نحن شعب لا يهاب الغرق …
سياسي/ رشيد لمسلم
الشعب المغربي بمختلف أطيافه وتلاوينه وشرائحه الاجتماعية ومشاربه، شعب لا يهاب الغرق ومن حولنا البحر من كل صوب وحدب ..
وقد تعلمنا السباحة منذ الصغر ، السباحة حتى على اليابسة إن شئتم يا أعداء الوطن الذين ترهبهم مواقف هذا الوطن الثابت في جذور التاريخ المفعم بالمواطنة والقيم ..
ولا يهاب مواقف الجيران الذين يختبئون بعد أخطاءهم التاريخية ومطامعهم كالجرذان ..
نحن شعب لا نهاب الغرق ..وإن شاء القدر نذهب سباحة إلى حيث أنتم ونعتصم أمام محاكمكم دفاعا عن الوطن ولن نهاب خطاب الاستيلاب من ناحيتكم، فلسنا عملة رخيصة متناولة في أسواقكم ،ولا نستسلم لخطاب العنصرية الذي جبلت عليه عقولكم الاستعمارية غير مستحضرين متغيرات الزمن ..
وقد تجاوزنا بفضل إرث حضارتنا كل أشكال الاستسلام والمحن .
فهل تعشقون ركوب الموج ..موج السياسات الغادرة ..وفتح أبواق فوهات قنوات إعلامكم الماجنة ..مرحبا ..واستحضروا خدمات المغرب الجليلة، حيث يبقى حنينكم لتلك الرغبات الإستعمارية التي طواها الزمن وبفضلنا تعيشون حياة السكينة ولولانا لما كان الاستقرار في حياتكم وأنتم مجرد محطات عابرة لكل الشعوب العابرة نحو وجهات أخرى أكثر استقرارا منكم وتدعون الحب والسلام وقد أخطأتم مع المغرب الموعد وانتهى الكلام ..
فأين هي الشهامة يامن ماتت في أضلعهم كل روابط التاريخ وقبلوا بالهزيمة .
الجزائر تعلن مذابحها قبيل ساعات الفجر في حق مواطنيها وتعتقل الأصوات المناهضة للعبودية وللجلادين، واسبانيا التي تعتبر ذيل أوربا ومؤخرتها تعيش على كفاف الاتحاد الاوروبي في محاربة الهجرة السرية واقتصادها مبني على يد المغاربة العاملة الصانعة للتاريخ ..حيث تستقبل مجرمي الحروب وجلادي الإنسانية في مختبرات طواحين الهواء في سياسة دونكيشوتية بحثا عن الغنيمة ..
وتمشي في منحنيات تعذيب المهاجرين قصرا واغتصاب الأطفال والنساء سرا ..في خوف من الفضيحة ..وكأنها وضباطها وعساكرها يعيشون تحت وطأة العصابات المتطرفة التي تتحكم في سياساتها العقيمة ..
لكننا شعب يحترم نفسه، شعب يجيد السباحة برا وبحرا ، شعب عميق التاريخ مترابط الجذور والأصول وليس بينه قبائل متطرفة ..شعب عاشق للتحدي ، مواقفه منسجمة وثابتة، والنظام بيننا ديومقراطي لا تحكمه الجنرالات الفاسدة .
نحن شمال افريقيا ..الدولة العلوية الشريفة المعروفة بمهد الديانات وأرض التسامح وقبلة العالم أمنا واستقرارا ولم نرم مهاجرا بالرصاص ..ولم نغرقه في بحارنا ولم نغتصب امرأة مهاجرة أو طفلا وافدا ..وكنا ومازلنا البلد المضياف للهاربين والهاربات من العصبية والحروب القبلية ونستقبلهم خير استقبال احتراما للإنسانية في هذا الوطن مؤسسات وشعبا، المتآلف السخي الذي يحميهم من البرد والحر ..احتراما لقيمة الإنسان ..ولا نستقبل على أراضينا مجرمي الحروب وجلادي النساء ومغتصبي الطفلات والأطفال ..ولن نكون كذلك يا من لا يجيدون غير الاستفادة من هذا السلم التاريخي لشعبنا ..
اخرجوا من جزرنا ومياهنا وأراضينا وتسلحوا بذكاء المستقبل ..واحترام الماضي والحاضر ..فإن شعوبكم الرائعة التي تعتبر المغرب وطنا ثانيا لهم بما حبانا الله من خيرات ونعم ومنتجعات سياحية، يقضون فيه أجمل لحظات عمرهم، في فترات عطلهم ..توجه لكم خطاباتهم المسمومة بقلوب مكلومة ..وتلعن قراراتكم المكتومة الملعونة ..وتذكروا فتح الأندلس ..وتذكروا طارق بن زياد .. ساعة إحراق السفن ..وتذكروا أن المغرب يتجسد في تاريخه القوي المنسجم بحضارته وشعبه والذي لا يقبل بالهزيمة والتنازل .