تعميم البطالة في زمن الذكاء الاصطناعي
عادل بنحمزة
من نتائج جائحة كورونا التي تضرب العالم، التهديد الكبير الذي يضرب سوق العمل، حيث فقد ملايين الناس أعمالهم والتحقوا بصفوف البطالة، ومن المؤكد أن آثار الجائحة في سوق العمل ستستمر في قطاعات كثيرة لفترة طويلة حتى بعد رفع حالة الحجر الصحي والتخفيف من إجراءات التباعد الاجتماعي، هذا الوضع يشكل فرصة للانتباه الى أن التطور الذي عرفته الرأسمالية ومعها شكل الدولة والعلاقات الاجتماعية، يعرف اليوم حدوده القصوى في ما يصفه الاقتصادي المستقبلي الأميركي جيرمي ريفكن، بـ “نهاية الرأسمالية”.
الثورة التكنولوجية اليوم تقود إلى تحقيق قوة إنتاجية غير مسبوقة تنزل بالتكاليف إلى ما يقارب الصفر..ما سيجعل السلع والخدمات تقترب من المجانية أو ما يسميه ريفكن في كتاب مهم بالتكلفة الصفرية للإنتاج، متجاوزة بذلك المبادلة في إقتصاد السوق… هذا الأمر ليس فرضية نظرية، بل كما يؤكد جريمي ريفكن، هي واقع يعرفه العالم مع شبكة الأنترنت منذ 1990 إلى اليوم… حيث بدأت أولى آثار ظاهرة التكلفة الصفرية على صناعة الصحف والمجلات والإعلام بصفة عامة، إذ أصبح تدفق المعلومات والأخبار من دون مقابل، يصل اليوم إلى أزيد من 40 في المئة من سكان العالم ممن يملكون أجهزة الهاتف والحواسيب واللوحات الالكترونية، وهو ما عجل بإغلاق العديد من الصحف والمجالات سواء بصفة نهائية أم بتحولها إلى النت (الإندبندنت، مجلة النيويورك تايمز…)، وحتى محاولات بعضها إعادة منطق التبادل السوقي، عبر اعتماد دفع مسبق، فإنه في طريقه للفشل بحسب ريفكن دائماً، بل إن بعض قصص النجاح في هذا الإطار قد لا تصمد طويلاً، إذ بفضل تطور تكنولوجيا الاتصال، تحول ملايين البشر إلى منتجين ومبادلين للأخبار وللأعمال الموسيقية وغيرها…بحيث يمكن التوقف طويلا عند قصص نجاح كبيرة على “اليوتيوب” وباقي مواقع التواصل الاجتماعي.
عن النهار العربي