الجريمة_السياسية
الجريمة_السياسية
#دار_بريشة:
#توطئة:
يصادف نشر هذه الحلقة ‘اليوم العالمي لمناهضة الإختفاء القسري، 30 غشت، الذي اعتبرته الأمم المتحدة جريمة ضد الإنسانية لا تخضع للتقادم، بل :”اعتبرت كل عمل من أعمال الاختفاء القسري جريمة مستمرة باستمرار مرتكبيها في التكتم على مصير ضحية الاختفاء ومكان إخفائه، وما دامت هذه الوقائع قد ظلت بغير توضيح:”.
هذا هو حال ‘دار بريشة’ على سبيل المثال بحيث أن العديد من مروا على هذا المخفر مازالوا في عداد المختفين وأن المشاركين أو الشهود على هذا الاختفاء يرفضون التعاون في تحديد مصير هؤلاء.
أين دفنوا وكيف تم تصفيتهم؟.
لا يعقل أن يتم نشر محاضر استنطاق هؤلاء المختفين (26 محضر)، في كتاب “الهيأة الريفية” الذي أصدره بنسعيد أيت يدر سنة 2018 دون الحديث عن مصيرهم!!.
وهو يعترف في مقدمة الكتاب على أن رفيقه ‘سعيد بونعيلات’ من سلم له محاضر هؤلاء المختفين لينجز بها كتاب، وهي جزء من أرشيف “الستيام” كما أشار بنسعيد في الصفحة 17.
كيف احتفظ سعيد بونعيلات بمحاضر استنطاق هؤلاء المختفين ولم يحتفظ بالتقارير حول أماكن دفنهم؟ وبنسعيد يعلم ونحن نعلم أن سعيد بونعيلات، باعترافه، كان ضمن مؤسسي جهاز الستيام الذي أشرف على الإختطافات والتعذيب والاستنطاق والدفن في كلا المخفرين. وبنسعيد يقدم بذلك شهادة حية على أن الستيام من كان يشرف على دار بريشة وإلا كيف وصلت هذه التقارير لتصبح جزء من أرشيف الستيام بينما هؤلاء الضحايا تم استنطاقهم في دار بريشة!! وهذا ما سنبينه في هذه الحلقة.
#مقدمة:
بعد ان تناولنا في الحلقات الثلاثة السابقة كيفية ظهور وتاسيس جهاز الستيام ماي 1956 بالدار البيضاء من طرف المقاومة الاستقلالية (المنظمة السرية) والقصر، من خلال شهادات مسؤولين وضحايا، ننتقل في هذا الجزء الرابع للحديث عن مخفر آخر لا يقل اهمية في مسلسل الترهيب والعنف السياسي في مغرب ما بعد 1956.
ويتعلق الامر بمخفر دار بريشة بتطوان. هذا الموضوع أسال بدوره الكثير من المداد ونسجت حوله العديد من القصص. بعض هذه الأقلام حاولت خلط الاوراق حتى يبدو مخفر ‘دار بريشة’ مجرد وكر لعصابات مسلحة تعمل على تصفية الحسابات فيما بينها.
من بين هذه المواقع أذكر على سبيل المثال الموسوعة الرقمية الويكيبيديا التي تعرف دار بريشة كالتالي:” دار بريشة معتقل سياسي سري سابق بتطوان افتتح سنة 1956، كان مكانا لتصفية الحسابات السياسية بين الأحزاب والتنظيمات المتصارعة.:”. لكن من خلال زيارتي للمكان ثلاث مرات والتحدث إلى قاطنيه والإطلاع على شهادات الضحايا والشهود، خلصت إلى غير ماذهبت إليه الوكيبيديا أو هيأة الانصاف والمصالحة.
المكان كان يتحكم فيه لون سياسي واحد بدعم واضح من طرف السلطة، والضحايا كلهم على نقيض هذا اللون السياسي. وجريمتهم الوحيدة أنهم مختلفون مع ترتيبات الوضع السياسي آنذاك، والتي عبروا عنها في الاعلام والتجمعات العامة، بل حتى محاضر إستنطاقهم تعكس ذلك.
سنتناول في هذه الحلقة الدور الذي أنيط بالمكان وكذا المسؤولين والجلادين وضحايا هذا المخفر من زاوية نتمنى أن تكون مغايرة.
الشخصية الأبرز التي ستكون محور هذه الحلقة هو الراحل “الفقيه الفكيكي” باعتباره المسؤول الأول عن معتقل دار بريشة. الفكيكي كما هو معروف كان ضمن قيادة المقاومة الاستقلالية ( المنظمة السرية)، والمجموعة التي ساهمت في تأسيس الستيام حسب شهادة الحسين الصغير وبنسعيد أيت يدر، والتي تضمنتها الحلقات السابقة المنشورة على صفحتي الفايسبوكية. من هنا نفهم اهمية تصريح بنسعيد أيت يدر خلال ندوة عقدت بالشمال سنة 2008 حيث قال:”دار بريشة كانت ملحقة الستيام:”(1).
.
#الهدف من تأسيس داربرشة.
#شهادة بنسعيدأيت_يدر:
صرح محمد بنسعيد أيت يدر لمجلة ‘نيشان’ سنة 2009 بمايلي:” إن ما عرف ب’الهيأة الريفية’ التي تأسست من عناصر ‘الشورى والاستقلال’ تحت زعامة ابراهيم الوزاني، وهو وطني سابق، بدأت توزع منشورات باسم عبد الكريم الخطابي ضد حزب الاستقلال والملك محمد الخامس، لذلك فتحت دار بريشة لتوقيف عناصر ‘الهيأة الريفية’ من طرف ‘المنظمة السرية’ التابعة لحزب الاستقلال؛” (2).
وحول علاقة الستيام بدار بريشة صرح بنسعيد خلال ندوة نظمت بالمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب يومي 5 و 6 ابريل 2008 بما يلي حول الموضوع :” مركز الستيام كان تحت إشراف محمد الغزاوي وولي العهد ومحمد الخامس ودار بريشة كانت ملحقة للستيام..:”. (1)
الأهم في تصريح بنسعيد أيت يدر هو اعترافه بدور الستيام في تسيير دار بريشة. أما قوله بإشراف الغزاوي والقصر وكفى، فهذه محاولة التهرب من المسؤولية، على اعتبار أن الستيام مشروع مشترك بين حزب الاستقلال والقصر، كما بينا في الحلقات السابقة وباعترافه هو.
#شهادة الحسين الصغير:
الحسين الصغير ذهب إلى أبعد من ذلك بصدد تأسيس المعتقل دار بريشة ودوره، بحيث اعتبر وجود الهيأة الريفية ليس اختراعا من الستيام بل كانت حقيقة والقضاء عليها كان واجبا وطنيا، ودار بريشة تكلفت بذلك، ويتساءل:” لماذا يحملون السلاح ضد الدولة، وماذا كان سيكون وضع المغرب لو أدت هذه الحركة إلى انفصال الريف آنذاك وأغلب عناصرها من الريف:”. ويعترف الصغير أنه بأمر من الغزاوي انتقل مع طاقم الستيام ذات مرة للتحقيق مع أفراد هذه الحركة بطنجة والذين كانوا في قبضة المخابرات الاسبانية إثر دخولهم طنجة عبر جبل طارق. (3).
هذه المجموعة لم يتم نقلها الى معتقل دار بريشة، لكن تم تصفيتها في طنجة من طرف قوات الستيام وعناصر كتائب جنان الرهوني في ظروف غامضة. ويتعلق الأمر بأربعة ضباط ضمن جيش التحرير المغاربي، من أصل جزائري، تدربوا بالقاهرة على يد الهاشمي الطود باشراف عبد الكريم. دخلوا المغرب من أجل تهييئ الشروط لقيام جبهة عسكرية بالشمال الشرقي لدعم الثورة الجزائرية وتحرير المغرب.
من بين هؤلاء الضباط محمد إبراهيم القاضي رفيق الراحل الهاشمي الطود. هذا الاخير يؤكد في مذكراته تصفية هؤلاء الضباط الأربع وآخرين فور دخولهم طنجة من طرف هذه الجماعة بين شهري ماي ويوليوز 1956. (4).
لماذا تم تصفية هؤلاء الضباط من طرف هؤلاء بينما هم كانوا يرفعون شعار دعم الثورة الجزائرية؟. الهاشمي الطود يقدم قراءة لهذا العمل الشنيع والتي سنوردها ( القراءة) في حلقة خاصة حول تأسيس كتائب جنان الرهوني ودورها. لكن عموما يبقى عبد الكريم كلمة السر في هذه الحرب القذرة.
وكلام بنسعيد والصغير حول محاربة الهيأة الريفية جاء منسجما مع المنطلقات الاساسية في تبرير هذه الحملة وهو القضاء على رفاق وضباط عبد الكريم، وإلا من تكون الهيأة الريفية التي يتحدث عنها بنسعيد والصغير.
#الهيأةالريفية ودار_بريشة:
بجانب وجود العديد من فصائل ‘المقاومة وجيش التحرير’، تشكل فصيل آخر من ‘جيش التحرير’ تحت اسم “الهيأة الريفية”. هدف هذه الهيأة هو إعادة بناء قوات جيش التحرير او الحرس الوطني كما ورد في كتاب “الهيأة الريفية”(5). كان يقدر عدد أفرادها حينها ببعض المئات، مقسمة على ثلاث مجموعات: اللون الكاكي والأخضر والابيض، وكانت تنشد نشيد الثورة الريفية ” من ثنايا العجاج” (6). بل كانت تقوم باستعرضات عسكرية محكمة ومنظمة بطنجة، حسب شهادة الباحث عبد الحميد الرايس نقلا عن والده الراحل محمد الرايس الذي كان شاهدا على العصر. ‘حضور’ الراحل محمد الرايس في هذه الاحداث أشار إليه كذلك كتاب ” الهيأة الريفية”(7). هذه الشهادة أوردها عبد الحميد الرايس خلال مشاركته/نا في ندوة نظمتها مجموعة قدماء البادسي قبل شهور.
أغلب مقاتليها وقيادييها من أهل الشمال، جزء منهم تدرب في مصر تحت قيادة عبد الكريم وإشراف القايد الهاشمي الطود، مما وفر لها فرص أكثر للتغلغل بين السكان. كانت تنشط من شرق الريف حتى طنجة مرورا بكزناية وفاس، بتنسيق مع مقاتلي الهلال الأسود. الشهيد ابراهيم الوزاني كان، ربما، محور هذا التنسيق حسب محضر الاستنطاق أثناء اعتقاله بدار بريشة (8).
اتخذت الهيأة الريفية من طنجة الدولية مقرا لها وتداريب مقاتليها الذين كانوا يقدرون ببعض المئات تحت قيادة الضابط ” حدو أقشيش” الذي عينه عبد الكريم قائدا عاما لهذه القوات الناشئة (9).
الهيأة كانت تتوفر على أجهزة تقريرية وتفيذية تتمثل في:
اللجنة العليا، مكتب سياسي، ديوان، والحرس الوطني (10).
تم اختطاف أغلب مسؤولي ومقاتلي هذه الحركة ووضعهم في دار بريشة حيث لقي أغلبهم حتفهم تحت التعذيب أو رميا بالرصاص من خلال شهادات الناجين أو عائلات الضحايا.
الضابط الشاب ‘حدو أقشيش’ تم اختطافه في يونيو 1965 من طرف قوات الستيام وكتائب جيش الرهوني من منزلهم بتماسينت ذات ليلة. لقي حتفه في دار بريشة بعد مروره على مخفر الحسيمة والناظور رفقة مختطفين آخرين وهما الراحل مصطفى العمراني، والراحل محمد محمد القاضي مؤلف أسد الريف، ورفيق عبد الكريم منذ انطلاق الرصاصة الاولى.
وقائع هذه الرحلة جاءت في شهادة المختطف الراحل مصطفى العمراني أمام هيأة الانصاف والمصالحة والتي أعاد نشرها محمد العسري في كتابه تحت عنوان:” من جرائم دار بريشة:” (11). مصطفى العمراني عاين التعذيب الشديد في حق حدو أقشيش بالناظور وعاين إزهاق روح المختطف ‘محمد البقالي الاصيلي’ من خلال صب ماء مغلي على رأسه، والتي أوردها العسري (12). واقعة إزهاق روح محمد البقالي الاصيلي اوردها كذلك التجكاني(13). نشير هنا إلى أن مخفر الناظور كان عمليا تحت مسؤولية الصنهاجي.
بل وصلت بهم القذارة إلى اختطاف كل من كان يتواصل مع عبد الكريم أو مساعديه في إطار ماهو عائلي أو إنساني. وهو حال المختطف عبد السلام الطود ( والد الهاشمي الطود) و المختطف عبد الكريم الحاتمي ( حفيد عبد الكريم) والمختطف ‘محمد السعيدي بن بوحوت’ الذي تم اختطافه وإزهاق روحه بدار بريشة بسبب ضبط مراسلة بينه وبين عبد الكريم، وذلك حسب إفادة إبنه أمام هيأة الانصاف (14)، هذا الابن كان في بطن أمه أثناء تصفية والده.
عبد السلام الطود وعبد الكريم الحاتمي لازلا بدورهما في عداد مجهولي المصير ضمن العشرات من المختطفين.
الكثير من أهل الشمال والمغاربة عموما كانوا يحلمون برؤية الزعيم عبد الكريم أو التواصل معه، وكانو يحتفضون برسائله كعربون لهذا الحب الذي تشكل في أتون حرب تحررية قادها رجال أحرار، منهم من قضى نحبه في الميدان وهناك من كان مصيره المنافي ومعتقلات إسبانيا وغويانا ولاريونيون…
في هذا الصدد أقتبس كلاما بليغا أورده الكاتب عبد الكريم غلاب ضمن مذكراته أثناء مرافقته عبد الكريم، بعد إنزاله بالقاهرة، إلى مستشفى المواساة بالاسكندرية بسبب ضغط الدم :”المنافي السحيقة تغيب الرجال (..) لكنها لم تنس المواطنين في المغرب والعرب والمسلمين حرب الريف ولا أنستهم إسم الرجل (..) وتظل دراسة حرب الريف ناقصة من طرف الدارسين إن لم يجلسوا ويتحدثوا إلى صانعها (..)، وإنها من سوء حظ المؤرخين المغاربة الذين يدرسون حرب الريف لم ينتقلوا إلى القاهرة للتعرف عليه من خلال المعاشرة الفكرية، ستظل كتاباتهم ناقصة فيما أعتقد..:” (15).
‘غلاب’ ترافع بقوة من اجل هذه العلاقة مع عبد الكريم، بينما عصابة الخطافة كانت بالمرصاد ضد كل من شبه لهم..
يقول الراحل الهاشمي الطود :”إن هذه الأعمال تجعلنا ننفي عن هذا الجيش ( يقصد كتائب جنان الرهوني وقوات الستيام) أية صفة تحررية أو قتالية خالصة (..) إن عرابي الحلول التفاوضية قد تجندت لمحاصرة جهود الأمير الخطابي بل وبنت مشروعا على أساس التشكيك في عمل “المدرسة الخطابية” وفي التجنيد لإجهاضها:” (16). هذا الكلام كرره الراحل الهاشمي الطود مرارا على مسامعي خلال زياراتي له قائلا:” هؤلاء لم يطلقوا رصاصة واحدة على العدو وليس لهم أخلاق وتقاليد نضالية وتحررية:”.
#حول تأسيس مخفردار بريشة:
دار بريشة كمكان وكبناية يعود إلى عائلة بريشة بتطوان. الراحل بريشة كان حاجبا لخليفة السلطان الحسن بن المهدي بن اسماعيل. ( 17)
البناية كانت تستعمل في البداية كمأوى للخدم وطهي الطعام لممثل السلطان وحاشيته (18)، قبل أن تتحول إلى معتقل أواسط الخمسينات، حسب شهادة القاطنين.
عملية توفير المقرات وأماكن التدريب والمأوى، للهاربين إلى تطوان من الملاحقة الفرنسية، جاءت في إطار عملية تفاهم بين المقيم العام الاسباني الجنيرال ‘بلينيو’ وحزب الاستقلال حسب الراحل العربي المساري (19). هذه النقطة تناولها العربي اللوه (وزير الأوقاف في المنطقة الخليفية) بكثير من التفصيل ضمن مذكراته (20)، والتي سوف أتطرق إليها في الحلقة المقبلة.
بعد إغلاق مدرسة جنان الرهوني لتكوين ضباط “جيش التحرير” نهاية دجنبر 1955 بأمر إسباني، بعد عودة الملك يوم 16 نوفمبر 1955، انتقل جزء من ضباط هذه المدرسة، الذي كان يطلق عليهم ” جيش التحرير”، إلى دار بريشة ليتخذوها مركزا لهم بقيادة الفقيه الفكيكي، ومع أن هذا الأخير كان المسؤول الأول لهذا الجيش في هذا المبنى فأصبح عمليا هو المسؤول الاول ( المدير) عن دار بريشة كمعتقل. مصدران هامان يؤكدان هذه الحقيقة بجانب مذكرات الفكيكي طبعا. أول المصدرين هي مذكرات رفيقه عبد السلام الجبلي (21) . وثاني المصدرين مذكرات المعتقل التجكاني الذي قضى شهور بدار بريشة عندما كان الفكيكي مسؤولا عنها. التجكاني نقل إلينا عدة تفاصيل حول الفكيكي، الذي وصفه في مذكراته ب “تيمورنك” دار بريشة (22) ويعني ذلك حسب غوغل “الامبراطور” الماغولي. وما أدرك ما الامبراطور الماغولي.
#الفقيه الفكيكي تيمورلنك_داربريشة:
إنه الوصف الذي أطلقه المختطف التجكاني على الفقيه الفيكيكي، ويعني ذلك ” إمبراطور دار بريشة”. هذا الوصف يكثف قيمة ومكانة الفكيكي في تسيير شؤون هذه المؤسسة.
ويعني ذلك أنه المرجع والناهي.
نفس الشهادة أعطاها في حقه ( الفيكيكي) أحد الجلادين إسمه ‘العباس’ الذي وصفه ب ” الفقيه الرئيس” (23) اثناء استنطاقهما للتجكاني.
فبالاضافة إلى قيادته لفرع “جيش التحرير” داخل هذا المخفر، كان الفكيكي مكلفا كذلك بالاستنطاق والتنسيق مع الستيام. من بين الذين حقق معهم بنفسه وفق ما أورده التجكاني في مذكراته هم: التجكاني نفسه؛ ابراهيم الوزاني؛ وعبد السلام أحمد الطود…
التجكاني يصف الدور الاجرامي والقذر للفكيكي كالتالي :” ابتدأت العملية ضربا بالحبال المبللة بالماء والملح (..) كان “تيمورلنك” الدار، الفقيه الفكيكي، يدخل المجزرة وبيده دفتر لتسجيل الاعترافات وهو يقول: “الله الله مع كل سوط نزل مع كل سوط ارتفع”، ( يصف رقصة الضحية تحت الضربات) والجلادون يتناوبون اربعة أربعة والضحية هو عبد السلام أحمد الطود، مع احضارهم ابراهيم الوزاني ليتفرج على رفيقه وهو بالكاد يتحرك..:” (24). التجكاني كان يتابع هذا المشهد من خلال نافذة زنزانته (25). هذه المسلخة أو (Gourna) كانت مفتوحة من كل الجهات مما مكن المعتقل التجكاني متابعة أكثر من مشهد من خلال نافذة زنزانته. عاينت المكانين خلال زيارتي لدار بريشة سنة 2014.
#اعترافات الفكيكي من خلال مذكراته:
من الصدف النادرة أن يعترف الفقيه الفكيكي بمسؤوليته من خلال مذكراته التي صدرت سنة 2015 تحت عنوان”سفر في زمن المقاومة والنضال”، حيث يقول :” انه كان المسؤول على مركز جيش التحرير بدار بريشة بجانب الحاج العتابي..و أن احمد الطويل وجماعته كانو ضمن الجلادين.. وأن المعتقل عبد القادر برادة أزهقت روحه بدار بريشة أمام عينيه تحت التعذيب، فطلب احمد الطويل إحضار الطبيب وتسليمه لعائلته لكنه رفض مع تهديده بالقتل. وهذا هو سبب تصفية الطويل لاحقا بالبيضاء..:”.(26). مما دفع قوات الستيام بتصفية الطويل في كمين بالبيضاء داخل سيارته بسبب عدم انضباطه لرؤساءه.
مسألة هامة ربما لا يدركها من لم يمر في التحقيق داخل الأقبية وهي أن المحقق هو الذي يقتل وليس الجلاد. لأن المحقق هو من يرفع من وتيرة العنف أثناء التحقيق إذا لم يصل إلى مبتغاه ، أما الجلاد فيبقى في خدمة المحقق. المحققون هم القتلة الفعليون. إذن فتصفية الشهيد عبد القادر برادة يتحمل فيها المسؤولية الفكيكي لوحده كمحقق وكإمبراطور دار بريشة، وخاصة أنه يعترف على أن الضحية سقط أمام عينيه أثناء التحقيق. على الجمعيات الحقوقية النظر إلى هذه الحقائق واتخاذ موقف مسؤول من هؤلاء القتلة.
على ذكر الشهيد عبد القادر برادة أورد المختطف ‘عبد الله الرداد’ ضمن مذكراته أثناء حصة تعذيب بالستيام والجلاد كان ‘المدني الاعور’ ليخاطبه هذا الأخير قائلا:” سنخصص لكم ضيافة في مستوى إبراهيم الوزاني وعبد القادر برادة وعبد السلام الطود، يعني التصفية الجسدية:” ( 27). وهذا اعتراف صريح على تصفيتهم للشهداء الثلاث. كيف تنجو من الموت والضحية يتناوب عليها أربعة جلادين، يقول التجكاني.
هذا كله لم يقنع السي بنسعيد أيت يدر، كما يبدو، وهو ينظم تكريما لرفيقه ‘المدني الاعور’ بإقامة الطوريس بتطوان سنة 2013 معتبرا إياه ب”تولي قيادة المقاومة (المنظمة السرية) بعد استشهاد الزرقطوني”.
#اعترافاتالفكيكيأمامهيأةالانصاف :
للمزيد من الدلائل حول مسؤولية الفكيكي على رأس مخفر دار بريشة، أوردت مجلة زمان عدد دجنبر 2014 مايلي:
:” تبرز أهمية الشهادات التي خص بها هيأة الإنصاف والمصالحة كل من الحسين الصغير كممثل للمقاومة في الستيام، والفقيه الفكيكي ممثلها في دار بريشة (..) ويتذكر الفقيه الفيكيكي في شهادته للهيأة أنه استدعي من طرف إدريس المحمدي، وزير الداخلية، ليحضر إلى الرباط إثر أزمة سببها اعتقال ضابط بالجيش الملكي بدار بريشة. وأخذه ‘عبد السلام الجبلي’ في اليوم الموالي إلى لقاء مع ولي العهد بمقر اقامته بالسويسي بعد لقاءه لغزاوي، سأله ولي العهد:” أش هاذ الشي السي الفكيكي صدقتو قبضتو عسكري:”؟. اجابه الفكيكي:” أودي أراه قبطوه بلباس مدني:”. ليسأله ولي العهد:” إن كانوا ضربوه:”؟. اجابه الفكيكي:” لا بد إكنوا ضربوه:”. رد عليه ولي العهد:” واش عرفتو شتاديرو؟، غنعطيك واحد النصيحة، قل ليهم (دار بريشة) إلا قبطو شي حد إضربوه للكرش..باش مايبانش، يتوعت ومايبانش:”. (28).
هذا المقطع جاء ضمن شهادة أدلى بها الفقيه الفكيكي لهيأة الإنصاف. المقطع يدينها قبل أن يدين الفكيكي، فيما ذهبت إليه الهيأة في التستر على تورط الدولة في هذه الجرائم.
شهادة الفكيكي هاته تبصم بالعشرة على روح هذا التحقيق.
#السرجانبوشرطةوحضورعلالللتحقيق:
الشخص الذي يدور حوله الحديث أعلاه بين الفكيكي وولي العهد هو السرجان ‘بوشرطة’ ( محمد الكتاني). مروره بدار بريشة أشار إليه المخطف التجكاني (29). هذا الأخير
يؤكد حضور علال الفاسي والطوريس و الطيب بنونة (عامل تطوان) أثناء حصة من حصص استنطاق ‘بوشرطة’ بدار بريشة، وهي الحالة الوحيدة التي يثير فيها التجكاني إسم علال الفاسي ضمن مذكراته.
عبد السلام الجبلي أشار إلى اعتقال ‘بوشرطة’ في مذكرته ” أوراق من ساحة المقاومة المغربية” حيث يقول :”أثناء اجتماع لمجلس وزاري بحضور أفراد المقاومة والجيش، أثار ولي العهد في كلمته إسم هذا المعتقل ‘بوشرطة’، ليطالبهم بإطلاق سراحه فورا لأنها اهانة لشخصه والمعني ضابط بالجيش الملكي.:”، مما دفع عبد السلام الجبلي إلى الإتصال على الفور بالفكيكي بتطوان حول الموضوع ” باعتبار الفكيكي المسؤول الاول لجيش التحرير والمقاومة في الشمال.::” حسب الجبلي (31).
كلام الجبلي هذا هو اعتراف آخر على مكانة الفكيكي بدار بريشة ضمن “قيادة تطوان/الشمال”.
الجبلي يشير إلى أن بوشرطة :” كان عنصرا من عناصر جيش التحرير قبل انضمامه إلى الجيش الملكي برتبة مشرفة :”(32). اعتراف الجبلي بانتماء ‘بوشرطة’ إلى “جيش التحرير” سنحتاجه عندما سنتناول لاحقا في الحلقة السادسة اغتيال عباس المساعدي، على اعتبار أن ‘بوشرطة’ كان ضمن المنفذين الستة لجريمة الاغتيال بجانب: منير ومنار والعبدي والمسفيوي وإبراهيم الشريف (33)، تحت إشراف الحجاج، حسب مذكرات ‘بلمودن’ وذلك استنادا إلى شهادة أحد المنفذين ( إبراهيم الشريف) وأحمد الغزالي ( نائب الحجاج بتاونات). هؤلاء كلهم من خريجي مدرسة جنان الرهوني للضباط بتطوان،إضافة إلى هذا أن بوشرطة كان سائق المجموعة. بعد عملية الاغتيال سيتم تعيين بعضهم (منير، الحجاج، بوشرطة) في الاستخبارات العسكرية. كما تم تعيين أغلب المتورطين في هذه الجرائم في مناصب سامية.
بوشرطة يذكر ضمن محضر استنطاقه بدار بريشة مرتين مسألة اغتيال المساعدي التي سماها ب”حادثة حجاج”.
#لائحةالجلادينالعاملينبداربريشة:
من الصعب حصر لائحة الجلادين داخل معتقل دار بريشة، لكن من خلال مذكرات التجكاني يمكن إحصاء ما لايقل عن 19 شخص بين جلاد وخطاف ومشرف. فيما يتعلق بالمشرفين حددهم التجكاني في الأسماء التالية: الفقيه الفكيكي؛ ابن الحاج العتابي؛ محمد السكوري؛ المدني الاعور.
بينما حدد أهم الجلادين في الأسماء التالية: أحمد الطويل؛ محمد السكوري؛ المدني الاعور؛ ابن الحاج العتابي، العباس، الريفي.. (34)
فبالإضافة إلى مهامه كمحقق وجلاد داخل دار برشية كان ابن الحاج العتابي قبل ذلك منسقا لشؤون ضباط جنان الرهوني (35)، وكذا رفع التقارير إلى قيادة الحزب حول سير التداريب. وسيعينه الملك سنة 1957 عاملا على الشاون.
أما السكوري فيعتبر من الخطافة الأوائل بتطوان حسب التجكاني. هذا بالاضافة إلى تورطه في سرقة آلاف الهكتارات من غابة الفلين التي كانت تزخر بها مناطق الريف الغربي.
جريدة ” الأيام” الصادرة يوم 3 مارس 1959 خصصت للسكوري مقالا في العدد الرابع تحت عنوان: ” نيرون الشمال:” الذي أصبح يتصرف في جميع غابات الفرشي، الفلين، بالشمال. كما اصبح ‘الكريسون القديم’ (يقصد السكوري) يمتلك مزرعة كبيرة بنواحي القصر الكبير .:”. كما خصصت هذه الجريدة مقالا ضمن عددها الأول حول دار بريشة تحت عنوان:” استغاثة الدماء” وهي تصف بذلك الجرائم التي حدثت داخل هذا المخفر. الجريدة ظهرت مباشرة بعد الانشقاق بين أجنحتي حزب الاستقلال، وكانت قريبة من التوجه الذي بقي في حزب الاستقلال. الجريدة تناولت في أعداد أخرى جريمة دار بريشة مع تحميلها المسؤولية في ذلك إلى المهدي والذين التحقوا بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
بصدد النقطة الأخيرة أوردت مجلة ‘زمان’ لسنة 2019 مايلي:” مع ظهور أولى بوادر الانشقاق داخل حزب الاستقلال انحاز العديد من الأمنيين إلى تيار المهدي بنبركة..:” (36). المقال يقصد أساسا العاملين بجهاز الستيام ودار بريشة.
ما خلصت إليه مجلة ‘زمان’ و’الايام’ قبلها يتقارب مع إنطباعي الخاص وانا أشتغل على هذا الملف، بحيث لاحظت أن الأغلبية الساحقة من المنتسبين إلى جهاز الستيام ودار بريشة، من جانب ‘المقاومة’، التحقوا لاحقا بتيار المهدي والفقيه البصري ( الاتحاد الوطني للقوات الشعبية)، بل لاحظت أن هؤلاء كانوا أكثر عدوانية وشراسة كما جاء في شهادات الناجين. فليست من الصدف أن لا يشير المهدي ولو بكلمة واحدة إلى هذه الجرائم خلال كلمة افتتاح المؤتمر الثاني للاتحاد الوطني للقوات الشعبية ماي 1962 حيث اكتفى بالاشارة إلى انتفاضة 58-59 بالريف قائلا:” العناصر الإقطاعية نظمت ثورة مصطنعة أواخر سنة 1958 في جبال الريف بشمال المغرب بتواطؤ مع عناصر القيادة العامة للقوات الملكية المسلحة:”. بينما جريدة حزبه، العلم، الصادرة في 4 نوفمبر 1985 قالت العكس:” المؤامرة وجدت طريقها بين بعض هؤلاء السكان ضد سلطة صاحب الجلالة والنظام الجاري به العمل:” (46)
#أشكال وطرقالتعذيب داخل دار_بريشة:
جماعة الستيام ودار بريشة أعطيت لها كل الضمانات في عدم الملاحقة، مما جعلها تتفنن في وسائل وطرق التعذيب والإذلال من بينها شيوعا: الكهرباء في المناطق الحساسة (37) غطس الرأس في الماء، الضرب، السحل، جر الاحجار الثقيلة حافي القدمين مشيا على الحصي الحاد والسوط يلهب الجسم (38)، تصويب المسدس إلى رأس الضحية.
ضمن الشهادات التي أوردها المختطف ‘عبد الله الرداد’ ضمن مذكراته حول جرائم دار بريشة والستيام معا هي شهادة أحد الحراس الشخصيين للزعيم محمد بن الحسن الوزاني (الجيلالي الحداوي أبو الفتح) الذي تم اختطافه من طنجة صيف 1956 من طرف قوات الستيام (39). في شهادة هذا الاخير يستعرض صنوف التعذيب وأسماء بعض الجلادين بدار بريشة كالتالي: خلع الأظافر، نهش الكلاب، الشنق، الخنق، الذبح، إحراق الجسم بأعقاب السجائر، التعليق كالخرفان، الاغتصاب، اسلاك الكهرباء (40).
يتذكر الحداوي ثلاث جلادين مارسوا عليه كل أصناف الحقارة والاجرام وهم: الرحماني، العباس وأحمد السكوري (41).
يشير هذا المختطف في شهادته هاته التي سجلها سنة 1988 على أن الجزء الاهم من التحقيق معه بدار بريشة كان يدور حول :” الروابط مع أنصار الأمير محمد عبد الكريم الخطابي في منطقة الشمال..:” (42).
مجلة “زمان” وصفت قوات الستيام (وبريشة طبعا) ب ” رجال خارج القانون” (43) بحيث لا تتقيد بأي ضوابط أو قواعد، كما لم تكن خاضعة لوصاية أي عضو من الحكومة (..) إنه نموذج لزواج مصلحي بين تيار من المقاومة والقصر، حيث وافق الغزاوي على الأسماء التي رشحتها المقاومة للاتحاق بالجهاز مع تعيين الحسين الصغير رئيسا للدائرة ورفيقه في السلاح محمد الذهبي:” ((44).
#خاتمةالحلقةالرابعة:
الفقيه الفكيكي (اسمه الحقيقي محمد بوراس) والحسين الصغير سيغادران معا المغرب سنة 1962 عبر باب سبتة بعد أن تجرعا من نفس الكأس الذي أذاقوه لغيرهم في نفس المخفر. غادرا المغرب باتجاه يوغوسلافيا، ثم الجزائر وباريس، بعدما اقتنعا أن :” الستيام كان مجمعا للجلادين لتعذيب وملاحقة رجال المقاومة”. إنها الحقيقة المرة التي يصعب تجرعها من طرف أغلبهم وإلى اليوم وأنا أتصفح مذكرات الكثير منهم.
الفقيه الفكيكي سيرجع من المنفى سنة 1981 مع رفضه تحمل أية مسؤولية في الاتحاد الاشتراكي ماعدا العضوية. أما الحسين الصغير سينسحب من السياسة منذ 1967 بعدما كان عضوا في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. سيعود إلى المغرب سنة 1999 بعد العفو على المغتربين سنة 1994. حاول الحسن الثاني في البداية استثناءه من العفو لكن تدخل عبد السلام الجبلي لدى الملك حال دون وقوع ذلك (45). الحسين الصغير قدم إفادته لهيأة الإنصاف مع اعترافه بجرائم الستيام أمامها مع رفض التعويض. الحوار الذي أنجزته معه مجلة زمان سنة 2016 فتح عدة مسارات للبحث فيما جرى فجر ‘الاستقلال’. حاولت الانتقال إليه في باريس نهاية سنة 2020 لتعميق البحث والنقاش معه لكن الموت لم تمهله. كانت له شجاعة التحدث في موضوع سكت عليه الجميع.
#الهوامش:
1- كتاب الباحث محمد لخواجة :” عباس المساعدي الشجرة التي تخفي غابة جيش التحرير:” ص: 258.
2- مجلة ‘نيشان’ سنة 2009 عدد 190.ص: 32.
3- مجلة ‘زمان’ سنة 2016 عدد 38.ص: 35.
4- مذكرات الطود “خيار الكفاح المسلح” ص: 299-300.
5-كتاب ” الهيأة الريفية” ص: 102 (منشورات مركز بنسعيد).
6- نفس المصدر السابق ص: 102
7- نفس المصدر السابق ص:102
8- نفس المصدر السابق ص: 60-71.
9- نفس المصدر السابق ص:82
10- نفس المصدر السابق ص:84.
11- كتاب محمد العسري “من جرائم دار بريشة” ص.78-84.
12- المصدر السابق ص: 80-81.
13-مذكرات التجكاني “دار بريشة أو قصة مختطف” ص:38.
14-شريط الفيديو في اليوتوب.
15- عبد الكريم غلاب “الماهدون…الخالدون” ص:51-69
16-المصدر السابق الطود ” خيار الكفاح..” ص: 287
17-“موسوعة الحركة والوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب” المجلد الأول الجزء الثاني: ص: 92.
18-نفس المصدر السابق “الموسوعة”. ص:92.
19-الموسوعة الجزء الثالث المجلد الأول ص:191.
20-العربي اللوه “المنهال في كفاح أبناء الشمال” ص: 161.
21-عبد السلام الجبلي “أوراق من ساحة المقاومة المغربية”
ص: 165.
22-المصدر السابق “التجكاني” ص:101.
23-المصدر السابق “التجكاني” ص:82.
24-المصدر السابق “التجكاني” ص:101
25-المصدر السابق ” التجكاني” ص:101.
26-مجلة “زمان” عدد يناير 2016
27-من مظاهر التعذيب الحزبي أو دار بريشة الثانية ص:160
الأمر يتعلق هنا بمذكرات الرداد داخل الستيام.
28- مجلة ‘زمان’ عدد دجنبر 2014.
29- مذكرات التجكاني. ص: 134
30- مذكرات التجكاني ص: 134
31- مذكرات الجبلي” أوراق من ساحة المقاومة المغربية” ص: 165.
32- نفس المصدر السابق ص: 163-164.
33- حسب مذكرات حسن بلمودن “والآن أتحدث”.
34- مذكرات التجكاني ص:131-132.
35- موسوعة الحركة والوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب” الجزء الثاني، المجلد العاشر ص: 46.
36- مجلة ‘زمان’ العدد 72 أكتوبر 2019 ص: 27.
37- مذكرات التجكاني ص:107.
38-مذكرات الرداد ” من مظاهر التعذيب الحزبي أو دار بريشة الثانية” (الستيام) ص: 67. يتعلق الامر بثلاث مخطفين مروا من الستيام ودار بريشة في رحلة عذاب.
39-المصدر السابق مذكرات الرداد ص: 250.
40-مذكرات الرداد ص: 248 و 254.
41-مذكرات الداد ص:252.
42-مذكرات الرداد ص:252.
43-مجلة زمان عدد 72 أكتوبر 2019 . ص: 25
44-نفس المصدر السابق. ص: 24.
45-مذكرات الجبلي” أوراق من ساحة المقاومة المغربية” ص: 234.
46-كتاب :”من مخاض الاستقلال الى أحداث الريف 1958-1959″: محمد لخواجة ص: 215.
جمال الكتابي
أمستردام 29 غشت 2022.