المغرب المتحضر وثقافة العلاقات الرضائية بين منظومة التجريم وتخليق الحياة الإنسانية

سياسي/ رشيد لمسلم
هل سيطفو موضوع الفصل 490 من جديد على ساحة النقاش بعد واقعة تطوان ومطالبة مجموعة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ومعهم بعض  الفنانات والفنانين المغاربة  بضرورة مراجعة هذا الفصل الذي يجرم العلاقات الجنسية الرضائية التي يعتبرونها حقا من الحقوق الإنسانية والتي على المجتمع المغربي التعاطي معها كظاهرة موجودة وقائمة الذات ؟
يبدو أن هذا الموضوع الشائك والذي يدخل في صميم الرفض المجتمعي المحافظ ذو التقاليد الدينية والاعراف والتقاليد والذي خلق ضجة في احدى الفترات من السنة الماضية وخلقت نقاشا واسعا سواء داخل الصالونات السياسية والحقوقية او تعلق الأمر بشبكات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ورافض؛ بين حداثي متفتح وبين متزمت سلفي رافض؛…

لكن واقع الحال العودة للنقاش يحيلنا على المنظومة القانونية والحقوقية وبين التربية المجتمعية التي تأثرت بالتطورات التكنولوجية وانفتاح الشعب المغربي على الفضائيات الخارجية وتمتعه بهامش من الحرية امام صعوبة الزواج ولاسيما حينما نقرأ بعض التغريدات الفايسبوكية التي تقول( لو كان النكاح في المريخ لكان المغاربة أول من صنع الصواريخ) بعض النظر عن المعتقد الديني الذي يلتف حوله الجميع.
الفصل 490 يضعنا اليوم أمام المحك وامام تساؤلات مجتمعية كبيرة رافضة الاختزال القانوني فيما يسمى بالخيانة الزوجية المبنية على التراضي ، بين الجنسين والغير القابل للتأويل اذا ما قمنا باحصاء الارقام الرائجة في المحاكم حول هذا الموضوع والتي تسببت في تشتيت العائلات والأسر وشردت الاطفال في غياب الحكمة في تسليط الضوء حول فصل 490 بنظرة شمولية متكاملة مع استحضار المتغيرات التي تشهدها البشرية والاكراهات القانونية وماتمليه الوقائع من خلال الملفات المرتبطة بهذا الملف الموضوعة امام القضاء.
كما يبدو جليا أن الفنانات والفنانين المغاربة تعاطوا مع هذا الفصل بشكل منفرد ومنعزل عن القوى الحية بالبلاد التي عليها فتح نقاش واسع ومسؤول حول هذا الموضوع..