العلاقات صمام الأمان
سياسي/ رشيد لمسلم
تلعب الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية الناتجة عنها دورا مهما وأساسيا في حياة الفرد وتكوين شخصيته، لما تمنحه من معارف وخبرات وتفاعل متنوع الاتجاهات.
كما تشكل هذه العلاقات صمام الأمان للكثيرين الذين لايستطيعون العيش بلا أشخاص آخرين في حياتهم اليومية كالأصدقاء والزملاء والجيران ..وعليه فإن تلك العلاقات غالبا ما تخضع لمتغيرات ظرفية تعود لطبيعة الأشخاص وتركيبتهم النفسية/ القيمية من جهة، ومن جهة ثانية تعود لظروف طارئة غير إرادية من قبل أحد الأطراف، ما يجعلها تتأرجح مابين التراجع أو الاندفاع حسب طبيعة كل الأطراف الموجودة فيها أو القائمة عليها.
في كثير من الأحيان يطغى الجانب العاطفي على تلك العلاقات لدى معظم الناس بمعنى أن العواطف سلبية كانت أو إيجابية هي من يحكم ويتحكم بمسارات العلاقة ورؤية كل طرف للأخر.
فإن ساد الحب والأحاسيس الإيجابية، فلا يرى الشخص من الآخر سوى إيجابياته وطباعه الحسنة، وحتى إن ظهرت بعض الأحاسيس السلبية فستجد ما يبررها من نظر من أحب، وتصبح أي هفوة مجالا للنقد ومحاولة الابتعاد.
يمكن لبعض العلاقات الاجتماعية أن ترافقنا زمنا طويلا في حياتنا، ذلك لأنها قائمة على الوفاء والإخلاص والصدق، وعدم التكلف سواء تعلق الأمر بالمواقف أو بالمشاعر، وبالتالي يكون الإخلاص شعارا ضمنيا لدى الطرفين اللذين لا يشك أحدهما بوفاء الآخر ويسعى إلى حمايته في حضوره وحتى في غيابه.
في المقابل قد تصادفنا بعض العلاقات التي تكون مرحلية ولا تستطيع أن تستمر أو تطول وتنهار عند أبسط خلاف أو حتى اختلاف تهب عواصف من الأحكام والمواقف التي لم نتوقعها، ونصدم بكم من الكراهية والحقد المدفون خلف مشاعر وعواطف لم تكن أكثر من قناع مزيف يستر غايات وأهدافا لم تكن على البال، لحظتها نصاب بخيبة الأمل والخذلان اللذين يسيطران على حياتنا لبعض من فترات الزمن، مما يجعلنا نتساءل عن : ماهية هذه العلاقات التي نكتشف من خلالها كم كنا مخدوعين بأشخاص رأينا فيهم الصديق والنزيه والفاضل، بينما الحقيقة عكس ذلك تماما، وهل نحن عاطفيون وبسطاء لدرجة لم نلمس من خلالها زيف أولئك، أم أننا نمتلك الرؤية الصحيحة للأشخاص ومزاياهم التي ربما ظهرت منها بعض المؤشرات التي لم نقف عندها في تلك اللحظة.
ليبقى الإنسان في سباق مع الزمن حتى يمتلك الرصيد الكافي من الخبرة التي تؤهله لإصدار الحكم على من حولنا.