الإعلام الجزائري وإعلام بوليزاريو حيزا مهما.
فمن هو هذا الباحث الأمريكي “دوغ باندو؟”
يعمل باندو “كاتبا” و “باحثا” متخصصا في السياسة الخارجية والحريات المدنية في معهد كاتو.
ولقد عمل سابقا كمساعد خاص للرئيس رونالد ريغان في الثمانينيات من القرن الماضي، أي عندما تورطت إدارة ريغان في بيع الأسلحة للخميني لمحاربة صدام حسين في ما عُرف آنذاك ب “إيران كونترا.”
بدأت علاقات باندو مع إيران منذ ذلك الوقت ولازالت مستمرة، وهو يُدافع اليوم على إيران بشكل شرس في المنابر الإعلامية الأمريكية.
في 11 يناير، انتقد باندو قرار وزير الخارجية الأمريكي القاضي بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. ويُشار إلى أن الحوثيين تدعمهم إيران وهم أحد أذرعها لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط إلى جانب حزب الله وتشكيلات أخرى في العراق وسوريا.
في عام 2019، انتقد دوغ باندو اغتيال قاسم سليماني قائلاً “إن الاعتقاد بأن بإمكان واشنطن قتل مسؤول كبير لدولة ما في دولة ثالثة دون عواقب هو بمثابة انتصار للغطرسة.”
في عام 2018، حذر مما أسماه “مخاطر” تشكيل تحالف عسكري عربي، وقال أنّ إيران لا تشكل تهديدا لبلدان الشرق الأوسط.
وفي مناسبات عدة انتقد باندو، مايك بومبيو والرئيس ترامب بسبب موقفهما المتشدد تجاه إيران. ففي أعقاب إعلان بومبيو عن تورط إيران في دعم القاعدة، قال باندو إن إيران لم تدعم القاعدة وأن بومبيو أخطأ العنوان.
طُرد باندو مؤقتاً من معهد كاتو في عام 2005 بعد الكشف عن تلقيه رشواى على مدى 10 سنوات مقابل نشر مقالات تدافع عن أجندات عملائه.
ولقد اعترف باندو في مقال على صحيفة لوس أنجلس تايمز بتلقي أموال من جاك ابراموف، أحد أشهر أعضاء جماعات الضغط في العالم واللاعبين الأقوياء السابقين في واشنطن.
ويُشار إلى أنّ أبراموف اعترف عام 2006 بارتكاب جرائم فيدرالية تشمل التآمر والتهرب الضريبي والخداع، وحُكم عليه بالسجن ست سنوات.
تاريخ باندو في الدفاع المستميت على إيران في الإعلام الأمريكي وتلقيه رشاوى من مجرمين مرتبطين بإيران، إضافة إلى دوره في إدارة ريغان إبان فضيحة “إيران كونترا” يشير إلى علاقته الوطيدة مع طهران.
اهتمام باندو بقضية الصحراء ودفاعه عن بوليزاريو والطرح الجزائري في نفس الوقت الذي يدعم فيه إيران والحوثيين يُعتبر إشارة قوية، بل دليلا قاطعاً على أن التحالف الجزائري الإيراني بلغ مرحلة النضج حيث بات الطرفان يتقاسمان وسائل الضغط والتأثير.