تصرف أضر بشعبي تونس والمغرب..
محمد الطالبي
قراءة أولية لردود الفعل التونسية والاستنكار الكبير لموقف قيس سعيد، توضح كيف يمكن لقرار غير مؤسس وغير سليم، شكلا ومضمونا، أن يضر بشعبين في نفس الوقت، وربما بنفس جرعة الألم والحسرة.
هذا الإضرار البين بعلاقة ظلت وطيدة بين الشعبين المغربي والتونسي وثابتة في التاريخ، كان المغرب قد أبدى استعداده في فترة معينة للتدخل العسكري حماية لاستقلال تونس واعتبر الدولة التونسية والمساس بها، خطا أحمر.
ردود الفعل القوية والمناهضة للقرار الاستعراضي من كبار رجال الدولة ومنهم رؤساء سابقون لتونس ووزراء وأحزاب سياسية من كل الطيف ونقابات عتيدة وذات مصداقية، وكذا من الجسم الصحفي وأقلام ذات مصداقية، كلها أدانت الموقف المستورد من خارج حدود تونس الشقيقة والطيب أهلها .
رد الفعل المغربي رسميا وشعبيا لم يكن مفاجئا لأن الوحدة الترابية للمغرب خط أحمر بالإجماع، تزكيه كل المؤسسات الحزبية والنقابية والمدنية عن قناعة وطنية راسخة، لذلك كان أول بيان حزبي من طرف حزب عبد الرحيم بوعبيد “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” وهو حزب لم يهادن يوما في القضية الوطنية، بل ساهم في التعريف بالقضية وحساسيتها في الداخل والخارج، وكان السجن هو الخيار على التقاعس حين ينادي الوطن وحين تنادي الصحراء.
بالعودة للموقف المستجد وغير الشرعي، والذي في الواقع لا تأثير له، فإ ن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها والشعب مصر على أن يرى العالم بنظارة الصحراء كما سجلها ملك البلاد.لكن الرد يبقى واجبا وبكل القوة دون ننسى أن الشعب التونسي وأغلب قواه الحية ترفض ورفضت الموقف، وهو ما يفرض في نفس الوقت أهمية مراعاة الموقف الشعبي الرائع في انتظار أن ينجلي ليل قرطاج البهية، وتنظر إلى عمق التاريخ الحديث والقديم وتقرأ صفحات شعب خرج يوما رفضا لاغتيال النقابي فرحات حشاد، شعب كان حين الشدة أقرب من القرب ماديا ومعنويا، وهذا ليس منة بل واجبا ويتوجب الأخذ به دوما لأن الأفق المغاربي والتكتل والوحدة آتية رغم العقبات وافتعال الأزمات ،وليحيا شعب تونس .