برنامج “تيسير” انقلب إلى تعسير، مهام الإدارة التربوية
تعرضت أول أمس السيدة إيمان أكود، مديرة مؤسسة عبد الله بن ياسين ، المتواجدة وسط حي سكني شعبي بابن سودة فاس ، لاعتداء وحشي من طرف أحد أولياء التلاميذ، مما استدعى حضور عناصر من الشرطة والوقاية المدنية إلى عين المكان، لنقل المصابة وهي في حالة انهيار تام ، لتلقي الإسعافات الأولية بمركز الاستشفاء المركزي الغساني.
ظاهرة ليست الأولى من نوعها، صارت تصلنا اصداؤها للأسف من جميع أنحاء المملكة المغربية.
نسجل أنه لولا الاحتياط الكبير من معاملة بالحسنى وترو وضبط للنفس التي يتحلى بها جلّ العاملين بحقل التعليم من أطر إدارية وتربوية، في انفتاح المدرسة على محيطها الاجتماعي، لاستحال القطاع إلى ميدان قتال، بسب الهجمة الكبرى التي يعرفها هذا القطاع والسبب أن أبواب المدرسة صارت منفتحة على مصراعيها أمام آباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ ،من أجل تسهيل حياة التلميذ المدرسية، على العموم.
لكن للأسف، هذه الظاهرة استفحلت في غضون السنوات الأخيرة.
بعدما كنا نسمع بين الفينة والأخرى عن أحداث عنف ضد أستاذ من طرف تلميذ، انتقلت العدوى إلى ولي أمر هذا التلميذ بدل التلميذ، ضدّ مدير المؤسسة
التعليمية والمسؤول الأول عن إدارتها. ما يستدعي وقفة تأملية كبرى في مشهد نسيج وبطانة أطراف مجتمعنا وما آل إليه من انهيار.
صار الطفل للأسف ليس فقط ضحية العنف تحت كنف ربّ أسرة “أمّي جاهل، فقط، بل شاهدا على استمرار وتطور أحداث العنف ابتداء من البيت ضد أمه، ثمّ مديرته بالمدرسة حيث يتعلم.
إنها ليست المرّة الأولى التي يجرؤ فيها ولي أمر تلميذ متجرد من المروؤة والإنسانية رفع يده على المديرة” امرأة” بمؤسسة دراسية، قبلها وبمدينة فاس، حصل هذا ويحصل بعاصمة العلم والدين والمعرفة ” يا حسرة”.
إن المتعدي “وحش” يجب أن يكون هو وغيره، عبرة لمن تسول له نفسه تعنيف المسؤولة الأولى عن حياة ابنه المدرسية. نطالب بوقف هذه المهازل.
نطالب بإغلاق أبواب المدرسة في وجه من لا يقدر دور ومكانة وحرمة هذه المدرسة.
المدرسة بكل أطرها وعلى رأسهم “المديرة”، ليست مسؤولة أبدا على تردّي أحوال طبقات الشعب الفقيرة والمقهورة.
الوزارة المعنية والتي ابتدعت برامج من قبيل برنامج “تيسير” لتشجيع التلميذ على التمدرس، ساهمت في تحويل المدرسة الى مؤسسة لإيجاد حلول للمشاكل الاجنماعية التي يتخبط فيها الشعب المقهور.
بينما الإشكالية كبيرة وتتعدانا جميعا كاطراف مساهمة داخل هذا الحقل الذي قتلته كثرة الألغام بل تسببت له في عاهات مستديمة، ومن أهمها “الكراهية” التي صار التلميذ يكنها أكثر من ذي قبل للمدرسة العمومية بكل أسلاكهاوالتي هي السبب الرئيسي وراء تغيبات التلاميذ المهولة، وبالتالي تأخير توصلهم بالمنح الدراسية أو حرمانهم منها. الاباء لا يجدون الا المدرسة ليفرغون بها ويسقطون وابل التدمر والغضب.
شفيقة سفليوي