المغرب : عالم جديد يناديكم
الجزء الأول،
بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،مارس ،2021.
لا أحد ينكر اليوم ان المغرب وبسبب جائحة كورونا، ومن قبلها بسبب السياسات الحكومية التي اتسمت مبادراتها الإجتماعية بالسطحية و قننت الإعلانات و حولت حقوق المواطنين إلى إحسان عمومي،
ولا احد اليوم ينكر ان فئات إجتماعية كبيرة تأن تحت وطأة الفقر و العوز والحاجة،
و يبدو أن ذهنية المغاربة لا ترى الحلول لهذه الأزمة سوى في البحث عن الوظيفة العمومية و الإحتماء بكنف الدولة، مديرة ظهرها للعديد من القطاعات الواعدة التي أصبحت اليوم تشكل قاطرة للإقتصاد الوطني، و تقدم حلولا استراتيجية و مستقبلية لتعزيز الميزانية العامة للمملكة و من خلالها إمكانية الإقدام على خطوات إجتماعية متحررة من قيود مؤسسات القروض و التبعية الإقتصادية لجهات خارجية.
وفي هذا التوجه ، حقق المغرب قفزة نوعية في وضع لبنات اقتصاد تنافسي عالمي مبني على حسن استثمار موارده، و تحصين حدوده البرية و البحرية ،و الإستقلالية في قراراته السياسية، و الجرأة في تدبير ملف وحدته الترابية،
في هذه الأجزاء سنعرض عليكم في كل جزء ملخصا للمشاريع العملاقة التي يقبل المغرب على إنجازها، و المشاريع الواعدة التي انجزها و ابانت عن نجاعتها، و القرارات السيادية التي اتخدها و سيكون لها الأثر على الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في هذا الجزء سنعرض لثلاث نماذج، لم نخضعها لأي إعتبار في ترتيبها لا من حيث تاريخها ولا أهميتها، بل تم ذلك بشكل عفوي، على أن نواصل في باقي الأجزاء عرض ما يزيد عن 15 مشروعا وقرار سيفتح المغرب على عالم جديد نتمنى أن ينتشل فئات من المجتمع من الفقر و العوز و الحاجة. :
(01)- جبل تروبيك المغربي في أعماق المحيط. بين طرفاية وجزر الكناري بمياه المغرب الجنوبية و الذي يوفر معدن “الكوبالت” الذي يدخل في صناعة محركات السيارات الكهربائية، بعد رصد تقارير دولية تتحدث عن وجود كميات ضخمة منه، و يعتبر :
– أكبر مستودع في العالم للتيلوريوم (2670 طن).
– أكبر بـ54 مرة من المخزون العالمي الحالي للكوبالت.
– الكمية الكافية لتصنيع 270 مليون سيارة كهربائية.
– الولايات المتحدة حركت ترسانتها العسكرية نحو مياه المغرب الجنوبية، ونفذت بمعية القوات المغربية مناورات كبيرة قرب الجبل البحري الغني بـ «التيلوريوم» ونسبة مهمة من «الذهب الأسود» حددتها بعض التقارير في ضعف المخزون العالمي.
(02)- ميناء طنجة المتوسط بالشمال، أكبر ميناء في إفريقيا
– 95 بالمئة من المبادلات التجارية بين المغرب والخارج تمر بالموانئ.
– بلغ الحجم الإجمالي للتحميل والمناولة بالميناء خلال 2020، نحو 81 مليون طن
– 186 ميناء حول العالم، يرتبط ميناء طنجة على البحر المتوسط، الواقع على أحد أهم المضائق حول العالم، جبل طارق الفاصل بين قارتي إفريقيا وأوروبا.
في فبراير/ 2003، ألقى العاهل المغربي محمد السادس خطابا مع البدء بتطوير الميناء، قال فيه:
“فالمغرب بهذا المشروع يعمق جذور انتمائه للفضاءالأورومتوسطي ولمحيطه المغاربي والعربي، ويعزز هويته المتميزة كقطب للتبادل بين أوروبا وإفريقيا، وبين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي”.
(03)- وتتجه البلاد خلال وقت لاحق من العام الجاري، إلى الانطلاق في مشروع بناء ميناء الداخلة الأطلسي (جنوب غرب)، بتكلفة تقدر بـ10 مليارات درهم (1.12 مليار دولار).
ومن المتوقع أن يشكل الميناء، نقطة رئيسية للربط البحري التجاري بين الدول الإفريقية ونظيراتها في أمريكا اللاتينية، انطلاقا من المغرب.
ويرى المغرب أن تطوير حركة الملاحة التجارية البحرية، سيكون منصة رئيسة للأنشطة الدولية التجارية والاستثمارية في القارة الإفريقية.
هذه ثلاث عينات في إنتظار المزيد،
فهل تعتبرون ؟
إنتظرونا غدا مع الجزء الثاني.