الإبداع الثقافي يحتاج دوما لحمولة ثقافية
بقلم د، سدي علي ماءالعينين،اكادير ،ماي 2022
تابعت كواحد من ساكنة مدينة أكادير فعاليات نشاط منظم بساحة التامري بحي تالبرجت حمل إسم “تالويكاند” .
لم اشأ ان ادلي بملاحظاتي بخصوص هذا النشاط حتى يحط رحاله كي لا يفهم من مقالي انه تشويش على النشاط او طعن في مبادرة تحمس لها اصدقاء اعزهم، كان من الممكن مناقشتهم في جلسة، احسن من كتابة مقال قد يفهم عكس غاياته ولكن انشغالي الأكاديمي حال دون ذلك ،
فاسمحوا لي ان ادلي بالملاحظات التالية التي لا تبخس في شيئ هذا العمل :
– البداية من الاسم : عطلة نهاية الأسبوع مفهوم مستحدث ،وعند أمازيغ المغرب لا وجود له ،لان الاستراحة عندهم تكون في اليوم ولساعات قليلة ،فيما العمل لا يتوقف طيلة الأسبوع.
لكن هناك عبارات تتوحد في لغات كثيرة منها weekend . هذه الكلمة انجليزية ، وقوم الانجليز لا علاقة تربطهم باكادير لا في التاريخ ولا في المبادلات ولا في أفواج السياح .
وبالتالي فإن استحضار هذه الكلمة لتكون عنوان نشاط ففيه في تقديري نظر.
وعند محاولة تحوير الاسم weekend ليصبح نطقا محليا تم اعتماد عبارة “تالويكاند” ، وهنا أيضا تم التعامل مع عملية التحوير بصيغة فيها خلل ، فالنطق في الأمازيغية او تاشلحيت اهل سوس ، عندما يسمي المؤنث يبدأ الكلمة بالتاء وينهيها بالتاء ، وإن كانت مذكرا يبدأها بالالف .
وفي الحالة موضوع هذا المقال فالويكاند في منطوقه ذكر ولنطقه نقول “ألويكاند” ولكن عندما تم العكس واعتبره المنظمون مؤنث فإن السليم القول “تالويكاندت” ، وبالتالي فإن البدأ بالتاء دون الإنتهاء بها فيه اجتهاد يخل بقواعد النطق الأمازيغية المتعارف عليها.
الجهة المنظمة : جرت العادة في كل الأنشطة ان تكون هناك جهة معروفة بالاسم تكون هي الاطار المنظم ،وهي قانونا من تتحمل تبعات النشاط في كل الحالات، في هذا النشاط لا نعرف للجهة المنظمة اسما ولا اطارا ولا رئيسا ولا مكتبا ،اللهم بعض الوجوه المعروفة التي تدلي بالتصريحات باسم اللجنة المنظمة!!!!!.
– تالويكاند على وزن نشاط سابق “تالكيتارت” ،: لم يصدر عن منظمي تالكيتارت اي بيان عن ما إذا كان المهرجان سيعود لاستئناف دوراته ام لا ، ولكن في كل الأحوال فإن نفس الأسماء التي ابدعت تالكيتارت هي نفسها التي وراء تالويكاند، فهل هذا يحل محل هذا ؟ ام ماذا يا هذا؟.
– كل مهرجان له فلسفة تنظيم تبدا من إختيار الإسم والعلامة الثقافية، و البرنامج ، وحتى إختيار المكان ، في حالتنا هذه ، يبدو اننا سنعيش مسلسلا من المبادرات ” تالكيتارت، تالويكاندت , تاريبابت ، تالبنديرت، تاصيفت ، تارمضانت …..،
وهذه الأسماء ليس تهكما ولكن ،الحقيقة هي ان المبادرات عندما فلسفة تنظيمها واحدة فهكذا تكون النتيجة ،
بين تالكيتارت وتالويكاند نفس الأفراد و نفس فقرات البرنامج ونفس المجموعات الفلكلورية ، وتقريبا نفس أجواء ليلة رمضان بنفس الساحة.
عندما يكون الإبداع مستهلكا نقول :اين الإبداع !!!!!.
– فجأة تتحول المبادرة المدنية إلى إفتتاح بشكل رسمي ، يعلن فيه بلا سابق اشعار إفتتاح سينما الصحراء بعد ترميمها واصلاحها،
هنا حاولت ان اعود الى رابط البحث في جوجل لعلي اجد افتتاحا لقاعة سينمائية في العالم بغير عرض فيلم بها فلم أجد !!!!
كيف نفتتح قاعة للسينما دون ان نقدم فيها ولو شريطا وثائقيا لاقل من عشر دقائق يكون مثلا روبورطاجا مصورا عن تاريخ المكان ومراحل ترميمه ،
لاشيئ من ذلك تم ،سوى اعطاء الرئيس الميكروفون ليرتجل كلمة أمام شاشة السينما كأنه فوق خشبة مسرح يقدم عرض “الشو” .
وبمغادرة الوفد اغلقت ابواب السينما ولم تفتح لاية فقرة من أنشطة تالويكاند ولا حتى للزوار لمجرد زيارتها والتقاط الصور ،كيف لا ولا علم لأحد لا من ولا كيف سيتم تسيير هذا المرفق ،وهل هو مركب ثقافي كما يقول المجلس السابق ،ام هو سينما كما يقول المجلس الحالي؟!!!!
ولا أريد الخوض في الاشكالات والصيغ القانونية المتعلقة بتدبير دور السينما و حق الجماعات من عدمه في تدبيرها ،كما هو الحال للمتاحف…
في المجمل هذا نقاش هادئ احتفظت به حتى ما بعد المهرجان كي لا يقال انني اشوش على نشاط وعلى اصدقاء وعلى جهة منظمة لا اعرف لها اسما وان كنت اعرف اعضاء لجنتها التحضيرية …
وفي الوقت نفسه وجب التنويه بالمستوى العالي للتنظيم وللاجواء الأسرية التي عرفها النشاط ،و للمشارب المختلفة التي استقطبها كما حدث في ليالي رمضان التي نظمتها جماعة أكادير.
ان النقد من منطلق النوايا الصادقة لا يمكن إلا أن يكرس ممارسة سليمة..
واخي مطيع يعلم جيدا انني قبل اكثر من ربع قرن اسست جمعية لانعاش الساحة ثقافيا مع المرحوم سي عبد الرحمان مالك فندق السندباد رحمة الله عليه ،و بالتالي انا لا أتكلم من فراغ .
فهل تعتبرون ؟