كل واحد كيعطيه الله على قد نيّتو.
كتبها: احمد الدافري
كل واحد كيعطيه الله على قد نيّتو.
هنا أربع صور.. صورتان لأردوغان رئيس تركيا وهو يزور الجزائر يوم الأحد 26 يناير 2020. وصورتان لتبون رئيس الجزائر وهو يزور تركيا أمس الأحد 15 ماي 2022..
الرئيس أردوغان كان قد زار الجزائر في 2020 تلبية لدعوة من الرئيس تبون.. والرئيس تبون بطبيعة الحال كان حاضرا في استقبال الرئيس أردوغان بمطار الهواري بومدين وأخذ معه صورا في القاعة الشرفية بالمطار .
الرئيس تبون هو الآخر زار أمس الأحد تركيا تلبية لدعوة من الرئيس أردوغان.. لكن أردوغان لم يستقبل تبون في المطار. بل بعث له نائبه فؤاد أوكتاي كي يستقبله ويأخذ معه صورا في القاعة الشرفية بمطار أنقرة.. ولكي يحظى الرئيس تبون باستقبال من الرئيس أردوغان كان عليه أن ينتظر من ظهر أمس الأحد إلى ظهر يومه الاثنين. أي ظل ينتظر 24 ساعة. وبعدها استقبله أردوغان في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة..
عجيب.. هل يُعقل أن أردوغان لا يحترم البروتوكولات التي ينبغي أن تُطبق في مثل هذه المناسبات المرتبطة بزيارات دولية عالية المستوى؟.. كيف يطلب من رئيس دولة أن يأتي عنده، وعندما يأتي لا يستقبله في المطار، ويتركه ينتظر 24 ساعة قبل أن يجتمع معه، بينما رئيس هذه الدولة كان قد استقبله في المطار واجتمع معه في الحين؟ ..
هل أردوغان دعا رئيس هذه الدولة كي يجبّد له أذنيه بسبب ارتكابه لحماقات ما، أم أنه طلب منه المجيء فقط كي يذكره بأن تركيا هي التي قامت بتشييد مدينة الجزائر وأقامت في غربها وشرقها إمارات صغيرة تابعة للإمبراطورية العثمانية في الفترة ما بين (1514-1830) إلى أن جاءت فرنسا وطردت الأتراك واحتلت أراضٍ أخرى شاسعة مقتطعة من أراضي الجوار، وأسست لالجيري الفرنسية، وأنه يجب على رئيس هذه الدولة أن يتوقف عن وصف نفسه بأنه رئيس قوة ضاربة، لأن رؤساء وملوك القوى الضاربة هم الذين يحظون باستقبال لائق في المطارات؟.
الحقيقة أن الأمر يعتبر لغزا. والوحيد الذي يمكن أن يشرح لماذا تعرض الرئيس تبون لهذا الموقف المُهين، هو أردوغان نفسه، الذي، للتذكير، كان قد طلب من الرئيس تبون في زيارته له في 2020 أن يمده بالوثائق التي تثبت بأن فرنسا قتلت خمسة ملايين جزائري خلال استعمارها للجزائر وفق الرواية الجزائرية، كي يسلم هذه الوثائق لإيمانويل ماكرون ويظهر له بشاعة فرنسا وما مارسته من وحشية استعمارية في حق الجزائريين، لكن الرئيس تبون لم يبعث له بأية وثيقة إلى حد الآن.. وهذا ما كان..”