برنامج pegasus : من يتجسس على من !!!
الحسين أمساسي
لم يعد العالم في حاجة لرأفت الهجان و لا لجيمس بوند ولا لشرب الكافي على سواحل مالطا حيث لعبة القط و الفأر مابين KGB و CIA … مابين الموساد و عناصر حزب الله ، لم يعد مجديا زرع جهاز تنصت في سماعة الهاتف و لا في قلم على مكتب الرئيس ، لم نعد في حاجة إلى تجنيد حسناوات من رومانيا لجمع معلومات من على سرير جنرال صربي او كرواتي ، لم تعد الأنظمة الديكتاتورية تستنجد بمخبريها عبر أركان دروب و أزقة دول ثورية لمراقبة صحافي متمرد و لا معارض رفض المساومات ، فقط يمكنك ركوب طائرتك الخاصة و الإقلاع نحو مكان ما … التفاوض حول الثمن … ثم القدوم ببرنامج pegasus و قول كلمة السر … افتح يا سمسم … كي يصبح أمامك كل شيء ، قراءة الرسائل النصية ، تتبع المكالمات الهاتفية ، جمع كلمات السر ، أماكن و مواقع الهاتف ، الاستيلاء على كل المعلومات التي تخزنها التطبيقات … فقط يمكنك إرسال رابط خبيث ، وما إن ينقر الضحية عليه ، حتى يصبح في شباك المصيدة ، كتابا مفتوحا !!!
يصنف pegasus كأقوى برنامج تجسس و اختراق في العالم ، صنعته عقول اسرائيلية و أصبح بعد 2016 أكثر تطورا بإمكانه الوصول إلى أهدافه عن طريق مايسمى بالهجمات الخالية من النقر zero_click ذون الحاجة إلى تفاعل صاحب الهاتف ، الغريب أنه لا يترك أي أثر بعد الاختراق !!!
مناسبة هذه المقدمة الطويلة ، الجدل القائم الآن حول استعمال المغرب لهذا البرنامج من أجل التجسس ، ليكون الجواب قديما حتى قبل وجود البرنامج كفكرة ، هل كان المغرب في حاجة ل pegasus و هو الذي يمتلك أفضل منظومة استعلاماتية على وجه البسيطة ، حتى الدول التي صوبت تهمها نحونا عن طريق جرائدها ووسائل إعلامها ، هذه الدول أنقذ المغرب غير ما مرة أمنها عن طريق وهبها كنوزا استخباراتية لا تقدر بثمن ، المغرب الذي ساهم في إخراج الجزائر من حمام الدم ، المغرب الذي أخرج فرنسا من جحيم الهجمات الارهابية ، المغرب الذي ساعد ألمانيا ، هولاندا ، بلجيكا و حتى الولايات المتحدة الأمريكية هو المغرب الذي أمن حدوده و أمن مواطنيه حتى قبل وجود إسرائيل فمابالك ببرنامج صنعته إسرائيل !!!
فشل جيراننا استخباراتيا ، و فضيحة بن بطوش جعلتهم يرقصون رقص الديكة المذبوحة ، و السؤال المؤلم الذي لن يجعل نومهم هادئا ، هو : كيف عرف المغرب !!! كيف توصل إلى هوية بن بطوش و طبيبه !!! بمعنى هناك فوضى و عدم ثقة داخل قيادة الاستخبارات الجزائرية و الإسبانية ، و أمام هدوء المغرب الذي وجه اللكمة و عاد لركن الحلبة .
فكان من الأكيد أن نتعرض لكل هذه الهجمات … فمن سيصدق هذا الغباء … المغاربة يتجسسون على ملكهم !!! المغاربة الذين يقومون كنار عاصفة كلما اقترب أحد من ملكهم ، و لو برمز أو كلمة فكيف سيفكرون في التجسس عليه ، كيف سيتجسسون على هاتف ماكرون و هو صديقنا منذ زمن ، كيف سيتجسس المغاربة على المغاربة ، يكفيك أن تجالس أحدهم في مقهى ليعطيك أسراره و أسرار جيرانه و قبيلته بعفوية و حرية!!!
الذين يدفعون أموال غازهم و بترولهم مقابل خوردة السلاح و التجسس هم هؤلاء الذين بنوا مستقبل شعوبهم و بلدانهم الفقيرة المنهكة على أركان شعارات ثورية بائدة ، هم هؤلاء الذين قد يدفعهم الغباء و الفشل للاستعانة حتى بالعرافات و المنجمين لمعرفة كيف يصنع المغرب السيارات و أجزاء الطائرات ، كيف سيصنع اللقاحات ، كيف يحتضن المناورات و المصالحات … و أكثر من ذلك … كيف يفضح المؤامرات !!!
الحسين أمساسي