سيناريوهات الدخول المدرسي !!!
الحسين أمساسي
ظهر مجددا إلى العلن ذلك الجدل الذي نعيشه مع اقتراب كل موسم دراسي زمن الكورونا ، ماهو الخيار الذي ستعتمده الوزارة من بين السيناريوهات المحتملة : التعليم عن بعد ، التناوب ، تأجيل الدخول إلى غاية فتور الموجة الوبائية التي تعيشها بلادنا مجددا .
السيد الوزير كان قد صرح في لقاء اعلامي نهاية الموسم الماضي ان خيار التناوب كان ناجحا و انقذ الموسم الدراسي مما يعني انه الاقرب للإعتماد ، لكن الأرقام المهولة التي تعرفها الحالة الوبائية ببلادنا مؤخرا يدفعنا لطرح السؤال : ماذا لو استمر الوضع في شكل تصاعدي لا قدر الله !!! ماذا لو بلغنا حد انتكاسة ، فهل اعدت الدولة خطة بديلة ، هل أعدت كل السيناريوهات و درستها بدقة في ظل هذا الصمت و نحن على أسابيع قليلة من الدخول !!!
العديد من الاطر سواء الادارية و التربوية كانوا قد ازالوا الستار عن نواقص خصت عملية التناوب سواء من حيث البروتوكول الصحي أو من حيث العملية التربوية برمتها ، لذلك على الدولة ان تبين عن استعدادها مسبقا و ذلك عن طريق توفير العدة و اللوجيستيك القبلي للبروتوكول فيما يخص التمويل و التموين لتجنب اللخبطة و بعض التأخير الذي حدث السنة الماضية ببعض المؤسسات ، صحيح ان المغرب كان من الدول القليلة و التي مر موسمها الدراسي بشكل شبه عادي و ذون توقف و هو الامر الذي خص حتى الامتحانات الإشهادية التي مرت بسلام ، هذا نجاح يحسب للوزارة المعنية بالتربية و التعليم ، لكن على الوزارة أيضا ان تدرس الخيارات الأخرى تحسبا لأي وضع ، ومن هذه الخيارات التعليم عن بعد ، و الذي يحتاج بدوره للوجيستيك و عدة و تكوينات و ذلك ماكان من الضروري الانتباه اليه قبل التوجه للمؤسسة التشريعية من أجل مأسسته ، التعليم عن بعد بشكله الحالي يعمق الفجوة و يقضي على كل اشكال تكافؤ الفرص مابين التعليم العام و الخاص ، وهو فارق ليس في مصلحة التعليم ببلادنا نهائيا، اما السيناريو الثالث ، واعني تأجيل الموسم فهو مستبعد نهائيا و قد صرح بذلك السيد الوزير المسؤول عن القطاع ، وهو نفس الوزير الذي سيقود الدخول المدرسي في انتظار الانتخابات العامة و تعيين وجوه جديدة بالحكومة ، لكن كل القرارات قد تنقلب رأسا على عقب في حال تغير ارقام الحالة الوبائية و ظهور مستجدات تهم سلامة الأطر و التلاميذ و كل العاملين بالقطاع .
ما نرجوه ، أن تمر الموجة بسلام و أن يستمر المغرب رغم كل الظروف في نهج سياسة أجمع العالم انها كانت ناجحة في مواجهة تأثيراتها على جل القطاعات ومن بينها التربية و التكوين و التي تمس مسار ملايين التلاميذ و الطلبة ، وبكل تأكيد فإن التعايش مع الكوفيد و تحوراته يفرض علينا تكييف سيناريوهاتنا و خططنا الاستباقية مع كل مستجد يفرض نفسه ، من اجل الخروج بأطفالنا و شبابنا نحو بر الأمان .