ملك مسؤول
عبد السلام المساوي
1_ أجندة ملكية لا تستثني أحدا
ان جلالة الملك حريص دائما على اتخاذ ما يلزم لتخفيف العبء عن المواطن ، كل ذلك وصولا الى الحفاظ على واحد من أهم الثوابت الوطنية ألا وهو ” مجتمع التضامن ” .
ان التفاتة الملك محمد السادس تجاه خمسة ملايين من الجالية المغربية في الخارج ليس فقط فعلا انسانيا نبيلا يخفف من وطأة العبء المالي الذي يعيشه اخواننا في المهجر ، لكنه سلوك من ملك مسؤول لا يريد أن يتحمل المواطن لوحده تبعات قرارات سيادية اتخذتها الدولة سواء لمواجهة تداعيات وباء كوفيد 19 ، أو للرد على تطاول بعض الدول على ثوابتنا ووحدتنا الترابية ، فالملك بما يتمتع به من حس المسؤولية اتخذ القرارات اللازمة وأعطى التعليمات الحاسمة والسريعة وتعامل مع الوضع الصعب للجالية ، بكل ما يتطلب منه اصدار القرار المناسب بلا أي تأخير .
ان اعطاء الملك خلال ثلاث مناسبات في يوم واحد التعليمات للمؤسسات الدستورية والدبلوماسية والشركات العمومية باتخاذ ما يلزم لتيسير عودة المغاربة بالخارج في أحسن الظروف وبأقل التكاليف ، يأتي في إطار الالتزام الدائم والمستمر للملك بقضايا المغاربة خصوصا بعدما تنغلق في وجوههم القرارات الحكومية وتقفل أمامهم الأبواب العمومية التي كان بإمكان مفاتيح الحكومة أن تفتحها .
انه ملك ما فتئ يؤكد سعيه الدائم لتعميم الخير وحرصه على حق الجميع في كرامة العيش والتنقل على مستوى واحد وموحد للمغاربة هنا وهناك .
لقد كان مغاربة الخارج أحوج ما يكونون لمبادرة كمبادرة الملك محمد السادس من أجل اخراجهم من حالة التيه والحيرة التي كانوا يعيشونها بفعل قرارات سيادية لبلدهم ، لذلك فبمجرد تلقفهم لبلاغات الديوان الملكي تحركت فيهم مشاعر الاعتراف والامتنان بالقرارات الملكية التي خففت عنهم عناء السفر وجعلتهم يقتنعون أنهم في قلب أجندة ملكية لا تستثني أحدا .
2_ تفاعل الجالية الجزائرية مع القرار الملكي
ولقد خلف قرار الملك تسهيل عودة مغاربة العالم وتوفير ظروف نقل جيدة وبأثمنة مناسبة ردود فعل سلبية لدى معلقين جزائريين والعديد من أفراد الجالية الجزائرية المقيمين بالخارج تجاه حكومة بلادهم بسبب الأسعار الخيالية التي يفرضها الناقل الجوي الجزائري .
وعبر مجموعة من الجزائريين عن احساسهم بالحكرة بسبب المعاملة السيئة التي يتلقونها من طرف مسؤولي بلادهم ، الذين لم يبذلوا أي مجهود في التفاعل مع المهاجرين الجزائريين .
وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلا ايجابيا كبيرا مع القرار الملكي ، حيث أشاد الجزائريون بهذا القرار الحكيم ، الى درجة أن الكثير منهم كان يتمنى لو كان مغربيا لكي يشمله هو أيضا هذا العطف الملكي .
وقالت احدى المهاجرات الجزائريات تعقيبا على نشر القرار ” أنا جزائرية ونقولهم يحيا الملك واش نقولك يا تبون حسبي الله ونعم الوكيل فيك …”
وتوالت الانتقادات للحكومة الجزائرية بسبب تهميشها لمشاكل مواطنيها لا سيما المهاجرين ، وفي سخرية لاذعة من سلطات بلاده ورئيسها تبون ، اعتبر الصحافي الجزائري هشام عبود أن الاهتمام الملكي بمغاربة الخارج والاسعار الإستثنائية التي خصصتها لارام للجالية المغربية ، هي عدوان على الجزائر يفرض على السلطات أن ترد عليه بالمثل ، في إشارة إلى الأسعار الخيالية التي تفرضها الخطوط الجزائرية على المهاجرين الجزائريين ، والذين قال بشأنهم ان الحكومة ” تسلخهم ” بهذه المعاملة !