جلالة الملك: ( الشباب هو ثروتنا الحقيقية )… روح تزامن عيد الشباب مع ثورة الملك والشعب
صابرين المساوي
شباب المغرب هم أول ثروات البلاد .
والمبادرات الملكية ، في كل مرة ، تضعهم في قلب كل المشاريع الكبرى ، وترفع السقف لتأمين مستقبلهم .
ثلاثية المشروع المجتمعي الذي تسعى اليه الرؤية الملكية : الديموقراطية والحداثة والتنمية …تتماشى حرفيا مع هذا المسعى …
ويمكن التأكيد أن قضايا الشباب حظيت باهتمام وعناية كبيرة من قبل جلالة الملك ، وذلك بالنظر لكون الشباب يشكل نسبة مهمة من عدد سكان المغرب ، وأيضا بالنظر للدينامية التي عبر عنها الشباب المغربي في مجموعة من المحطات البارزة ، على اعتبار أن الشباب هو عنصر أساس في تقوية بناء المجتمعات ، كما أن أهميته في عملية التنمية تتجلى من خلال ما يتميز به من مقدرة عالية على الابداع والقيادة رغم الظروف الصعبة التي يعيشها ، فضلا على أن فترة الشباب بلا شك من أخصب وأجمل مراحل العمر عند الانسان ، وهي أهم الفترات حيوية ونشاطا وحركة وتطلعا .
ان تحقيق التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تنشدها المملكة يرتبط ، بشكل أساسي ، بالرهان على الشباب واشراكه الفعلي في الدينامية التنموية التي تشهدها البلاد .
من هنا وجب التركيز على التربية والتكوين ، باعتبارهما المؤهل الأساس لولوج مجتمع المعرفة ، وبالتالي تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ، لا سيما على مستوى اعداد الكفاءات المؤهلة للاسهام في بناء الوطن .
ان البنية الديموغرافية الشابة للمجتمع المغربي ، ينبغي أن تشكل نقطة قوة ، بالنظر إلى انخراط هذه الفئات الشابة في عالم التكنولوجيات وتحليها بروح المغامرة ، الأمر الذي يساعدها على تحقيق التحولات العميقة التي تطمح اليها البلاد ، من اجل الانضمام الى دائرة الدول المتقدمة .
وان فتح الاستثمار في وجه الشباب من خلال تسهيل ولوجه للقروض والتمويلات سيساهم أيضا في تطوير القطاع الخاص ، وبالتالي احداث مناصب الشغل وتعزيز التنمية …
ان التغيير الحقيقي يمر عبر التربية والتكوين ، وهو ما يفرض على المؤسسات التعليمية ، بما فيها الجامعة ، تقاسم نفس القيم والأفكار من أجل تكوين مواطن قادر على التحكم في مستقبله بنفسه ، دون أن يلجأ إلى الدولة من أجل تشغيله .
في 13 غشت 2017 ، قال جلالته ” أكدنا أكثر من مرة ، سيما في خطاب 20 غشت 2012 بأن الشباب هو ثروتنا الحقيقية ، ويجب اعتباره محركا للتنمية وليس عائقا أمام تحقيقها ” ، داعيا إلى إصلاح منظومة التربية والتكوين ، ومعالجة أوضاعهم التي تحتاج الى ابتكار مبادرات ، ومشاريع ملموسة تحرر طاقاتهم ، وتوفر لهم الشغل ، والدخل القار ، وتضمن لهم الاستقرار ، وتمكنهم من المساهمة البناءة في تنمية الوطن .
انه على الرغم من العديد من البرامج التنموية التي انخرط فيها المغرب لفائدة الشباب ، خلال السنوات الأخيرة ، إلا أنها ظلت محدودة وغير مؤثرة ، بل. وغير قادرة على القضاء على بعض الاشكالات البنيوية ، وفي مقدمتها البطالة التي لا تزال مرتفعة في صفوف الشباب ، فضلا عن المطالب الملحة والحاجيات المتزايدة للمواطنين ، لا سيما على صعيد الحد من الفوارق الاجتماعية والتفاوتات المجالية ، وبالتالي تحقيق العدالة الاجتماعية . في 13 غشت 2017 ، قال الملك في خطاب له ” ان وضعية شبابنا لا ترضينا ولا ترضيهم ، رغم الجهود المبذولة ، فالعديد منهم يعانون الاقصاء والبطالة ، ومن عدم استكمال دراستهم وأحيانا حتى من الولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية ، مضيفا أن التقدم الذي يعرفه المغرب لا يشمل مع الأسف كل المواطنين ، خاصة الشباب الذي ” يمثل اكثر من ثلث السكان والذي نخصه بكامل اهتمامنا ورعايتنا ” .
واذا كانت التنمية تروم الارتقاء بالانسان وازدهاره ، فإن هذا الأمر يمر حتما عبر ارساء تعليم ناجع تتوفر فيه الجودة ويؤسس لمجتمع مواطن تسود فيه العدالة الاجتماعية والمعرفة ، التي تلبي حاجيات المواطن في التطور الشخصي والاجتماعي والوعي بالمشاركة في التنمية على جميع المستويات .
منذ اعتلائه العرش ، وجه الملك محمد السادس رؤيته في الحكم نحو مغرب عصري ديموقراطي ومتطور .
لتحقيق هذه الرؤية كان لا بد من السير في طريق اصلاح متواصل يسمح ببناء متجدد . لذلك ، كان الشباب دائما في قلب المبادرة الملكية ، لأنها تستهدف أولا المستقبل .
فلم يكل الملك محمد السادس ، منذ اربعه على العرش ، من اطلاق الأوراش في سبيل احداث تغيير ايجابي في حياة الشباب ، كي يساهموا في تطوير البلاد ، لذلك أقر بثورة دائمة ، لأنه يعرف جيدا تفاصيل مشاكلهم ، ويتدخل في الوقت المناسب لحث المسؤولين والحكومة ، والمجالس الوطنية ، على العمل بجد لخدمة قضايا الشباب.
ويشكل عيد الشباب ، الذي يتزامن مع احتفالات ثورة الملك والشعب ، مناسبة للوقوف عند الاهتمام الملكي باوضاع الشباب .
فبمناسبة الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب ، قال الملك في خطاب الى الأمة ” ها نحن اليوم ندخل في ثورة جديدة لرفع تحديات استكمال بناء المغرب الحديث ، واعطاء المغاربة المكانة التي يستحقونها ، خاصة الشباب ، الذي نعتبره دائما الثروة الحقيقية للبلاد ” ، معتبرا ” انه لا يمكن أن نطلب من شاب القيام بدوره وبواجبه دون تمكينه من الفرص والمؤهلات اللازمة لذلك .
فعلينا ان نقدم له أشياء ملموسة في التعليم ، والشغل والصحة وغير ذلك ، ولكن قبل كل شيء ، يجب أن نفتح أمامه باب الثقة والأمل في المستقبل ” .