مع اليمن مهما كان
مصطفى منيغ
قضايا لِهَوَى بعض القادة مٌنحازة ، وإن كانت مبنية على فكرة (بالمرة) غير ممتازة ، تبقى مرتبطة بعقلية صنف من النخب النافذة الوازنة الشُّعوبُ في مجملها من الشرق العربي إلى الغرب المزدوج تراها غير عزيزة، عصبية مستبدة متشددة مستفزة، لا يهم المراد تحقيقه بها كأساس وحدة (هي موقوتة) موحدة (مؤقتا) على القتل (في صنعاء وعدن) وإنما لتصريف شطر أوَّلِيّ من قفزة ، على فرق ثلاث في يَمَنِ النخوة والشهامة والعزة ، يتلون القرآن كما في الرياض أو الرباط ولهم مع الإسلام نفس رباط الارتباط يسمعون آذان الصلاة في مواقيتها الخمس باللغة العربية وليس بلسان الإنجليز أو بثغاء عنزة.
قضايا جعلوها مصيرية حاسمة في السطح، والواقع مُلْحِقُها بالسخافة والتعنت والخروج بالمشاكل الاقتصادية والسياسية قصد الهاء المنتظرين في دولهم النماء الموعودين به منذ زمان امتد على أجيال عايشوا الأهوال مكبلين بشنشنة الحلم النبيل وحياء معشر المؤمنين، القاضيان بالانتظار المبين، محققين استقرارا غدا هشا مع المنظور من السنين، وخلاء القصور كالضيعات رويدا رويدا من الدجاج والبط و لا حتى وزة.
سوء تفاهم بين ورثة التاريخ الإنساني الضارب الأوتاد، مع بداية تكوين الأمكنة مهد الحضارات المتمكنة من صلاحيات الافتخار احتفاء بذكرى خيرة الرواد، هم أدرى بمنافعهم ،وأقدر على درء الأعداء عن حماهم، وأجدر من يختار بالحسنى طريقهم، وأقوى من يمثل هؤلاء المستقرين في شبه الجزيرة العربية من الناجحين في جل الميادين دون مغالاة ولا تعصب أو تفضيل تلك الديار عن الأصيلة من ديارهم .
… اليمنيون ليسوا كما صورهم الغرب والأمريكان حفنة من البشر يتسلقون أعلى الجبال لتشييد غرائب الدور ،المشبهة بأعشاش النسور . تطل على المسافات الرمادية اللون البئيسة الخضرة غير النضرة،غذاؤهم الفاخر المضيرة، يقضون أوقاتهم في الثرثرة ومضغ القاة انتظارا لأبسط المفاجآت، تعلق رؤاهم بين الحياة والممات، مستقبلهم كحاضرهم مقهور. اليمنيون شيء آخر شرف يمشي بين الروابي والرواسي، من أصابع الأرجل إلى فروة الرأس، عنوان كرامة تزداد مع الأجيال المتعاقبة يناعة وإشعاعا، توقظ من يمشي على الأديم من حضرموت إلى أصغر مجمع بشري عبر القارات أن الإنسان كرامته إن ضاعت ضاع وكما للكرامة شرط حتى تلتصق بضمير الإنسان وكل خاصية من خصائص وجدانه فتواصلها واستمرارها فيه، تحتاج أيضا لشروط منها الدفاع عن الحق لصد الباطل، والاعتماد على النفس في تصريف الشؤون مدعم بالقانون، والحفاظ على المبادئ التي تركها السلف الصالح المبنية على محبة الله الباري الحي القيوم ذي الجلال والإكرام ،والنهل من العلم الصالح النافع، والتعلق بأهداب الوطن ونشر الوئام والعدل والود والسلام بين الجميع، وبذلك كل نصر يتحقق وكل جهد مبذول فيه أجره ليس بضائع.