السموني: لا يمكن الحديث عن كيان مغاربي بدون المغرب
انتقد مدير مركز الرباط للدراسات السياسية و الاستراتيجية، الدكتور خالد الشرقاوي السموني زعيم حزب “النهضة” الإسلامي التونسي ورئيس البرلمان، راشد الغنوشي، عندما اقترح “كيانا مغاربيا مصغرا”، مبتورا من المغرب وموريتانيا، يتألف فقط من تونس، الجزائر وليبيا حتى يكون نقطة انطلاق لانبثاق حلم الاتحاد المغاربي، كما جاء في تصريحاته تناقلنها وسائل الاعلام مؤخرا ، معتبرا أن الغنوشي تنقصه الرؤية السياسية و الجيوستراتيجية و يساهم في وأد عملية إحياء الاتحاد المغاربي ، كما يبعث من خلال تصريحاته رسائل مشفرة إلى المغرب .
و أكد السموني على أن المغرب عنصر أساسي لبناء أي كيان مغاربي بالمنطقة ، يستحيل استثناؤه أو القفز عليه، علما بأن المغرب كان منذ الحصول على استقلاله يدعو إلى بناء كيان مغاربي قوي و مستقل .
و قال الخبير الاستراتيجي ، أن الغنوشي و آخرون أمثاله ، يجب أن يعلموا ، أن فكرة إنشاء الاتحاد المغاربي تعود إلى أول مؤتمر للأحزاب المغاربية الذي عقد في مدينة طنجة المغربية عام 1958، وضم ممثلين عن “حزب الاستقلال” المغربي و”الحزب الدستوري” التونسي و”جبهة التحرير الوطني” الجزائرية. ثم أن اتحاد المغرب العربي تأسس بتاريخ 17 فبراير 1989 م بمدينة مراكش بالمغرب، بدعم من المرحوم الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه ، و كان يضم المغرب، موريتانيا، الجزائر، تونس وليبيا. وذلك من خلال التوقيع على ما سُمّي بمعاهدة إنشاء الاتحاد و الذي صارت مدينة الرباط في المغرب مقرا له .
كما استحضر خالد الشرقاوي السموني ، في هذا الخصوص حرص جلالة الملك محمد السادس على البناء المغاربي، واندماج شعوب ودول المنطقة، مذكرا بخطابه بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة للخضراء سنة 2018، خصوصا ما ورد فيه من رغبة في فتح صفحة جديدة بين المغرب والجزائر تتجاوز الخلافات، واقتراح آلية للحوار الثنائي في جميع المسائل العالقة قصد تجاوز الخلافات وفتح الحدود وتوفير مناخ مساعد على التعاون والتكامل والإندماج ثنائيا وفي إطار اتحاد المغرب العربي.
و استطرد السموني قائلا ، مع الأسف أن الجزائر لم تتفاعل إيجابيا مع هذه المبادرة الشجاعة التي من شأنها أن تكون حافزا لبناء مستقبل مغاربي أفضل .